قال معالي الشيخ المبارك د. عبدالكريم الخضير _ في بداية محاضرته صفحات مشرقة في عبادات العلماء _:
فإن هذه المحاضرة أو هذا الدرس ليس لي فيه خيار، ولو استشرت فيه لما قبلت، نعم أنا موافق على إلقاء درس في الوقت نفسه، لكن لو عُرض عليَّ مثل هذا العنوان لما قبلت، ولا أقول في مقدمة هذا الدرس إلا ما قلته في مقدمة الهمة في طلب العلم، يعني كمن يضرب مثل بشجاعة أجبن الناس، أو بكرم أبخل الناس، يعني يؤتى بمثلي ليلقي درساً عن عبادات العلماء والتقصير معروفٌ لدى الخاص والعام؟! نسأل الله -جل وعلا- أن يمن علينا وعليكم بالعمل بالعلم، وأن يتفق الظاهر مع الباطن، هذا الموضوع يحتاج إلى شخصٍ يتحدث عن نفسه، وطالما تحدثت عن نفسي في محاضرات كثيرة في الآفات التي تعتري طالب العلم، وأضرب الأمثلة من نفسي، وإن لم يعلم السامع، أقول: هذا الموضوع يحتاج إلى شخصٍ يتحدث عن نفسه.
ويمكن أن أبرر القبول -بعد الإعلان- بصنيع ابن القيم -رحمه الله تعالى- في طريق الهجرتين ذكر ابن القيم -رحمه الله تعالى-: المنهج الذي يسير عليه المقربون من استيقاظهم إلى نومهم، ذكر خطة عمل يسيرون عليها، ماذا يصنعون إذا انتبهوا من النوم قبل الصبح؟ ثم بعد ذلك ما صنيعهم إذا دخلوا المسجد لأداء صلاة الصبح، ثم بعد ذلك جلوسهم حتى ترتفع الشمس، ثم بعد ذلك انصرافهم إلى أعمالٍ أخرى من أعمال الآخرة، وليس من أعمال الدنيا، ثم يأتون لصلاة الظهر، والصلاة شغلهم الشاغل، فمنهم من يقضي ما بين الصلاتين بالعبادة من ذكر وتلاوة وصلاة، ومنهم من يقضيه في العلم والتعليم، ثم بعد صلاة العصر لهم برنامج ذكره ابن القيم في كتابه، فليرجع إليه، ثم بعد المغرب كذلك، ثم بعد صلاة العشاء، يأتي وقت الوظيفة، وإذا أووا إلى فرشهم كما قال ابن القيم: ذكروا أذكار النوم، وهي كما قال: تقرب من الأربعين، ومن منا يستحضر أربعة فضلاً عن أربعين، ابن القيم لما ذكر هذا البرنامج الذي يسير عليه المقربون، أقسم بالله لئلا يُظن أنه يتحدث عن نفسه، والمظنون به أنه يتحدث عن نفسه، هذا الذي يغلب على الظن، ومع ذلك يقسم ابن القيم -رحمه الله تعالى- أنه ما شمَّ لهم رائحة، هذا ابن القيم هو يرسم هذا المنهج للمقربين، فضلاً عن غيرهم من الأبرار، وأصحاب اليمين.
ـ[أبو النصر المنصوري]ــــــــ[29 - 08 - 10, 12:32 ص]ـ
رحم الله ابن القيم رحمة واسعة ورحم الله شيخه ابن تيمية وجزاهم الله عنا وعن الاسام خير الجزاء
يقول ابن القيم ليس للعبد مستقر الا تحت شجرة طوبى ولا قرار الإ يوم المزيد
ـ[علي القحطاني]ــــــــ[29 - 08 - 10, 02:32 ص]ـ
آمين. . .
لكن ابن القيم يقصد بشيخ الإسلام: الهروي صاحب المنازل. . .
بارك الله فيك. . .
ـ[علي القحطاني]ــــــــ[14 - 11 - 10, 01:40 م]ـ
قال ابن القيم في كتابه روضة المحبين ص160 ط دار الفوائد:
الفائدة الثانية من فوائد غض البصر:
أنه يورث القلب نورا وإشراقا يظهر في العين، وفي الوجه والجوارح، كما أن إطلاق البصر يورثه ظلمة تظهر في وجهه وجوارحه. .
ولهذا _ والله أعلم _ ذكر الله سبحانه أنه النور في قوله تعالى: (الله نور السماوات والأرض). . عقيب قوله تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم). .
وجاء الحديث مطابقا لهذا، حتى كأنه مشتق منه، وهو قوله: " النظرة سهم من سهام إبليس، فمن غض بصره عن محاسن امرأة أورث الله قلبه نورا ". .
ـ[محب الدين بن عبد الله المصري]ــــــــ[14 - 11 - 10, 05:09 م]ـ
كان ابن القيم -رحمه الله- ذا لهجة صادقة، وقلب سليم، لله دره.
جزاكم الله خيرا أخانا عليّا، وبوركت.
ـ[علي القحطاني]ــــــــ[15 - 11 - 10, 01:28 م]ـ
وقال في ص 288:
وتأمل قوله تعالى: (أتيناه أياتنا) فأخبر أن ذلك إنما حصل له بإيتاء الرب له لا بتحصيله هو. .
ثم قال: (فانسلخ منها) ولم يقل: فسلخناه، بل أضاف الانسلاخ إليه، وعبر عن براءته منها بلفظة الانسلاخ الدالة
على تخلية عنها بالكلية، وهذا شأن الكافر.
أما المؤمن _ ولو عصى الله تبارك وتعالى ما عصاه _ فإنه لا ينسلخ من الإيمان بالكلية. .
ـ[علي القحطاني]ــــــــ[17 - 11 - 10, 06:23 م]ـ
وقال في ص 250:
" ولهذا تجد الكسالى أكثر الناس هماً، وغماً، وحزناً، وليس لهم فرح، ولا سرور، بخلاف أرباب النشاط، والجد في العمل أي عمل كان، فإن كان النشاط في عمل هم عالمون بحسن عواقبه، وحلاة غايته؛ كان التذاذهم بحبه، ونشاطهم فيه أقوى "
ـ[علي القحطاني]ــــــــ[17 - 11 - 10, 06:32 م]ـ
وقال في ص374:
" والزهد خمسة أقسام: زهد في الدنيا، وزهد في النفس، وزهد في الجاه والرئاسة، وزهد فيما سوى المحبوب، وزهد في كل إرادة تخالف مراد المحبوب، وهذا إنما يحصل بكمال المتابعة لرسول الحبيب".
ـ[علي القحطاني]ــــــــ[17 - 11 - 10, 09:58 م]ـ
وقال في ص386:
" و أما الغيرة على المحبوب فإنما تحمد حيث يحمد الاختصاص بالمحبوب، ويذم الاشتراك فيه شرعا، وعقلا، كغيرة الإنسان على زوجته. . .
ولما لم يميز كثير من الصوفية بين هاتين الغيرتين؛ وقع في كلامهم تخبيط قبيح، وأحسن أمره أن يكون من السعي المغفور، لا المشكور.
وكان بعض جهلتهم إذا رأى من يذكر الله، أو يحبه يغار منه، وربما سكته؛ إن أمكنه، ويقول: غيرة المحب تحملني على هذا، وإنما ذلك حسد، وبغي، وعدوان، ونوع معادة لله، ومراغمة لطريق رسله، أخرجوها في قالب الغيرة، وشبهوا محبة الله بمحبة الصور من المخلوقين.
¥