قال ابن عباس رضي الله عنهما: " التحاكم إلى الرسول r بعد موته هو التحاكم إلى سنته ".
وعلى نهج النبي r سار أصحابه والتابعون من بعدهم ومن تبعهم بإحسان.
وكانت طريقة التعليم تسير في خطين متوازيين يؤديان نفس النتيجة:
الأول: نشر السنة.
الثاني: التحذير من البدعة.
فكانت حلق العلم والدروس والمؤلفات تمثل منهجاً لنشر العلم والتحذير من البدع والابتداع.
وقد وقفت بعد توفيق الله عز وجل لي على عادةٍ ألفتُها منذ الصغر عمّت في أهل قريتي , توارثها الأصاغر عن الأكابر، جيلاً بعد جيل دون نكير , حتى اطلعت على فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في بيان حكم هذه العادة، وسيأتي في ثنايا البحث ذكر هذه الفتوى.
ولعل سائل يسأل ويقول:
ما الذي حملك على كتابة هذا الموضوع؟
دفعني إلى كتابة هذا الموضوع:
أولاً: النصح لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم , في بيان السنة والتحذير من البدعة.
ثانياً: أن بعض طلاب العلم والدعاة يجهلون حقيقة هذه العادة؛ لأنهم لم يقرأوا رسالة مطبوعة تتحدث عن هذا الموضوع.
ثالثاً: اهتمام بعض وسائل الإعلام في نشر هذه العادة؛ بحجة أنها تراث قديم يجب المحافظة عليه.
رابعاً: انتشارها في بعض الدول انتشاراً واسعاً كما في الكويت، وشرق المملكة، وقطر، والإمارات
وجنوب إيران، و كثير من مدن العراق و غيرها من البلدان الإسلامية، وتشجيع بعض أئمة المساجد وأهل الخير في الحث على حضورها والدفاع عنها؛ جهلاً بحكمها وما يترتب عليها.
ولما كان الانشغال بالعلم النافع تعلماً وتعليماً من أفضل القربات أحببت أن أشارك بشيء أنفع به نفسي وإخواني، ويكون لي ذخره عند الله يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، فقمت بكتابة هذا البحث الذي أسميته:
{القرقيعان في ليلة الخامس عشر من رمضان}
ويدور بحث هذه العادة حول.
أصل التسمية ومتى تقام.
أحداث تلك الليلة في القرى والمدن.
تاريخ ونشأة هذه العادة.
الأعياد من المسائل الشرعية التعبدية.
مشابهة القرقيعان بالعيد.
مشابهة القرقيعان للكفار.
حكم هذه العادة؟
فتوى العلماء.
بعض مفاسد هذه الليلة.
نصيحة.
أصل التسمية ومتى تقام:
القرقيعان: كلمة عامية وجاء في اللغة ما هو قريباً منها في مادة ((قَرَعَ)) بمعنى دقه [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn3), والمراد بها إحياء ليلة مخصوصة بعمل خاص معتاد.
إحياء ليلة مخصوصة: ليلة الخامس عشر من رمضان وهي الأصل.
بعمل خاص: كقرع الصبيان أبواب البيوت , من أجل الحلوى، واجتماع الناس للطعام.
معتاد: يعود كل سنة , كعيد الفطر والأضحى.
أحداث وتسمية هذه الليلة
تختلف إحياء هذه الليلة وتسميتها من قرية إلى أخرى، ومن مدينة إلى مدينة، ففي الكويت والمملكة العربية السعودية تسمى" بالقرقيعان ".
وفي الامارات و عمان، والبحرين و العراق فتختلف مسميات هذه الليلة , ففي دول الخليج يسميها البعض (القرقيعان) والبعض الآخر (الناصفة) أو (حل وعاد) أو (كريكشون) أو (القرنقشوه) أو (الطلبة)، وتسمى أيضاً (طاب طاب)، و (كرنكعوه) أو (كريكعان) وتسمى أيضاً (حق الليلة) أو (الماجينة) إلا أن العادات المتبعة في الاحتفاء تتطابق في كافة دول الخليج ,
وأيضا يختلف زمانها بحسب المناسبة الداعية له , كالنصف من شعبان أو رمضان وسيأتي بيانه.
أما عن أحداثها , ففي الساحل الشرقي من المملكة العربية السعودية تبدأ من غروب الشمس إلى آخر الليل.
فالقرى تختلف عن المدن ,
فحال القرى على سبيل المثال أدوار تقام فيها، فدور للرجال، ودور للنساء، ودور للصبيان، ودور للبيوت.
أما عن دور الرجال:
فإن كل جماعة منهم تجتمع في بيت قد اتفقوا على الاجتماع فيه مسبقاً، والعجيب في ذلك أن الأقارب الذين يبعدون عن أهليهم الأكيال البعيدة، يقطعون المسافات الطويلة لحضور هذه الليلة، وبعد الساعة العاشرة تزيد أو تنقص تقوم كل جماعة بإحضار أصناف الطعام إلى ذلك البيت وحينما يجتمعون يبدأون العشاء، وبعد العشاء يقام التصوير لذكرى تلك الليلة الغريبة، ثم ينصرفون بعد ذلك.
أما عن دور النساء:
فإنهن يفعلن مثل ما يفعل الرجال.
وأما عن دور الصبيان:
¥