تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أخي الكريم أبا محمد البكري وفقني الله وإياك وبعد:

فلا يخفى على اطلع على مذهب التفويض قوة ارتباطه بمذهب التأويل ولذا نجد بعض الأشاعرة يتقلبون بين المذهبين:

- فالبيهقي والخطابي يفوضون أحيانا ويؤولون أحياناً وكذا النووي والقرطبي وابن الجوزي والحافظ ابن حجر وإن كان ربما غلب أحد المذهبين كما يغلب التفويض عند ابن حجر ويغلب التأويل عند البقية.

- وهناك من كان أشعرياً مؤولاً ثم انتقل إلى مذهب التفويض كالجويني يقول ابن تيمية رحمه الله: (وليس للأشعري نفسه في إثبات صفة الوجه واليد والاستواء وتأويل نصوصها قولان بل لم يختلف قوله أنه يثبتها ولا يقف فيها بل يبطل تأويلات من ينفيها ولكن أبو المعالي وأتباعه ينفونها ثم لهم في التأويل والتفويض قولان فأول قولي أبي المعالي التأويل كما ذكره في الإرشاد وآخرهما التفويض كما ذكره في الرسالة النظامية وذكر إجماع السلف على المنع من التأويل وأنه محرم) درء تعارض العقل والنقل (2/ 146)

ويقول الجويني في الرسالة النظامية (ص 32): (اختلفت مسالك العلماء في هذه الظواهر فرأى بعضهم تأويلها والتزم ذلك في آي الكتاب وما يصح من السنن وذهب أئمة السلف إلى الانكفاف عن التأويل واجراء الظواهر على مواردها وتفويض معانيها إلى الله تعالى والذي نرتضيه رأيا وندين الله به عقيدة اتباع سلف الأمة للدليل القاطع على ان إجماع الأمة حجة فلو كان تأويل هذه الظواهر حتما لا وشك ان يكون اهتمامهم به فوق اهتمامهم بفروع الشريعة وإذا انصرم عصر الصحابة والتابعين على الاضراب عن التأويل كان ذلك هو الوجه المتبع)

وكان في أول الأمر يسلك مسلك التأويل كما في كتابه الإرشاد (ص 155) وما بعدها.

- وهناك من يقرر مذهب التفويض في حق العامة ومذهب التأويل في حق الخاصة من العلماء كما قرر ذلك الغزالي في كتابه إلجام العوام عن علم الكلام (ص 54، 63) والاقتصاد في الاعتقاد (ص 36)

وعليه فهناك ارتباط قوي بين المذهبين ويجمعهما التعطيل حقيقة فالمؤول معطل للصفة والمفوض الذي يسلب اللفظ من معناه معطل كذلك.

والذي نلحظه في مذهب التأويل أمران:

الأول: أن أغلب من تكلم عن المذاهب في باب الأسماء والصفات يجعل المذهبين متقابلين لا سيما الأشاعرة منهم ويزعمون أن التفويض هو مذهب السلف والتأويل هو مذهب الخلف وعليه فهذا يعني انهما متقابلان في هذا الباب في جميع المسائل فإما التفويض مطلقاً وإما التأويل مطلقاً.

الثاني: إثبات الأشاعرة للصفات السبع وهي صفات المعاني أو الصفات المعنوية لا يخلو من تأويل إما من جهة حقيقة الصفة أو من جهة المتعلقات أو من جهة تجدد آحاد هذه الصفات وعليها فالتاويل يدخل الصفات جميعها ويقابله التفويض يدخل فيها جميعها، مع العلم أن متقدمي الأشاعرة اثبتوا غير هذه الصفات السبع من الصفات الخبرية التي وردت في القرآن كالوجه واليدين والعين وهو قول بعض المتأخرين وهم يجعلونها كالصفات المعنوية السبع ثم يفوضون معناها ومن نفاها وهم الأكثر من المتأخرين أولوها فتبين أنهم قسمان من أثبت ألحقها بصفات المعاني ومن نفى أولها.

فما سبق يلزم منه أن يجري الأمر في الصفات لكن لاضطراب الشاعرة في هذا الباب اختلفت اقوالهم ومما يدل على تفريق بعضهم في التفويض بين الصفات السبع وغيرها ما ذكره الباجوري حيث يقول وهو يتكلم عن الفرق بين كل صفة من صفات المعاني وبين بقية الصفات عند شرح قول اللقاني:

وغير علمٍ هذه كما ثبت ثم الحياة ما بشيء تعلقت

قال: (وقوله كما ثبت أي التغاير الذي ثبت عند القوم بالأدلة السمعية؛ لأن هذه الصفات إنما ثبتت بالسمع، والمدلول لغةً لكل واحدة غير المدلول للأخرى فوجب حمل ما ورد على ظاهره حتى يثبت خلافه، وبيان كون المدلول لغة لكل واحدة غير المدلول للأخرى أن السمع حس الأذن أي حاستها والأذن نفسها وما وقر فيها من شيء نسمعه والذكر المسموع، والبصر حس العين أي حاستها، والكلام: القول وما كان مكتفياً بنفسه والعلم هو المعرفة كما يؤخذ من القاموس في مواضع متعددة وإذا ثبت أنها متغايرة لغة كانت متغايرة شرعاً وبالجملة فكنه كل واحدة غير كنه الأخرى ونفوض علم ذلك لله تعالى) شرح جوهرة التوحيد (ص 86)

وهذا التفويض التي أثبته في صفات المعاني هو تفويض الكيفية الذي يقول به أهل السنة لكنهم لا يطردون هذا التفويض في بقية الصفات.

ويؤيد هذا المذهب عندهم أن مسلك التفويض والتأويل إنما يرد على الأدلة النقلية وصفات المعاني ثبتت بالعقل عندهم والله اعلم

ـ[ابو قحافة السلفي]ــــــــ[24 - 06 - 07, 02:33 ص]ـ

اخي في الله الشيخ سليمان الخراشي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, قال الشيخ صالح ال الشيخ في شرحه للعقيدة الطحاوية في شرحه لقول الطحاوي (لا تبلغه الاوهام، ولاتدركه الافهام) في اخر المسألة الثانية،قال (اذافصار الامر ان اثبات الصفات لله عزوجل بانواعها مع قطع الطمع في بلوغ الوهم لها من جهة الكيفية والكنه، وكذلك من جهة ادراك الافهام لتمام معناها، فمن جهتين: 1 - كنه الصفة (الكيفية) 2 - وكذلك تمام المعني. هذا لا يمكن ان تبلغه الاوهام، ولا تدركه الافهام ............ ) انتهى كلام الشيخ والله اعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير