تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و من مظاهر التعذيب الذي و قع على الحواريين و تلامذتهم ـ على يد شاول و جلاوته ـ

آنذاك:

1ـ قتل يعقوب بن زيدي أخو يوحنا الصياد، و الذي كان أول من قتل من الحواريين.

2ـ وسجن بطرس.

3ـ و تعذيب سائر التلاميذ.

ـ وحدثت فتنة عظيمة لأتباع المسيح عليه السلام، حتى كاد الحواريون و تلامذتهم أن يفنوا.

الضعف يولَّد القوة:

و لكن في الحقيقة إن صبر الحواريين الموحَّدين و شدة تضحيتهم كان يقابل بكثير من الإكبار و الإعجاب الأممي، لا سيما في الشارع الاسرائيلي، مما خشي منه الفريسيون أن يؤدي إلى دخول اليهود كلهم في النصرانية، لا سيما و أن الفريسيون " الربانيون" كانوا ممقوتين جدا من كافة الشعب الاسرائيلي.

و لذلك رأى الفريسيون الذين كانوا يسيطرون ـ بشكل منفرد ـ على الوضع الديني و كذلك السياسي اليهوديين ـ بما عُرِف عنهم من مكرٍ و خبثٍ يهوديين ـ تغيير خطة مواجهة النصرانية، و ذلك بالتسلل إلى النصرانية نقسها و فصلها عن الدين اليهودي و عن العهد القديم، و توجيهها إلى شعوب أخرى غير الشعب الاسرائيلي اليهودي.

بروتوكولات الفريسيين داخل النصرانية:

1ـ رأى الفريسيون أن خير طريقة للتخلص من النصرانية هو التسلل إليها عبر تظاهر بعض الفريسيين النشطاء والمتمكنين من الثقافات و الفلسفات و المذاهب الفكرية المختلفة باعتناق النصرانية، و لم يكن هناك أنسب من عدو النصرانية اللدود و جلاد النصارى شاول الطرسوسي.

2ـ يعمل الفريسيون بعد تسللهم إلى الديانة النصرانية إلى فصلها عن الديانة اليهودية و التوراة " العهد القديم "، و ذلك لضمان عدم تأثيرهم على الشعب الاسرائيلي.

3ـ يقوم الفريسيون ببث الفكر الوثني، و طمس الحنيفية، و نزع التوحيد من النصرانية، و ذلك من خلال بثهم لمختلف الثقافات و الفلسفات الوثنية و التي كان شاول يتقنها جيدا، لإبعاد النصارى عن رسالة السماء و وسائل و أسباب النصر، و حرمانهم من الخلاص رالأبدي.

4ـ استعان شاول بالثقافة و الاساطير الاغريقية في تقرير طبيعتي المسيح الإلهية و البشرية ـ التي زعمهما ـ، و كذلك في فكرة الأقانيم التي نقلها إلى المسيحية، فمن المعلوم أن الفلسفة اليونانية لا سيما الافلاطونية منها تمهد للوثنية بتبريرات جاهزة للميثولوجيا الاغريقية حيث تضع وسيطا بين الإله المتعالي الواحد المنزه التنزيه الكامل، وبين الكون والإنسان• حيث ينادي أفلاطون "بضرورة التمييز بين الإله المتعالي، وبين الإله الصانع الذي يرجع إليه صنع العالم وتدبيره "، وقد انتشرت هذه الفكرة بعده واتخذت صيغا مختلفة لدى التيارات التي يجمعها اسم ''الأفلاطونية المحدثة''.

5ـ كما استعان بالثقافة الهندوسية في التمهيد لبذر عقيدة التثليث.

قصة التثليث:

في القرن الخامس عشر قبل الميلاد وصل الغزاة الآريون إلى الهند مارِّين في طريقهم بالفرس "الإيرانيين"، ممَّا أثَّر كثيرا في معتقدات الغزاة الآريين، و حين استقر الآريون في الهند حصل تمازج بين خليط تلك المعتقدات الوثنية مما ولَّد الهندوسية كدين ذي معتقدات بدائية من عبادة الطبيعة والأجداد والبقر بشكل خاص وكان هناك سكان الهند الأصليين من الزنوج الذين كانت لهم أفكار ومعتقدات بدائية.

•و منذ أن وصل الآريون شكلوا طبقات ما تزال قائمة إلى الآن، إذ تنصُّ قوانين "منو" الهندوسية على الترتيب الطبقي التالي:

1ـ البراهمية: وهم الذين خلقهم الإله براهما من فمه: منهم المعلم والكاهن، والقاضي، ولهم يلجأ الجميع في حالات الزواج والوفاة، ولا يجوز تقديم القرابين إلا في حضرتهم.

2ـ الكاشتر: وهم الذين خلقهم الإله من ذراعيه: يتعلمون ويقدمون القرابين ويحملون السلاح للدفاع.

3ـ الويش: وهم الذين خلقهم الإله من فخذه: يزرعون ويتاجرون ويجمعون المال، وينفقون على المعاهد الدينية

. و في القرنين التاسع و الثامن قبل الميلاد و عندما وضع الكهنة ـ الذين يزعمون أن في طبائعهم عنصراً إلهياً ـ مذهب البرهمية وقالوا بعبادة براهما أدخل الكهنة عقيدة التثليث في الهندوسية عن طريق جمع الآلهة في إله واحد أخرج العالم من ذاته وهو الذي أسموه بـ:

1 - براهما: من حيث هو موجود

. 2 - فشنو: من حيث هو حافظ

. 3 - سيفا: من حيث هو مهلك

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير