تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فمن يعبد أحد الآلهة الثلاثة فقد عبدها جميعاً أو عبد الواحد الأعلى ولا يوجد أي فارق بينها، و هكذا وجد التثليث عند الهندوس، لينتقل بعدها إلى النصرانية بمجهودات شاؤول اليهودي غير المشكورة.

و نهناك نصٌّ قاطع في القرآن الكريم بشير إلى انتقال عقيدة بنوة المسيح لله عز وجل إلى النصارى من ثقافات سابقة على اليهود و النصارى في قوله تعالى: {وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بافواههم يضاهؤون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله انى يؤفكون} سورة التوبة - سورة 9 - آية 30.

بينما عقيدة بنوة المسيح لله عز وجل ـ تعالى الله عما يصفون ـ هي المرحلة الأولية للتثليث، فإنه إذا وجد الأب و الابن وجدت الأم كضرورة عقلية.

من هو بولس الرسول:

ـ كان شاول الطرطوسي متخصصاً بإذاقة أتباع المسيح سوء العذاب، إلاَّ أنه عاد بعد ذلك ليعلن إيمانه بالمسيح ـ بشكل مفاجئ ـ بعد زعمه رؤيته للمسيح أثناء عودة شاول من دمشق، مؤنباً له على اضطهاده لأتباعه، آمرا له بنشر تعاليمه بين الأمم.

فيذكر سفر الأعمال تنصر شاول المفاجئ و انقلابه دون مقدمات تقدمت لهذا الإنتقال، و لا تمهيدات مهدت له بعد زعمه أنَّه قد رأى المسيح - بعد رفعه بسنوات -، فبينما هو ذاهب إلى دمشق ـ في مهمة لرؤساء الكهنة ـ إذ تجلى له المسيح من بين جميع أفراد القافلة التي كان يسير معها، و زعم َ شاول أن المسيح منحه حينئذ منصب الرسالة.

والعجيب أن بولس الرسول ـ الذي تنتسب المسيحية المحرفة إلى رسائله و أسفاره ـ لم يكن إلاَّ ذلك اليهودي الفريسي المسمَّى "شاول"، و الذي تسمَّى فيما بعد ببولس، ولقِّب "بولس الرسول".

و أثرُ بولس في النصرانية ظاهر بل إن النصرانية المحرفة تكاد أن تكون مسيحية بولس التي طغت على النصرانية الموحِّدة التي نادى بها المسيح وتلاميذه من بعده ..

و يُعتبر بولس أشهر كَتَبة العهد الجديد، وأهم الإنجيليين على الإطلاق، فمن بين السبعة و عشرين سفرا من كتاب العهد الجديد قد ألف منهم أربعة عشر، وفيها فقط تجد العديد من العقائد النصرانية المحرفة و كذلك التصريح بالثالوث المقدس عندهم، بل أن هناك من ينسب إلى بولس كلٍ من من انجيلي مرقس و لوقا و كذلك سفر أعمال الرسل،، و هذا جعل الكثيرين من المؤرخين يجزمون أنه مؤسس المسيحية و واضع عقائدها.

ـ وكان مما ادَّعى بولس أن المسيح عليه السلام قاله له:

(16وَلَكِنْ قُمْ وَقِفْ عَلَى رِجْلَيْكَ لأَنِّي لِهَذَا ظَهَرْتُ لَكَ لأَنْتَخِبَكَ خَادِماً وَشَاهِداً بِمَا رَأَيْتَ وَبِمَا سَأَظْهَرُ لَكَ بِهِ مُنْقِذاً إِيَّاكَ مِنَ الشَّعْبِ وَمِنَ الْأُمَمِ الَّذِينَ أَنَا الآنَ أُرْسِلُكَ إِلَيْهِمْ لِتَفْتَحَ عُيُونَهُمْ كَيْ يَرْجِعُوا مِنْ ظُلُمَاتٍ إِلَى نُورٍ وَمِنْ سُلْطَانِ الشَّيْطَانِ إِلَى اللهِ حَتَّى يَنَالُوا بِالإِيمَانِ بِي غُفْرَانَ الْخَطَايَا وَنَصِيباً مَعَ الْمُقَدَّسِين).

و بعد ذلك مكث بولس بدمشق ثلاثة أيام غادرها بعدها الى العربية كما يقص في رسالته الى أهل غلاطية:

(وَلاَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ إِلَى الرُّسُلِ الَّذِينَ قَبْلِي، بَلِ انْطَلَقْتُ إِلَى الْعَرَبِيَّةِ، ثُمَّ رَجَعْتُ أَيْضاً إِلَى دِمَشْقَ. 18ثُمَّ بَعْدَ ثَلاَثِ سِنِينَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ لأَتَعَرَّفَ بِبُطْرُسَ، فَمَكَثْتُ عِنْدَهُ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً)

و عندما عاد إلى دمشق حاول أن يرافق الحواريين خلال تنقلاتهم التبشيرية (حوالي عام 40 م)، و استخف تلاميذ المسيح النصارى بكلام بولس غير أنهم أوجسوا منه خيفةً لماضيه، فما كانوا يصدقون أنه قد تنصر، لأن المسيح كان قد أمرهم: "بطريق الأمم لاتمضوا" فكيف يغير كلامه الذى حرص عليه طوال رسالته بأن يدعوا اليهود فقط فلم يصدقوه نظرا لأنه كان من أشد اليهود تعصبا ضد النصارى وأنه كان يربط النصارى بالسلاسل للعذاب الى الموت الى أن أصبحت عظامهم زرقاء.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير