تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمد المبارك]ــــــــ[09 - 07 - 07, 01:52 ص]ـ

مذا تقصد بالقدم النوعي للعالم:

1 - إن أردت أن هذا العالم - المحدثات - موجبا بالذات أي ملازمة لزوم الذات فهو باطل لأن الله كان ولم يكن شيء قبله.

2 - وإن أردت قدم نوع الصفة فهو حق وإجماع لأهل السنة أن الله متصف بصفات الكمال منذ الأزل كما قال الطحاوي:ما زال بصفاته قديما قبل خلقه لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفاته وكما كان بصفاته أزليا كذلك لا يزال عليها أبديا

ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق ولا بإحداث البرية استفاد اسم الباري

له معنى الربوبية ولا مربوب ومعنى الخالقية ولا مخلوق

وكما أنه محيي الموتى بعدما أحياهم استحق هذا الاسم قبل إحيائهم كذلك استحق اسم الخالق قبل إنشائهم

السؤال أخي العزيز عن القدم النوعي للعالم، و ليس للخالق عز و حل.

و السلف يطلقون صفة القدم مقترنة بالأزلية على الله عز و جل.

أما العالم فمحدث لا قديم، و القول بقدم العالم هو قول الفلاسفة الملاحدة كابن سينا و أضرابه.

و الله أعلم.

ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[09 - 07 - 07, 07:55 ص]ـ

قال ابن أبي العز الحنفي رحمة الله عن التسلسل: وهو ينقسم إلى واجب وممتنع وممكن؛ فالتسلسل في المؤثرين محال ممتنع لذاته وهو أن يكون مؤثرون كل واحد منهم استفاد تأثيره مما قبله لا إلى غاية.

"شرح الطحاوية" (130)

وهو فرض أن المخلوقات كلها متوالدة عن بعضها إلى ما لا نهاية بحيث يكون كل واحد منها معلولاً بما قبله , وعلة لما بعده دون أن تتبع هذه السلسلة أخيراً علة واجبة.

" كبرى اليقينيات" (82)

والتسلسل الواجب ما دل عليه العقل والشرع من دوام أفعال الرب تعالى في الأبد , وأنه كلما انقضى لأهل الجنة نعيم أحدث لهم نعيماً آخر لا نفاد له , وكذلك التسلسل في أفعاله سبحانه من طرف الأزل , وأن كل فعل مسبوق بفعل آخر فهذا واجب في كلامه؛ فإنه لم يزل متكلماً إذا شاء , ولم تحدث له صفة الكلام في وقت , وهكذا أفعاله التي هي من لوازم حياته؛ فإن كل حي فعال , والفرق بين الحي والميت الفعل.

ولهذا قال غير واحد من السلف: الحي الفعال.

وقال عثمان بن سعيد: كل حي فعال , ولم يكن ربنا تعالى قط في وقت من الأوقات معطلاً عن كماله من الكلام والإرادة والفعل.

"شرح الطحاوية " (130)

قلت: وهذا هو الذي ينكره الجهمية والمعتزلة والأشاعرة والذين يزعمون أن إثبات ذلك يلزم قيام الحوادث به , والذي يلزم من ذلك مشابهته للمخلوق , ولذلك جعلوا من أثبت قيام الأفعال الاختيارية به ألزموه بالقول بقدم العالم.

قال رحمه الله: وأصل هذا الكلام من الجهمية؛ فإنهم قالوا إن دوام الحوادث ممتنع , وأنه يجب أن يكون للحوادث مبدأ لامتناع حوادث لا أول؛ فيمتنع أن يكون الباري عز وجل لم يزل فاعلاً متكلماً بمشيئته بل يمتنع أن يكون قادراً على ذلك لأن القدرة على الممتنع ممتنعة وهذا فاسد.

ولذلك قرر الإمام الطحاوي في عقيدته الرد على أولئك الجهمية وأضرابهم.

بقوله:" ليس بعد الخلق استفاد اسم الخالق , ولا بإحداثه البرية استفاد اسم الباري له معنى الربوبية ولا مربوب , ومعنى الخالق ولا مخلوق , وكما أنه محي الموتى بعد ما أحيا استحق هذا الاسم قبل أحيائهم كذلك استحق اسم الخالق قبل إنشائهم.

قلت: وهو الذي يسميه المتكلمون بقدم النوع.

3 - وأما التسلسل الممكن فالتسلسل في مفعولاته من هذا الطرف كما تتسلسل في طرف الأبد؛ فإذا لم يزل حياً قادراً مريداً متكلماً , وذلك من لوازم ذاته فالفعل ممكن له بموجب هذه الصفات له - أي يمكن أن يخلق وأن لا يخلق أن يتكلم , وأن لا يتكلم سبحانه فهو يفعل ما يشاء - وأن يفعل أكمل من أن لا يفعل , ولا يلزم من هذا أنه لم يزل الخلق معه فإنه سبحانه متقدم على كل فرد من مخلوقاته تقدما لا أول له؛ فلكل مخلوق أول , والخالق سبحانه لا أول له؛ فهو وحده الخالق , وكل ما سواه مخلوق كائن بعد أن لم يكن.

"شرح الطحاوية" (130)

وقال أيضاً:

والمقصود أن الذي دل عليه الشرع والعقل أن كل ما سوى الله تعالى محدث كائن بعد أن لم يكن؛ أما كون الرب تعالى لم يزل معطلاً عن الفعل ثم فعل؛ فليس في الشرع , ولا في العقل ما يثبته بل كلاهما يدل على نقيضه.

"شرح الطحاوية " (131)

وهذا التسلسل الممكن هو الذي قرره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهو واضح بين , و فرق بين هذا القول , وبين قول الفلاسفة القائلين بقدم العالم وبحوادث لا أول لها موجبة بالذات _ أي ملازمة لذات الله لا تنفك عنه-.

ولذلك قال ابن أبي العز رحمه الله:

" ومن المعلوم بالفطرة أن كون المفعول مقارناً لفاعله لم يزل ولا يزال معه ممتنع محال , ولما كان تسلسل الحوادث في المستقبل لا يمنع أن يكون الرب سبحانه هو الآخر الذي ليس بعده شيء؛ فكذا تسلسل الحوادث في الماضي لا يمنع أن يكون سبحانه هو الأول الذي ليس قبله شيء؛ فالرب سبحانه وتعالى لم يزل ولا يزال يفعل ما يشاء ويتكلم إذا شاء قال تعالى: {قال كذلك الله يفعل ما يشاء} وقال تعالى {ولكن الله يفعل ما يريد} وقال تعالى {ذو العرش المجيد فعال لما يريد} وقال تعالى: {ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله} وقال تعالى {قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قيل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا}.

" شرح الطحاوية" (129)

والله أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير