5 ـ أما كلام (الإمام) الشاطبي _ فاعملوا أن البدعة لا يقبل معها عبادة من صلاةولا صيام ولا صدقة ولا غير ها من القربات)، فالشاطبي أشعري جلد، يقول بأبواب من البدع في نفس الأمر كفر، كإنكار العلو و خلق حروف القرآن، فياهل ترى (الإمام) الشاطبي لما يصلي الفجر حاضر = يزداد من الله بعدا أم قربا؟
ولن أقول في تأليفه كتابه كما قال أبو فهر، فإن هذا مما لا يجب أن ينازع فيه أحد!!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 08:29 ص]ـ
ومثل إطلاقات بعض السلف في نفي قبول طاعة المبتدع = إطلاقات بعضهم في نفي قبول توبة المبتدع ..
كقول الحسن: ((أبى الله تبارك وتعالى أن يأذن لصاحب هوى بتوبة)).
وقول الثوري: ((المعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها)).
وقول الشاطبي في نفس السياق الذي نقلتَه: ((وليس له من توبة)).
وأترك أخي محمد براء يتأمل كيف عرض شيخ الإسلام هذه الإطلاقات على المحكم فغلَّط فهم الإطلاق منها وحمل كلام السلف على أحسن محامله، وكيف أنه لم يتعلق بعموم قد يكون غير مراد لصاحبه أو أراده ولكنه غلط منكر ..
يقول الشيخ: ((وَلِهَذَا قَالَ طَائِفَةٌ مِنْ السَّلَفِ - مِنْهُمْ الثَّوْرِيُّ -: الْبِدْعَةُ أَحَبُّ إلَى إبْلِيسَ مِنْ الْمَعْصِيَةِ لِأَنَّ الْمَعْصِيَةَ يُتَابُ مِنْهَا وَالْبِدْعَةُ لَا يُتَابُ مِنْهَا. وَهَذَا مَعْنَى مَا رُوِيَ عَنْ طَائِفَةٍ أَنَّهُمْ قَالُوا: إنَّ اللَّهَ حَجَرَ التَّوْبَةَ عَلَى كُلِّ صَاحِبِ بِدْعَةٍ بِمَعْنَى أَنَّهُ لَا يَتُوبُ مِنْهَا؛ لِأَنَّهُ يَحْسَبُ أَنَّهُ عَلَى هُدًى وَلَوْ تَابَ= لَتَابَ عَلَيْهِ كَمَا يَتُوبُ عَلَى الْكَافِرِ.
ومَنْ قَالَ: إنَّهُ لَا يُقْبَلُ تَوْبَةُ مُبْتَدِعٍ مُطْلَقًا فَقَدْ غَلِطَ غَلَطًا مُنْكَرًا. وَمَنْ قَالَ: مَا أَذِنَ اللَّهُ لِصَاحِبِ بِدْعَةٍ فِي تَوْبَةٍ. فَمَعْنَاهُ مَا دَامَ مُبْتَدِعًا يَرَاهَا حَسَنَةً لَا يَتُوبُ مِنْهَا فَأَمَّا إذَا أَرَاهُ اللَّهُ أَنَّهَا قَبِيحَةٌ فَإِنَّهُ يَتُوبُ مِنْهَا كَمَا يَرَى الْكَافِرُ أَنَّهُ عَلَى ضَلَالٍ؛ وَإِلَّا فَمَعْلُومٌ أَنَّ كَثِيرًا مِمَّنْ كَانَ عَلَى بِدْعَةٍ تَبَيَّنَ لَهُ ضَلَالُهَا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنْهَا. وَهَؤُلَاءِ لَا يُحْصِيهِمْ إلَّا اللَّهُ)).
والأخ محمد فيه خير وعقل وفهم وآمل منه أن يتأمل في فقه هذا الباب جيداً ..
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 11:40 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
نعم يا أبا فهر ..
ظننت بالفعل للحظة - أمس - أننا نتكلم في مسألتين .. وأنك خرجت عن مرادي أصلا ونحوت بالموضوع إلى حيث لم أنح به.
لكن لا يمنع من أنني حين رأيت مشاركتك أمس خالفتك في غير شيء منها.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 03:59 م]ـ
المهم إني بشوفك يا مولانا ..
رضي الله عنك وأرضاك ..
ـ[محمد براء]ــــــــ[10 - 10 - 10, 07:21 م]ـ
تنبيه هام جداً:
كأن الأخ أبو فهر فهم مني خلاف ما قرره بقوله: " ومن وقع هذا القول منه من أهل السنة فحمله على المحكم أن يجعل كما قال شيخ الإسلام في أجناس معينة من المبتدعة وليس عاماً.
و على البدع المكفرة.
أو على إرادة التشديد والتنفير.
وإلا فهو قول ضعيف مخالف لنصوص الوحي القاطعة "
فسألني ما سألني، وما قرره هنا بجملته حق وصواب ما قلت كلمة واحدة قصدت بها خلافه، أما قولي: " بل كلام أيوب رحمه الله تعالى كلام عام مطلق، وقانون عام "، فإنما عنيت عموم لفظ الاجتهاد، ثم حصل استطراد سببه تقريرات الأخ عمرو التي يخترعها ثم للأسف يتمادى بنسبتها إلى شيخ الإسلام، أما عمومه - أعني قول أيوب - في أهل البدع سواء من وقع منهم في بدعة مكفر أم لا أو خصوصه فلم أتعرض له البتة، وقد كنت أنوي أن أكتب هذه العبارة في آخر مشاركتي السابقة دفعاً لمثل هذا الفهم: " ومراد هؤلاء الأئمة بالبدعة بحاجة إلى تحرير " لكنني نسيت ..
ومقصودي الآن: أن هذه النقول عن أئمة السلف: الحسن وأيوب وهشام والأوزاعي وأسد وغيرهم، يكون التعامل معها كالتعامل مع نصوص الوعيد من جهة النظر في عمومها وخصوصها، والجمع بينها وبين الأصول المحكمة، وما قلت قط إنها تفهم بمعزل عن الأصول المحكمة في أن الله تعالى لا يظلم مثقال ذرة .. إلخ، أما أن يدعى أنها آ- بجملتها - رأي خاص أو أنها " لا يشترط فيها الضبط الأصولي "، أو أن يدعى أن ثمة أدنى فرق بين طريقة فهمها وطريقة فهم النصوص الشرعية، أو أن يدعى أن أقوال السلف الأخذ بها بعمومها وإطلاقها باب فساد كبير؛ وكأن ذلك ميزة لها دون غيرها: هذا هو الذي كتبت من أجل دفعه وتفسيده ..
ولعل هذا التوضيح يغني عن الجواب عن أسئلتك الخمسة في تحرير محل البحث
وسأحاول أن أكتب تعليقاً على تلك الكلمات المنقولة عن السلف وتعليق الشاطبي عليها إن شاء الله ..
¥