تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

خلف القشيري سبعة أولاد عرفوا بالعلم و العبادة. و يعتبر ولده الرابع أبو النصر عبد الرحيم (ت، 514 - 1120) أشهرهم. و هو الذي درّس في المدرسة النظامية بعد أن كان تلميذا للجويني. لكن تعصبه لمذهب الأشعرية أدى إلى إشعال نار الفتنة بين أنصاره و الحنابلة مما أدى إلى الاقتتال بينهم. استطاع نظام الملك أن يسكن هذه الفتنة بعزل ابن القشيري عن التدريس في النظامية.

مما لا شك فيه أن أبا النصر القشيري ألف تفسيرا للقرآن الكريم، وذلك لأن المصادر التاريخية ذكرته أكثر مما ذكرت تفسير القشيري الأب، مما أدى إلى الخلط بينهما. و قد استدل به القرطبي أكثر من مرة في تفسيره و كذا ابن حجر العسقلاني في فتح الباري و غيرهما. .

مؤلفات القشيري الأب:

يعرف عن القشيري عدد لا بأس به من المؤلفات، منها ما طبع و منها ما يزال مخطوطا و منها ما فقد. مجاله المفضل هو التصوف و التفسير و العقيدة. من هذه المؤلفات:

_ الرسالة: المعروفة بالرسالة القشيرية في علم التصوف و هي التي عرف بها القشيري. ترجمت إلى عدة لغات منها التركية، الفارسية، الألمانية، الإنجليزية و الفرنسية …الخ. و قد ذيلها زكريا الأنصاري بحاشية شرح فيها المصطلحات الصوفية التي وردت فيها. هذه الرسالة تناول فيها القشيري أهم المصطلحات الصوفية من مقامات و أحوال، و كذا نبذة عن حياة ثلة من شيوخ التصوف و أقوالهم. و قد لقيت قبولا واسعا عند العامة و الأوساط العلمية لتميزها بالاختصار و الوضوح، ناهيك عن كون مؤلفها معروفا بالاعتدال و طول باعه في العلوم الشرعية. و قد ذكر اا

_ لطائف الإشارات: و هو تفسير إشاري صوفي للقرآن الكريم. و هو أول تفسير كامل للقرآن بلغنا إلى هذا اليوم. طبعه في مصر الدكتور ابراهيم بسيوني و هي الطبعة العلمية المعتمدة. طبع طبعات أخرى في الأعوام الأخيرة و لكنها لم تعتمد مخطوطات أخر بل التزمت إلى حد ما طبعة بسيوني. كتبه القشيري عام 434 – 1042. ذكره السيوطي في طبقات المفسرين و رفع من قيمته.

-التيسير في علم التفسير: و يعرف أيضا بـ التفسير الكبير، و هو تفسير كامل للقرآن لا يزال مخطوطا. قال عنه السيوطي أنه من أحسن التفاسير. هذا التفسير هو أول ما كتبه القشيري [عام 410 – 1019] و اهتم فيه بالجانب اللغوي و أسباب النزول و الحديث …الخ. و هذا التفسير رجح المستشرق ريتر كونه من تأليف ابن القشيري: أبي النصر عبد الرحيم [توفي 514 هـ – 1120] أما التفسير الكبير فهو من تأليف القشيري الأب. و هو ما يعتقده المستشرق بوورينج [ Bowering . G] بعد مقارنة مخطوطة ليدن [ Leiden] تحت رقم 1659 و مخطوطة جامعة اسطنبول [ Istanbul universitesi] تحت رقم 3228. و هو قول وارد خاصة إذا علمنا أن أبا النصر القشيري قد ذكره السيوطي في طبقات المفسرين و السبكي في الطبقات الكبرى و ابن خلكان كمفسر للقرآن.

المراجع

عن حياة القشيري يمكن الرجوع إلى:

- ابن عساكر، تبيين كذب المفتري، مطبعة التوفيق، دمشق، 1347، ص. 271 - 276.

- شمس الدين الذهبي، سير أعلام النيلاء، مؤسسة الرسالة، 1993، ج 18، ص 227 - 233.

- تاج الدين السبكي، طبقات الشافعية الكبرى مطبعة هجر، 1992، ج 5، ص 153 - 162.

- ابن خلكان، وفيات الأعيان، دار الثقافة، 1968، ج 3، ص 207 - 208.

- ابراهيم بسيوني، الإمام القشيري، سيرته آثاره، مذهبه في التصوف، مجمع البحوث الإسلامية، 1972.

- و الترجمة الألمانية للرسالة القشيرية [وهي ترجمة ممتازة و موثقة]، ريشارد غرامليش

- Das sendschreiben al-Qushayris uber das sufitum, Franz Steiner, Verlag Wiesbaden GMBH, 1989.

أبو الفرج ابن الجوزي: المنتظم، دار صادر، 1939، ج 8، ص 157.

هذا النوع من الخط العربي بدأ في بغداد في القرن الثالث للهجرة على يد ابن مقلة [ت 328 - 940] ثم بعد ذلك مع ابن البواب [413 - 1022] و ياقوت المستعصمي.

السيوطي: طبقات المفسرين، ج 1، ص 65. ابن خلكان: وفيات الأعيان، ج 3، 208.

رغم أسبقية تفسير سهل التستري و حقائق التفسير لعبد الرحمن السلمي إلا أن حجم الآيات التي تعرض لها القشيري يفوق بكثير التفسيرين المذكورين. و تفسير جعفر الصادق [توفي 148 - 765] و إن كان بعضه مطبوعا إلا أنه يبقى غير كامل [طبعه بول نويه تحت عنوان:

le tafsir mystique attribué à Ja ‘far as-Sadiq, édition critique, mélanges de l’université saint-Joseph , tome XLIII .

السيوطي: طبقات المفسرين، ص 126. و ذكره أيضا: تاج الدين السبكي، طبقات الشافعية الكبرى، ج 5، ص 159. شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 18، ص 229.

ذكر ابراهيم بسيوني في مقدمته لكتاب التحبير في التذكير للقشيري أنه صور المخطوطة السوفياتية لهذا التفسير ليتولى طبعه بعد ذلك، لكننا لم نعثر في بحوثنا عن أية طبعة لهذا الكتاب القيم. المخطوطة الأخرى موجودة في جامعة اسطنبول [تحت رقم 3228 A].

المصدر السابق: ص 126 و ذكره أيضا: ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج 3، ص 206. الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 18، ص 229. .

Bowering . G ; The light verse : Qur’anic text and sufi interpretation, ORIENS ( Journal de la société internationale d’études orientales ) , Volume 36, Brill, Lieden, 2001, pp. 113-144.

Bowering . G ; The mystical vision of existence in classical islam , the Qur’anic hermeneutics of the sufi Sahl at-Tustari , Walter de Gruyter, Berlin-New York, 1980, p. 31.

المرجع السابق.

ابن خلكان: وفيات الأعيان، ج 3، ص 208.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير