تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذه الدلائل كلها تمسك بظواهر النصوص، وأكثرها كان الحديث فيه عن مشركي مكة فهي أوصاف لهم. (6) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftn20)

تعريف الكبيرة عند الإباضية:

الكبيرة: هي كل ما عظم من المعصية، فترتب على ارتكابها وعيد في القرآن أو السنة الصحيحة، سواء شرع لها حد في الدنيا كالزنا والسرقة وقذف المحصنات، أم لم يشرع كأكل الربا والميتة والدم ولحم الخنزير. (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftn21)

حكم مرتكب الكبيرة عند الإباضية:

إذا أطلقت كلمة الكفر على الموحد فالمقصود بها كفر النعمة لا كفر الشرك من باب: (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) و (ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض).

فهم لا يحكمون على مرتكب الكبيرة بالشرك كما قال الخوارج، وإنما يقولون هو منافق، ولعل أعتق الخصومات إنما قامت بين الإباضية والخوارج في هذا الموضوع منذ أثارها نافع بن الأزرق حسبما تقوله مصادر التاريخ.

إذاً فالإباضية قسموا الكفر إلى قسمين: كفر الشرك، وكفر النعمة.

وقد ذهبوا في الحكم على مذهب الشرك مذهب جميع المسلمين، أما كفر النعمة المتمثل عندهم في اقتراف كبائر الذنوب والمعاصي، فقد قسموه إلى نوعين:

1 - صغائر الذنوب التي لم يثبت على فاعلها حد في الدنيا، أما إذا أصر العبد على الصغائر فهو هالك.

2 - كبائر الذنوب، فإن كان غير مستحل لها كالقتل والزنى؛ فهي تستوجب الحد.

أما المستحل لها بتأويل خاطئ، فإنه يدعى إلى الحق وترك الاعتقاد الباطل والبراء من أئمة الضلال؛ فإن أجاب إلى الحق أصبح له ما للمسلمين وعليه ما عليهم، فإن أبى أجري عليه حكم المسلمين، وإن امتنعوا ناصبهم الإمام الحرب، ولا يحل منهم غير دمائهم، فلا تغنم أموالهم ولا يجهز على جريحهم طالما أنهم لن يصلوا إلى مأوى و فئة.

إذاً: مرتكب الكبيرة عند الإباضية كافر كفر نعمة.

وقد فسّر هود بن محكّم قوله تعالى:} فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ {[البقرة: 152] بمعنى: (و لا تكفروا النعم)، ثم بيّن بوضوح نوعية هذا الكفر فقال: " وهذا الكفر في هذا الموضع كفر النعم"

وهذا لا حجة لهم فيه لأن كفر النعمة عمل يقع من المؤمن والكافر، وليس هو ملة و لا اسم دين، فمن ادّعى اسم دين وملة غير الإيمان المطلق والكفر المطلق، فقد أتى بما لا دليل عليه.

ويستدل الإباضية على تسميتهم لصاحب الكبيرة بأنه كافر حسب تفسير علمائهم لآيات القرآن الكريم.

مثلاً في قوله تعالى:} وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ {[المائدة: 44] أن من لم يتخذ ما أنزل الله ديناً ويقرّ به فهو كافر.

حكم مرتكب الكبيرة في الآخرة عند الإباضية:

اتفق علماء الإباضية على أن صاحب الكبيرة كافر النعمة إذا خرج من الدنيا غير مقلع عن الكبيرة وتائباً منها فهو كافر مخلد في الدنيا، والكبيرة التي اقترفها ولم يتب منها أو لم يقم عليه حدها قد أحبطت الطاعات التي قام بها.

ويعلل بعض علمائهم سر تشددهم في هذا الحكم فيقول: والحكمة في خلود أهل الكبائر في النار أن العاصي إذا عصا فقد عصا رباً عظيماً لانهاية لعظمته فكذلك يكون عذابه بخلود لانهاية له.

تعريف الكبيرة عند المعتزلة:

اختلفت المعتزلة على ثلاثة أقاويل:

· قال قائلون منهم: كل ما أتى فيه الوعيد فكبير، وكل ما لم يأت فيه الوعيد فهو صغير.

· وقال قائلون: كل ما أتى فيه الوعيد فكبير، وكل ما كان مثله في العظم فهو كبير، وكل ما لم يأت فيه الوعيد أو في مثله فقد يجوز أن يكون كله صغيراً، ويجوز أن يكون بعضه كبيراً وبعضه صغيراً، وليس يجوز أن لايكون صغيراً ولا شيئاً منه.

· وقال بعضهم: كل عمد كبير، وكل مرتكب لمعصية متعمداً لها فهو مرتكب لكبيرة. (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftn22)

حكم مرتكب الكبيرة عند المعتزلة:

صاحب الكبيرة له اسم بين الاسمين، وحكم بين الحكمين، لا يكون اسمه اسم الكافر، و لا اسمه اسم المؤمن، وإنما يسمى فاسقاً. وكذلك فلا يكون حكمه حكم الكافر، و لا حكم المؤمن؛ بل يفرد له حكم ثالث، وهذا الحكم هو سبب تلقيب المسألة بالمنزلة بين المنزلتين. (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftn23)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير