تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

، و نحن نعلم أن هذه النبوءات أقرب الى الخرافات منها الى الواقع، و أنها تحتفُّها أنواع التأويلات لا سيما أنها كُتِبت بلغةٍ رمزية، فقد استعمل طريقة الجناس التصحيفي أي تغيير أماكن الحروف في الكلمة أو حذف أو تغيير حرف أو حرفين منها أو استخدام الأسماء القديمة و المنسية للمدن و الدول التي كان يعنيها في تنبؤاته و ذلك لإخفاء المعنى عن العامة من الناس و لقد قام بكل هذا حتى لا يقع في قبضة محاكم التفتيش التي كانت تحرق كل من يدّعي بمعرفته الكهانة و السحر، و لقد ساعدته واستعانت به الملكة كاترين دي مديتشي ملكة فرنسا مما ساعده في نشر كتابه دون خوف من محاكم التفتيش ولكنه أبقى على الترميز فيه و استمر في البلاط الفرنسي إلى أن مات سنة 1566 ميلادية.

، إلاَّ أن تلك النبوءات زيد عليها أمثالها خلال طبعاتها المتلاحقة.

و لكن لا نستبعد أن يكون بعضها من بقايا علوم المنجمين المصريين التي جمعوها خلال عدة آلاف من السنين،كما اعترف نوستراداموس نفسه بذلك، لا سيما أن ذلك الزمن قبل حراسة السماء بالشهب عن المسترقي السمع من الجن.

قال تعالى في كتابه الكريم ـ على لسان الجن ـ: {وانا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا * وانا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا} سورة الجن – (آية 8، آية 9).

ـ و من مظاهر التأثر اليهودي بالموروث الفرعوني كثير من الرموز الفرعونية و الممارسات الماسونية التي ترمز لتلك الحقة التاريخية، و التي تعج بها تلك المحافل السرية اليهودية.

ـ و من مظاهر التأثر اليهودي بالموروث الفرعوني أن أول محفل ماسوني افتتح في مصر كان يحمل اسم "ايزيس" الإله الفرعوني.

2 ـ إدخالهم بعض تعاليم سحرة فرعون أو من عُرِفوا "بكهنة آمون" في التوراة، أي تأثر حاخامات اليهود بتعاليم كابالا ونقلوا بعضها إلى التوراة وبعضها كتعاليم شفوية نقلت من جيل إلى آخر.

يقول الكاتب البريطاني "ناستا ه. وبستر" "على الرغم من قيام تعاليم موسى (أي التوراة) بلعنة السحر إلا أن اليهود تجاهلوا هذا اللعن، وتورطوا في هذه التعاليم السحرية وخلطوا تقاليدهم المقدسة بالأفكار والتعاليم السحرية التي اقتبسوها من الأمم الأخرى" (6).

وكانت فلسفة كابالا قائمة على أساس أن الكون تشكل بنفسه وتطور تلقائياً بعوامل المصادفات العشوائية. يقول مؤلفا كتاب "مفتاح حيرام":

"كان المصريون القدماء يؤمنون بأن المادة كانت موجودة منذ الأزل، حيث أن الدنيا وجدت بولادة النظام من رحم الفوضى والعماء و الظلام (وهو نفس ما كان يعتقده السومريون أيضاً) ... وكان لهذه الهاوية قوة داخلية ثم أمرت هذه القوة الخالقة نفسها ببدء النظام. ولم تكن هذه القدرة السرية الموجودة داخل المادة في هذه الفوضى على وعي بذاتها ... كانت هذه القوة احتمالاً من الاحتمالات وقوة ظهرت من رحم الفوضى نتيجة مصادفات عمياء".

والمذهل في الأمر أن هذه الفلسفة المصرية الوثنية هي الفلسفة المطروحة في أيامنا الحالية من قبل أنصار "نظرية التطور" و"نظرية الفوضى" لا سيما في مجموع طروحات ماركس و دارون مع الفلسفة الهيغلية ... فتأمل!

ويتابع مؤلفا كتاب "مفتاح حيرام" شرح هذه الفلسفة المصرية الوثنية كما يأتي: " .. والغريب أن هذا التعريف للخلق يتطابق تماماً مع النظرة الحالية للعلم الحديث ولا سيما مع "نظرية الفوضى" من ناحية تطور الأنظمة المختلطة والمشوشة رياضياً مكررة نفسها رياضياً ونتيجة للنظام" (3).

وعلى الرغم من أن قصة الخلق الواردة في التوراة تختلف تماماً عن هذه الفلسفة الوثنية، إلا أنها مع ذلك سرت إلى الدين اليهودي. يقول السيد مراد وزكن "وهو ماسوني تركي": " ... إن أهم شيء في تعاليم "كابالا" الذي ظهر قبل التوراة بزمن طويل هو يتعلق بنشوء الكون، فهو على عكس الأديان المعترفة بالخلق مختلف عن قصة الخالق، فحسب نظرة الكابالا ولدت موجودات مادية ومعنوية في بداية الخلق ما يدعى ب"الدوائر" أو "الأفلاك" أطلق عليها اسم (سفيروت). ومجموعها 32 دائرة أو فلكٍ، يعود عشرة منها إلى النظام الشمسي والباقي إلى المجموعات النجمية الأخرى. ويتبين من هذا وجود علاقة قريبة بين هذا النظام العقائدي وبين علم الفلك القديم" (5).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير