تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2ـ الامتداد المندائي من خلال فرقة الصابئين المندائيين، و التي تسربت عبرها كثير من تلك الطقوس و التعاليم، و إن كان أكثرها ينحصر في عالم الأفلاك و مخاطبة النجوم، و الذي اشتهرت به تلك الطائفة، و قد انتقلت بعض تلك المارسات إلى بعض الطوائف الاسماعيلية.

3ـ الامتداد التوراتي في الديانة اليهودية من خلال الشروحات التلمودية للتوراة.

4ـ الامتداد التوراتي في الديانة االنصرانية من خلال شروحات العهد الجديد "الانجيل"، و هذه أقل الامتدادات، و إن كانت نظهر جليا في الطائفة السريانية " الآرامية".

5ـ الامتداد التوراتي من خلال الطائفة القبالية "طائفة الكابالا" في الديانة اليهودية و كتابها الأسود المعرروف بـ "الزوهار"، و هي محلُّ بحثنا هذا.

و الكابالا فرقة أو مذهب يهودي يقوم على تفسيرات باطنية للأفكار التلمودية من التعاليم الغيبية و الروحانية والتي تشتمل على السحر والممارسات الصوفية، ولا يرفض اليهود هذه التعاليم، بل يعتبرونها الحلقة الداخلية التي لا يكشف عنها "للأغيار" والتي تعبر عن التقوى والولاء في ديانتهم.

وقد سميت أول أمرها: الحكمة المستورة، ومن ثم بات اسمها القبالة؛ والكلمة من أصل آرامي ومعناها القبول أو تلقي الرواية الشفهية، و قد تأثرت القبالة بفلسفات هندية وفارسية ويونانية إشراقية، كما أنها أخذت بفكرة الانتظار. ومن أهم الشخصيات التي كونت الخطوط العريضة للكابالا: سمعان بن يوشاي من القرن الثاني الميلادي، وقد اختفى عن الأنظار مدة في مغارة ومن ثم خرج عليهم ليقول: إن أسراراً قد كشفت له، وأنه قد حصَل له شكلٌ من الكشف أو الإلهام، ثم عادت مواثيق و أفكار طائفة القبالة لتشق طريقها بقوة بين اليهود بدءاً من القرن الثالث عشر الميلادي، مما أنتج مجموعة من التعاليم و النصوص التي جمعت ـ فيما بعد ـ في كتاب سموه: "زوهار" و الذي يضم ذروة فكر الكاباليين.

والزوهار كلمة آرامية معناها النور أو الضياء، و قد قام بتدوين "الزوهار" بالآرامية حينذاك موسى اللبوني (1250 م ـ 1305 م، ـ في اسبانيا ـ في صيغة تعاليق على الكتاب المقدس إلا أن قسماً كبيراً من هذه النصوص تعود إلى القرن الثاني الميلادي مع سمعان بن يوشاي، و يوجد مركز "الكابالا"الآن في لوس انجلوس، كما يقيم الزعيم الروحي لطائفة الكابالا الحاخام فيليب بيرغ في مدينة نيويورك.

اليهود ورثة سحر بابل:

لم يشتغل أناس بالسحر مثلما اشتغل بنو إسرائيل، اليهود، على مدار تاريخهم منذ موسى عليه السلام، رغم أن الله عز و جل حرم عليهم الاشتغال بالسحر، كما في توراتهم، إذ قبل موسى عليه السلام كان بنو اسرائيل وثنيين، يعبدون تماثيل من حجر أو خشب، حتى أنهم عبدوا العجل في وقت موسى عليه السلام، وكانت الشياطين تكلم الناس وهم لا يرونهم ويتلبسون بهم ويصرعونهم، فكان بنو اسرائيل يستغيثون بالتماثيل و كهنتها، ويطلبون من القائمين عليها عمل أي شيء يشفيهم من أمراضهم، ولما ازداد اعتقاد الناس فيهم ادعى الكهنة أنهم يعلمون الغيب ويحددون ويعرفون مواقع النجوم وقادرون على تغيير النحس الى السعد وطرد الأرواح الشريرة المتلبسة الأجساد، مما روج كثيرا للسحر بين بني اسرائيل.

وفي عهد سليمان عليه السلام كان السحر متفشياً في بني اسرائيل، فجمع سليمان كتب السحر والكهانة ودفنها تحت كرسيه، فلم يستطع أحد من الشياطين أن يدنو من الكرسي فلما مات سليمان، وذهب العلماء الذين يعرفون الأمر، جاء الشيطان في صورة إنسان فقال لليهود، هل أدلكم على كنز لا نظير له؟ قالوا نعم، قال: فاحفروا تحت الكرسي فحفروا – وهو متنح عنهم – فوجدوا تلك الكتب، فقال لهم: إن سليمان كان يضبط الإنس والجن بهذا، ففشا فيهم أن سليمان كان ساحراً، و لذلك لما نزل القرآن بذكر سليمان في الأنبياء، أنكرت اليهود ذلك، وقالوا إنما كان ساحراً، فنزل قوله تعالى: (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ) سورة البقرة – الآية 102.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير