تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[19 - 08 - 07, 07:11 ص]ـ

بارك الله في الشيوخ الأفاضل المشرفين على هذا المنتدى

و أسأل الله لهذا الرجل الهداية والتوفيق للحق وأن يختم له على السنة

كنت سأبين كل ما ذكره بعد أن يعترف بأشعريته لئلا يظن الإخوة أن هذه الشبه صدرت من سني مع أنها شبه قد أجاب عنها أهل السنة والجماعة لكن ليس من منهج أهل السنة أن يوردوا الشبه أو يناظروا عليها في كل مكان أو في كل مسألة فمسألة القدر يقرر فيها ما ذكر في الكتاب والسنة ولا يخاض فيها كثيراً بل يمسك عن ذلك كما هو مقرر في كتب أهل العلم.

وكان قد ذكر في اعتراضه السابق أني تناقضت حيث أثبت للأشاعرة في آخر الكلام قدرة وكنت قد نفيتها عنهم قبل حينما قلت: (لكن أهل السنة يرون أن أفعال العباد لها تعلقان:

1 - تعلق بالله عز وجل فهو خالقها وهذا يتفق عليه أهل السنة والأشاعرة والماتريدية.

2 - تعلق بالعبد الذي هو فاعلها وهل له قدرة أولا فأهل السنة يثبتون له قدرة بخلاف الأشاعرة والماتريدية)

وهذا ليس تناقضاً وإنما نفيت عنهم القدرة أولا وهي القدرة المعقولة عند أهل السنة وغيرهم وهي المؤثرة؛ لأن القول بأن هناك قدرة غير مؤثرة هو في حقيقته نفي للقدرة لكني أتنزل على قول الأشاعرة فأثبت ما قالوه أن للعبد قدرة.

ولفظ التأثير لفظ مشترك قد يراد به الاستقلال بالابتداع والإنفراد بدون معاون فهذا لا يقول به أهل السنة وليس شيئاً من المخلوقات له ذلك ويكون مؤثراً بهذا الشكل.

وقد يراد به أن خروج الفعل من العدم إلى الوجود كان يتوسط القدرة المحدثة بمعنى أن القدرة المخلوقة التي هي قدرة العبد سبب وواسطة في خلق الله سبحانه وتعالى الفعل بهذه القدرة كما خلق النبات بالماء، وكما خلق الغيث بالسحاب، وكما خلق جميع المسببات والمخلوقات بوسائط وأسباب فهذا حق وهذه التأثير ثابت عقلاً وشرعاً.

و الأشاعرة في هذا الباب من أكثر الفرق اضطراباً وتناقضاً فهم بين مواجهة المعتزلة القدرية والنفور من قولهم وبين مناقضة المعقول والمحسوس من تأثير الأسباب على مسبباتها فحصل عندهم مذهب مضطرب اصطلحوا على تسميته بالكسب وحصل لهم اضطراب في تفسيره.

ولذلك لما رأى الغزالي أن هذا القول مخالفاً للمعقول والمنقول أثبت قدرتين جعلهما قدرة مركبة وجعله فعلاً بين فاعلين كما في كتابه الاقتصاد في الاعتقاد (ص 58 - 59)

وشيخه الجويني لما وجد هذا التناقض رجع إلى قول أهل السنة في الرسالة النظامية (ص 43 - 50) فقال: (الركن الأول في قدرة العبد وتأثيرها في مقدورها فنقول: قد تقرر عند كل حاظٍ بعقله مرقى عن مراتب التقليد في قواعد التوحيد ... ) ثم شرع بكلام طويل يقرر فيه هذا الركن إلى أن قال في نهاية كلامه: ( ... ومن هدي لهذا استمر له الحق المبين فالعبد فاعل مختار مطالب مأمور منهي وفعله تقدير له وخلق مقضي).

وأما الباقلاني شيخ الجويني فكذلك لم يستطع أن ينكر تأثير قدرة العبد فسلك مسلك التفصيل فقال قدرة الله تتعلق بأصل الفعل وقدرة العبد تتعلق بوصف الفعل.

ينظر نهاية الإقدام للشهرستاني (ص 73)

وقد بين الباقلاني وغيره أن المرء يفرق بين الحركة الإرادية ليده وبين الارتعاش أو اضطراب البدن بسبب الحمى.

وهذا أمر لا ينكره عقل وهؤلاء المتكلمون الباقلاني والجويني والغزالي لم يستطيعوا التسليم لمعتقد جمهور الأشاعرة الأصل في ذلك، ومتكلمو المعتزلة قدرية أثبتوا قدرة العبد لكنهم جعلوها مستقلة لا بخلق الله بل بخلق العباد.

وكان الأقرب بأصول الأشاعرة ومتكلميهم في هذا الباب أن يكونوا قدرية كالمعتزلة، وقد ارتبط بهذا المعتقد للأشاعرة مسائل أخرى كالتحسين والتقبيح العقليين وتعليل أفعال الله تعالى والتكليف بما لا يطاق ونحوها من المسائل.

ثم إن هذا الشخص _ هداه الله _ أرسل لي رسالة على الخاص في المجلس العلمي (منتدى الألوكة) باسم شرف الدين بن علي يسب فيها ويشتم ويتهمني بالكذب ولا أدري كيف يتوافق هذا مع معتقده في الجبر فإن كنت كاذبا أو غير ذلك مما يقول فلم يلومني وأنا لا تأثير لي في ذلك وإنما أنا مجرد آلة؟!

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير