تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

د عوا كل قول عند قول محمدٍ فما آمن في دينه كمخاطر) ([18]) و سئل سماحة الوالد العلامة الشيخ عبدالعزيز ابن باز ـ حفظه الله ـ عن معنى قوله تعالى " يوم يكشف عن ساق " فقال: (الرسول صلى الله عليه و آله و سلم فسّرها بأن المراد يوم يجيء الرب يوم القيامة و يكشف لعباده المؤمنين عن ساقه و هي العلامة التي بينه تعالى و بين عباده فإذا كشف عن ساقه عرفوه و تبعوه و إن كانت الحرب يقال لها كشفت عن ساق إذا اشتدت و هذا معنى معروف لغوياً قاله أئمة اللغة و لكن في الآية الكريمة يجب أن يفسر بما جاء في الحديث وهو كشف الرب عن ساقه سبحانه و تعالى …) ([19]) و قال السيوطي ـ رحمه الله ـ في الدر المثور: (أخرج ابن مندة في الرد على الجهمية عن أبي هريرة قال: قال الرسول صلى الله عليه و آله و سلم يوم يكشف عن ساق قال يكشف الله عز وجل عن ساقه) ([20]) و قال الدكتور محمد الجامي ـ رحمه الله ـ: (فانطلاقاً من هذا الحديث الصحيح الذي يثبت لله ساقاً نرى أن الآية من آيات الصفات المفسرة بالسنة لأن الآية جاءت محتملة المعنى حيث جاء الساق مجرداً عن الإضافة المخصصة فجاءت السنة مبينة بأن المراد بالساق هو ساق الرحمن. فَسلُكْ في إثبات الساق مسلك السلف الصالح و هو إثبات بلا تمثيل و لا تشبيه و تنزيه بلا تعطيل، فالكلام في صفة الساق كالكلام في صفة اليد و الوجه، و أما الخلاف و النزاع الذي جرى بين الصحابة و التابعين فينبغي أن نعتبره منتهياً بعد ثبوت حديث أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ الذي نعده تفسيراً للآية المجملة ثم نعده فيصلاً في هذه القضية) ([21]) و قال الدكتور عبد الله الغنيمان (الضمير في قوله تعالى " يوم يكشف عن ساق " يعود إلى الله تعالى ففي ذلك إثبات صفة الساق لله تعالى و يكون هذا الحديث و نحوه تفسير لقوله تعالى " يوم يكشف عن ساق " و هذا الحديث متفق على صحته و فيه التصريح في أن الله تعالى يكشف عن ساقه و عند ذلك يسجد له المؤمنون و من تأوله التأويلات المستكرهة فقد استدرك على الرسول صلى الله عليه وآله و سلم، و معلوم أن قوله تعالى "يوم يكشف عن ساق " ليس نصاً في أن الساق صفة لله تعالى؛ لأنه جاء منكرا غير معرّف فيكون قابلاً كونه صفة و كونه غير صفة و تعيينه لواحد من ذلك يتوقف على الدليل و قد دل الدليل الصحيح على ذلك فلا يجوز تأوله بعد ذلك، أما ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما و غيره أن ذلك الشدة و الكرب يوم القيامة فهذا بالنظر إلى لفظ الآية لأنها كما قلنا لم تدل على الصفة بلفظها و إنما الدليل هو الحديث المذكور) ([22]) و قد جمع الشيخ سليم الهلالي كل المرويات في تفسير هذه الآية من طريق ابن عباس فكانت عشرة روايات لم يصح منها شيء ثم قال: (ا علم أيها الأخ المحب أن هذا التفسير عن ابن عباس رضي الله عنهماـ لو صح ـ و قع على مقتضى اللغة و أن الساق في اللغة هو الشدة و قد أشار أبو يعلى في كتابه ـ إبطال التأويلات لأخبار الصفات ـ فقال: و الذي روي عن ابن عباس ـ رضي الله عنهماـ و الحسن فيحتمل أن يكون هذا التفسير منهما على مقتضى اللغة و هو أن الساق في اللغة هو الشدة، و لم يقصد بذلك تفسيره في صفات الله تعالى في موجب الشرع.) ([23]) قال العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد: (الآية فيها إثبات صفة الساق لله سبحانه و تعالى، كما في حديث أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ و خير ما يفسر فيه القرآن بعد القرآن السنة النبوية و الحديث صريح في إثبات صفة الساق لله سبحانه و تعالى) ([24]) و قال الشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألبانيّ ـ حفظه الله ـ بعد تخريج حديث أبي سعيد: (و جملة القول إن الحديث صحيح مستفيض عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد) ([25]) و قد أورد الإمام ابن مندة ـ رحمه الله ـ أحاديث و آثار نذكرها منها: عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه و آله و سلم ـ و قال فيه: " و يكشف عن ساقيه جل و عز "، و عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ في قوله جل و عز " يوم يكشف عن ساق " قال: عن ساقيه. قال أبو عبد الله: هكذا في قراءة ابن مسعود.) ([26])

المطلب الثالث:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير