فنلاحظ أن أهل البدع من الصوفية وغيرهم يحاولون التلبيس بتشابه الأسماء، فقد ذكروا أن ابن عبدالهادي له رسالة في لبس الخرقة وأوهموا أنه ابن عبدالهادي تلميذ ابن تيمية رحمه الله، وظهر أنه شخص آخر ليس من تلاميذ ابن تيمية هو الذي صنف الرسالة.
فائدة للتمييز بين ابن عبدالهادي تلميذ ابن تيمية وغيره
فهو ينتمي إلى آل عبد الهادي أحد فروع آل قدامة بن مقدام، فجده الأعلى عبد الهادي بن يوسف بن محمّد بن قدامة بن مقدام، ومحمّد بن قدامة هو أخو الشيخ أحمد ابن قدامة والد الإمام موفق الدين.
وهؤلاء وأولئك أسرٌ علمية متعددة، تولّوا القضاء والتدريس والفتوى وأفادوا الناس وحملوا مشعل الحضارة في بلاد الشام وغيرها دهراً، وارتحل إليهم الطلاب من عامة بلاد الشام والعراق والحجاز واليمن ومصر ونجد، واشتهروا بخدمة الكتاب والسنة، وكثرت تآليفهم الجيدة النافعة.
إذاً فأسرة الشيخ يوسف تنتمي إلى بيت آل عبد الهادي الذي تخرج من مدرسته رجال علماء عرفوا بالدين والعلم والصلاح والزهد والورع، ونساء فضليات حَمَلنَ العلم، وساهمنَ في نشره وتبليغه.
وهذه تعريفات موجزة لبعض أعلام هذه الأسرة:
1 -
العلامة المحدث شمس الدين محمّد بن أحمد بن عبد الهادي المقرئ الفقيه النحوي، أخذ عنه خلق كثير، وعني بالحديث وفنونه، ومعرفة الرجال والعلل، وله ثمانية وسبعون كتاباً منها: (تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق)، و (الصارم المنكي في الرد على السبكي) وغيرهما. توفي سنة أربع وأربعين وسبع مئة، ولم يتجاوز أربعين سنة، وهذا هو تلميذ ابن تيمية رحمه الله.
2 -
حسن بن أحمد بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي، بدر الدين،
أخذ عن زين الدين عبد الرحمن بن سليمان ووالده، قرأ (مختصر الخرقي) وتفقه بأحمد بن يوسف والشيخ تقي الدين. توفي في شهر رجب سنة تسع وتسعين وثمان مئة بالصالحية، وهو والد يوسف ابن عبد الهادي.
3 -
أحمد بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي بن شهاب الدين، قرأ (المقنع)، واشتغل على السُّبكي في الفرائض فأجادها، له مؤلّفات كثيرة، منها: (شرح على الخرقي ولم يكمله، والترشيح في فضل التسبيح). توفي سنة خمس وتسعين وثمان مئة. وهو أخو المؤلّف لأبويه. وألف في أخباره كتاباً سماه: (تعريف الغادي بفضائل أحمد ابن عبد الهادي).
4 -
عبد الجليل بن محمّد عبد الهادي العمري الفلكي المتوفى سنة سبع وثمانين وألف بالمدينة النبوية.
5 - الفاضلة الجليلة عائشة بنت أحمد بن عبد الهادي، مسندة الدنيا، انفردت بالرواية عن الحجار وغيره، وروى عنها الحافظ ابن حجر، توفيت سنة ست عشرة وثمان مئة.
6 - يوسف بن الحسن بن أحمد بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمّد بن قدامة بن مِقْدام بن نصر بن فتح بن حديثة بن محمّد بن يعقوب بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن محمّد بن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العَدويُّ العُمريُّ، دمشقيٌّ صالحيُّ الأصل، حنبليُّ المذهب.
وهذا هو الذي ألف رسالة عن الخرقة.
ـ[أبو عمر محمد بن إسماعيل]ــــــــ[05 - 05 - 10, 04:54 م]ـ
أحسن الله إليكم شيخنا
وبارك فيكم
فقد كنت منذ فترة أبحث عن توثيق للرد على هذه الشبهه التي يلقيها أفراخ المبتدعة
فجزاكم الله عنا الخير
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[05 - 05 - 10, 10:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
وللتوفيق بين ما ذكره الشيخان الكريمان عبد الرحمن وخالد ابني عمر الفقيه حفظهما الله في المشاركتين 17 و18 أقول إنه توجد طائفة من العلماء يكون أحدهم سلفيا في باب توحيد الأسماء والصفات مجانبا للأشاعرة والماتوريدية رادا عليهم ويكون في الوقت نفسه بدعيا في باب توحيد الألوهية موافقا للمتصوفة في انحرافاتهم في هذا الباب، ومنهم جماعة من متأخري حنابلة الشام والعراق ومصر، كما أنه توجد طائفة من العلماء يكون أحدهم سلفيا في باب توحيد الألوهية مجانبا للمتصوفة رادا عليهم ويكون في الوقت نفسه بدعيا في باب توحيد الأسماء والصفات موافقا للأشاعرة أو الماتوريدية في انحرافاتهم في هذا الباب، ومنهم جماعة من متأخري علماء الهند والباكستان، فلابد من مراعاة هذا عند الحكم على العالم بالسلفية أو نفيها عنه.
¥