تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولا تخرج المساهمة المغربية في علم الكلام عن فكر المشارقة، ولا نظفر في هذا الإنتاج الكلامي بإبداع يميِّزه، فالمتابعة والتقليد والمحافظة هي أبرز السمات التي تميز النسق الفكري للأشعرية المغربية، فضِّلًا عن السمة السلفية التي تطبع المذهب المالكيّ الفقهيّ بتقيُّده بظواهر النصوص والبعد عن التأويل، وهذه الصفات أحد مكونات شخصية ابن خلدون الكلامية، فهو يتوافر على رؤية خطيرة لهذا العلم، قوامها الحط على المخالفين كالمعتزلة والباطنية؛ فالهدف الأساسي لعلم الكلام –بحسب ابن خلدون –ينحصر في إيراد الحجج ودفع الشبه التي تثار داخل العالم الإسلامي، على خلاف الرؤية التي بلورها المعتزلة وغيرهم، والتي ترى في هذا العلم دفاعا عن العقيدة الإيمانية وتبيينها وإثباتها، ودحض الشبه من خصوم الخارج الإسلامي المتمثلة بأهل الديانات الأخرى كاليهودية والمسيحية ومذاهب الثنوية المانوية الفارسية والبراهمة الهندية، فضلًا عن الملحدين في الداخل والخارج.

يمكن القول: إن الرؤية الخلدونية لعلم الكلام تتسم بالسلبية والتبعية والجمود، فلا نكاد نظفر له برأي يخرج عن المذهب الأشعري في مسائل المعرفة والذات والصفات، في جليل الكلام كالإلهيات والنبوات والسمعيات، أو دقيق الكلام المتعلق بالجوهر والعرض والجزء الذي لا يتجزأ، ومجمل الفيزياء الكلامية.

وعلى الرغم من اقترابه من المنهج الاسمي الواقعي التجريبي، إلا أنه لم يوظفه في مباحث علم الكلام.

وربما تكون المساهمة الخلدونية في هذا العلم تبرز بشكل واضح في المسائل المتعلقة بالإمامة، انسجاما مع رؤيته التاريخية المتعلقة بطبائع العمران، ومفهوم العصبية، فهو يخالف جمهور الأشاعرة في اشتراط القرشية، كما أنه يؤكد أن منصب النبوة لا يخرج عن قاعدة العصبية، ولذلك فإن البحث في علم الكلام الخلدوني لا يبدو في نظرنا، يتوافر على نتائج يمكن استثمارها في إعادة الاعتبار لهذا العلم الجليل، إلا أنه يمكن الاستفادة من تأملاته ونظرياته المتعلقة في باب الإمامة بشكل خاص، والذي يظهر فيه أصالة وجِدّة، لا نجدها لدى أكثر المتكلمين، ولا نعتقد أنه يمكن الاتكاء على التراث الخلدوني الكلامي في تجديد هذا العلم ليأخذ مكانته اللائقة ضمن الإسهامات الإسلامية الرفيعة في حقل الكلام والفلسفة واللاهوت.

من هنا لا يمكن الوثوق في عدّ ابن خلدون في زمرة المتكلمين، بل إنه نفسه لم يدَّع ذلك، فقد كان ذلك جزءًا من اشتغاله في شبابه، فمعرفته الجيدة بمسائل هذا العلم الجليل لا ترقى إلى مستوى التجديد والإبداع والابتكار، كشأن عنايته بالفلسفة وموقفه السلبي منها، كما هو حال أهل المغرب في عصره.

والحمد لله رب العالمين

أرجوا من الإخوة إبداء الملاحظات، ولهم جزيل الشكر، وبارك الله في الجميع

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=114707

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=101434

http://www.eiiit.org/eiiit/eiiit_article_read.asp?articleID=868

http://www.eiiit.org/eiiit/news_read.asp?id=15

ـ[محمد الحسن]ــــــــ[22 - 05 - 08, 04:53 م]ـ

http://www.eiiit.org/eiiit/eiiit_article_read.asp?articleID=898&catID=256&adad=317

ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[22 - 05 - 08, 06:17 م]ـ

مقال بحثي طيب.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير