تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فصار كلمة لفظ لفظٌ مجمل، كلمة لفظ كلمة مجملة -يا ترى- إذا قلت: لفظي بالقرآن مخلوق ولم يحصل البيان ما حصل، يعني الذي يتكلم بهذا قد يكون معروف المذهب وقد يكون غير معروف المذهب، فإذا قال: لفظي بالقرآن مخلوق نقول: ما تريد؟ أيش لفظي هذا؟ ما معنى لفظي بالقرآن مخلوق؟ أيش تريد؟ إذا قال: إني أريد أن تلفظي ونطقي وصوتي وحركة جوارحي لساني وشفتاي، أن هذا مخلوق، الحركة الفعل الصوت مخلوق، نقول صح؛ الصوت الكلام كلام الباري والصوت صوت القارئ، وإذا قال: لفظي بالقرآن يعني ما أتلفظ به مخلوق، قلنا هذا باطل، الكلام الذي تتلفظ به وتؤديه بصوتك هذا كلام رب العالمين.

فهي مسألة يعني كثرة فيها الافتراء، وصار فيها إشكال واشتباه؛ فالإمام أحمد أتى بهذا القول اللي فيه هذا بالتفصيل، عندما يقول الإمام أحمد: "من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي" فهو يعني الذين يتسترون ويطلقون هذا التعبير المُلْبِس أيضا، فهو يشبه قول الواقفة: لفظي بالقرآن مخلوق هذا فيه لبس. يقول فهو جهمي، ومن قال لفظي بالقرآن غير مخلوق فهو مبتدع.

- ...

- أيش؟

- ...

- هذا أيضا فيه اشتباه، لفظي بالقرآن غير مخلوق، لو أراد أن لفظي بالقرآن يعني ما أتلفظ به من الكلام عند تلاوة القرآن غير مخلوق، نقول نعم حقا القرآن الذي تؤديه بصوتك غير مخلوق، لكن لفظك الذي هو صوتك وفعلك كيف تقول غير مخلوق؟ هذا باطل، بل مخلوق، صوت الإنسان مخلوق، وفعله مخلوق فعله، والإمام البخاري ألف كتاب اسمه خلق أفعال العباد، فيه رد على القدرية، ورد أيضا على اللفظية، وأن الفعل فعل العبد مخلوق، النطق الصوت الفعل الحركة، حركة اللسان، أدوات النطق، كل ذلك مخلوق.

أما الكلام الملفوظ به، المتكلم به، المؤدَّى بالصوت؛ فذلك كلام الله، وهذا أمر معقول للناس، معقول يعقله الناس، كما قال العلماء في مثل هذه العبارة: الكلام الذي نسمعه من التالي للقرآن الكلام كلام الله، كلام الباري، والصوت؟ صوتك.

فالله تكلم القرآن، وسمعه منه جبريل، وبلغه لمحمد الرسول صلى الله عليه وسلم، سمع كلام الله من مَن؟ سمع كلام الله -القرآن أعني- سمع القرآن من مَن؟ جبريل، الصحابة سمعوا القرآن من مَن؟ من الله؟ من الرسول صلى الله عليه وسلم، وهكذا المسلمون سمعوا القرآن، أو سمعوه بعضهم من بعض، وقال -سبحانه وتعالى-: وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ يسمع كلام الله من مَن؟ يسمعه من الرسول، يسمعه من أحد الصحابة، يسمعه من آحاد المؤمنين، حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ فالناس لا يسمعون كلام الله من الله، إنما يسمعونه من بعضهم، يؤدونه بأصواتهم وحركاتهم وأفعالهم.

فالحاصل أن لفظ (قراءة وتلاوة ولفظ) كذلك، هذه الكلمات التلاوة والقراءة واللفظ كلها ألفاظ محتملة مجملة؛ فلهذا منع الأئمة من إطلاق القول بلفظي بالقرآن المخلوق، أو تلاوتي القرآن مخلوقة، أو قراءتي؛ لأن القراءة مصدر من اللفظ، يطلق ويراد به الفعل، ويطلق ويراد به المفعول.

ولهذا قال الناظم ابن أبي داود -رحمه الله-: "ولا تقل القرآن" القرآن الذي هو كلام الله، "خلق قُرانه" يعني قراءته، كما في رواية قرآنه .................

فإن كلام الله باللفظ يوضح

كلام الله باللفظ -هنا اللفظ بمعنى التلفظ- باللفظ يوضح بتلفظ القاري يبيّن ويظهر، كيف يبين كلام الله؟ كلام الله كيف تبيّنه لغيرك؟ تبيّنه بأن تقرأه، أن تتلفظ به، أن تسمعه، تقرأ وتُسمع من يريد أن يسمع كلام الله.

"فإن كلام الله باللفظ يوضح" يعني يوضح ويبيّن، وكذلك يوضح بالكتابة أيضا؛ فإن كلام الله يعني يأتي على وجوه: يكون ملفوظًا مقروءًا ومكتوبًا، ويكون لدى السامع مسموعا، ولدى الحافظ محفوظًا، وهو كلام الله في كل هذا؛ فالقرآن كلام الله كيفما تصرف كما قال الإمام أحمد رحمه الله.

فهو كلام الله محفوظا في الصدور، ومكتوبًا في المصاحف، ومتلوًّا بالألسن، ومسموعًا بالآذان، هو كلام الله، هو كلام الله كيفما تصرف، تقول المصحف فيه كلام الله؟ نعم فيه كلام الله مكتوبا: وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ؛ فهو كتاب مكتوب ومحفوظ في الصدور: بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ محفوظ في الصدور، وهو متلو بالألسن: فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً نعم، "فإن كلام الله باللفظ يوضح".

فعلى كل حال -يعني- الحذر من الألفاظ المجملة، لا تتكلم ... لا تأتي بألفاظ ملفوظة فيها إجمال؛ لأن هذا مجال يعني من أسباب رد الحق أو قبول الباطل، فالناظم في هذا البيت -رحمه الله- يعني بيّن الواجب في هذا المقام، وأن الواجب هو عدم إطلاق هذا اللفظ نفيا ولا إثباتا إلا مع البيان.

http://taimiah.org/Display.asp?ID=5&t=book65&pid=1&f=hc9020200002.htm

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=81952&highlight=%E6%E1%C7+%C7%E1%DE%D1%C2%E4+%C8%C7%E1%E 6%DE%DD

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير