تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً: (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء). رواه مسلم (1348). أي شيء أراد هؤلاء حيث تركوا أهلهم وأوطانهم وصرفوا أموالهم وأتعبوا أبدانهم، إنهم أرادوا المغفرة والرضا والقرب واللقاء ومن جاء هذا الباب لا يخشى الرد فالمغفرة شيء سهلٌ يسيرٌ على الله؛ إذ المغفرة لمن خلق من التراب، لا يتعاظم على رب الأرباب [6]

والحمد لله رب العالمين؛؛؛

يتبع في الحلقة القادمة بإذن الله ...

*/ كلية الشريعة وأصول الدين - جامعة القصيم - الدراسات العليا

7/ 10/1428

[1] انظر: طريق الهجرتين ص44، واجتماع الجيوش الإسلامية ص68، كلاهما للإمام ابن القيم، وجامع البيان في تفسير آي القرآن، للإمام الطبري 2/ 92، تفسير الأسماء الحسنى، للرضواني ص 68.

[2] ينظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام (5/ 466). وينظر منه: (6/ 14)، وصفات الله، لعلوي السقاف ص 92.

[3] ينظر: الاعتقاد، للبيهقي ص60، والأسماء والصفات ص88، الأسماء الحسنى، للرضواني ص 70.

[4] ينظر: تفسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ص (930).

[5] ينظر: تفسير القرآن العظيم، للحافظ ابن كثير 4/ 527. بتصرف

[6] ينظر: مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، للقاري (5/ 510). بتصرف واختصار.


فإني قريب (2)
* بقلم / ماجد بن أحمد الصغير
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أما بعد:
فإن قرب الله من عبده في القرآن نوعان:
الأول: قرب الله - سبحانه وتعالى - من داعيه بالإجابة، ومنه قوله تعالى: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان) [البقرة:186].
والثاني: قربه من عابده بالإثابة ومن ذلك قوله (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد) رواه مسلم (482)، و (أقرب ما يكون الرب من عبده في جوف الليل) رواه الترمذي (3579) وهو حديث صحيح، فهذا قربه من أهل طاعته وفى الصحيح عن أبي موسى رضي الله عنه: (قال كنا مع النبي في سفر فارتفعت أصواتنا بالتكبير فقال يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إن الذي تدعونه سميع قريب أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته) متفق عليه، فهذا قرب خاص بالداعي دعاء العبادة والثناء والحمد.
وهذا القرب لا ينافي كمال مباينة الرب لخلقه، واستواءه على عرشه بل يجامعه ويلازمه، فإنه ليس كقرب الأجسام بعضها من بعض تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، ولكنه نوع آخر، والعبد في الشاهد يجد روحه قريبة جداً من محبوب بينه وبينه مفاوز تتقطع فيها أعناق المطي، ويجده أقرب إليه من جليسه كما قيل:
(ألا رب من يدنو ويزعم أنه يحبك والنائي أحبُ وأقربُ).
وأهل السنة أولياء رسول الله، وورثته، وأحباؤه الذين هو عندهم أولى بهم من أنفسهم، وأحب إليهم منها يجدون نفوسهم أقرب إليه وهم في الأقطار النائية عنه من جيران حجرته في المدينة، والمحبون المشتاقون للكعبة والبيت الحرام يجدون قلوبهم وأرواحهم أقرب إليها من جيرانها ومن حولها هذا مع عدم تأتي القرب منها فكيف بمن يقرب من خلقه كيف يشاء وهو مستو على ... والقصد أن هذا القرب يدعو صاحبه إلى ركوب المحبة وكلما ازداد حباً ازداد قرباً، فالمحبة بين قربين قرب قبلها، وقرب بعدها، وبين معرفتين معرفة قبلها حملت عليها ودعت إليها، ودلت عليها، ومعرفة بعدها هي من نتائجها وآثارها [1].
ومن آثار معرفة اسم القريب:
الأمن والثقة: فالمؤمن يعيش بقرب الله في أنس وثقة ويقين، وملاذ أمين، وحصن حصين مكين؛ لأنه في معية الله، ومصاحبته فهو سبحانه القريب منهم في كل أحوالهم وهو الصاحب في أسفارهم حال غربتهم ووحشتهم فالله صاحبهم القريب منهم (أنت الصاحب في السفر) رواه مسلم (1342)، وهو سبحانه في ذات الوقت خليفته على أهله (والخليفة في الأهل)، وقد كان من دعائه عليه الصلاة والسلام عند السحر في السفر (ربنا صاحبنا وأفضل علينا عائذاًَ بالله من النار) رواه مسلم (2718).
ومن آثار هذه المعرفة لهذا الاسم:
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير