تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وعندما ننبه إلى وجوب العناية أولاً بالتوحيد ومحاربة البدع والشركيات، فهذا لا يعني أن يغفل الدعاة الجوانب الأخرى من تحقيق المصالح، ودرء المفاسد، وعلاج الانحرافات الاجتماعية والخلقية والفكرية والسياسية والاقتصادية، بل أن من قصر في شيء كان ملوماً بقدر تقصيره فيما يقدر عليه، وهذا هو مقتضى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإصلاح الذي أمر الله به، وأمر به رسول-صلى الله عليه وسلم-.

وهناك أمر يغفل عنه الكثيرون، ألا وهو إن صلاح أحوال الناس في معاشهم وأخلاقهم مرتبط بسلامة توحيدهم وعقيدتهم، قال الله تعالى: "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ" [الأعراف:96]

2. ضعف الاهتمام بالعلم الشرعي:

ومن الأخطاء التي وقع فيها كثير ممن ضعف صلتهم بمنهج السلف الصالح: ضعف الاهتمام بالعلوم الشرعية، تعلماً وتعليماً، وأننا لو تأملنا واقع كثير من الدعوات والدعاة، لوجدناهم ممن قلت بضاعتهم من نصوص الكتاب والسنة وتراث السلف الصالح، قراءة وحفظاً وتدبراً وعلماً وعملاً، ومما نجم عنه التخبط في العقيدة والأصول والأحكام والمواقف، وضعف جانب التعليم الشرعي والدعوة الصحيحة.

3. الحزبية والعصبية والغرور:

ومن تلك الأخطاء التعصب والحزبية والغرور، وهذه السمة – مع الأسف – سمة غالبة في أكثر الجماعات والطوائف الإسلامية، فكل حزب بما لديهم فرحون، وكل فريق يرى أنه الجدير بالإتباع،والجدير بقيادة الأمة!! وقد أودى الغرور لدى بعضهم بأن جعلهم يستهينون بالعلوم الشرعية، وبالعلماء المتمكنين في علوم الشريعة الذين لا ينتمون إليهم، ورمي بعضهم بالتغفيل وقصور التفكير، وضيق الأفق.

4. التفرق والاختلاف:

ومن تلك الأخطار التي ترتبت على الجهل بمنهج السلف: التفرق والاختلاف، وهذه السمة قد ذمها الله تعالى ونهى عنها رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فقال تعالى"وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ" [آل عمران: 103].

وقال تعالى "وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ" [آل عمران:105]

وقال تعالى "إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ" [الأنعام:159]

وقال النبي-صلى الله عليه وسلم- "ولا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا"

ومع شدة النهي عنها في الدين، فقد وقعت فيها بعض الجماعات الإسلامية والدعاة المعاصرون على الرغم من إلحاح الحاجة إلى الاجتماع على الحق وعلى الكتاب والسنة، فالدعوات المعاصرة لا تزال متفرقة في مناهجها وأهدافها وأساليبها وأعمالها، وأحياناً تعلن هذه الخلاف وتُصعّده، بل حتى تلك الدعوات المتشابهة في المنهج،أو بعضه، تنزع إلى الاستغلالية والتفرق واصطناع الخلاف في واقع أمرها، مما يدل على أن المشكلة في رؤوس بعض الأشخاص أنفسهم وأهوائهم، والسبب الرئيسي في ذلك ضعف الصلة بالكتاب والسنة والأثر، وبمنهج السلف الصالح (لدى الأغلبية) والتعصب والحزبية والغرور، ثم عدم الالتزام بعقيدة أهل السنة والجماعة التي تقضي بوجوب الاجتماع على الحق، والاعتصام بحبل الله المتين والعدل والنصح لكل مسلم،وذلك الذي يزول به أسباب الاختلاف في الدين.

وأخيراً: نحمد الله أن جعلنا من أهل السنة، ونسأله أن يتم علينا النعمة والمنة، وأن يرزقنا لزوم السنة،والعمل بالسنة، وأن يتوفانا على السنة.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وسلام على المرسلين، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

ـ[أبو الفضل المغربي]ــــــــ[26 - 11 - 07, 11:47 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله "

الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحما للعالمين وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه جميعا ومن تبعهم إلى يوم الدين.

بارك الله فيك أخي الكريم محمد عامر ياسين كما احسنت في هذا الموضوع القيم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير