تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[سنية كوردية]ــــــــ[23 - 04 - 10, 09:49 م]ـ

من قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَهوَ السَّميعُ البَصيرُ} (1):

وجه الدلالة (2): هذه الآية أصل أصيلٌ، وركن ركين ٌ، في معتقد أهل السنة والجماعة، فقد جمع الله تعالى فيها بين النفي والإثبات، فنفي المماثلة من كل وجه، فليس هناك وجه تشابه بين الخالق والمخلوق، وان كان هناك اشتراك في الأسماء فمن أجرى النصوص على ظواهرها اللغوية في حق المخلوقين فقد حمل نصوص الصفات على مقتضى التشبيه، إذ لفظ (اليد) في لغة العرب التي نزل بها القرآن هي العضو والجزء الذي له بداية ونهاية،وقد نص على ذلك جماعة من أئمة اللغة0

قال الإمام اللغوي الكبير ابن سيده رحمه الله (3): (اليد ُ: الكف ُ، وقال أبو إسحاق: اليَدُ من أطرافِ الأصابع إلى (4) الَكَتِفِ) 0

وأما لفظ (الساق) اسم للعضو الذي بين القدم والركبة، وقال ابن منظور (5): (الساق) من الإنسان مابين الركبة والقدم، ومن الخيل والبغال والحمير والإبل ما فوق الوَظيف، ومن البقر والغنم والظباء ما فوق الكُرع 0

ثم قال (6): ((يَكشِفُ عن ساقه) الساق في اللغة: الأمر الشديد وكَشْفَهُ مَثلٌ في شدة الأمر، كما يقال للشيخ يَدُه مغلولة، ولا يَد ثَمَّ ولا غُلَّ، وإنما هو مَثل ٌ في شدة البخل 0وكذا هذا،لا ساق هناك كَشْف؛ وأصله أن الإنسان إذا وقع في أمر شديد يقال: شَمر ساعِدَهُ وكَشف عن ساقِهِ، للاهتمام الأمر العظيم0

ـــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة الشورى، (ص11) 0

(2) القول التمام بإثبات التفويض مذهبا ً للسلف الكرام، (ص 95 - 96) 0

(3) المحكم والمحيط الأعظم، أبو الحسن علي بن إسماعيل بن سيده، دار الكتب العلمية – بيروت، 2000 م، ط1، (1/ 363) 0

(4) فقوله (من) يدل على البداية، وقوله (إلى) يدل على نهاية 0

(5) لسان العرب، ط1، (10/ 168) 0

(6) المصدر السابق، ط1، (10/ 168) 0

ـ[الغواص]ــــــــ[12 - 08 - 10, 04:54 م]ـ

ترددت في المشاركة أولا ثم عزمت على المشاركة من باب المدارسة ..

أما إثبات الاستطابة فصدق ابن القيم وغيره فيها فجزاهم الله عنا خير الجزاء

ولكن تبقى مسألة أخرى مع إثبات الاستطابة

المسألة: هل هذه الاستطابة في الدنيا أم في الآخرة؟

عندما نرجع إلى لفظ الحديث نجده عاما يحتمل الوجهين

- أن الاستطابة في الدنيا

- وأن الاستطابة في الآخرة

ولكن تم منع استطابة الدنيا بدليل وهو:

أن كل الخلق "يجمعون" على أن هذه الرائحة كريهة، وكما معلوم من الدين والعقل بالضرورة أن الشيء المكروه لا يمكن نسبته إلى القدوس سبحانه.

لذا تم الاكتفاء على الاحتمال الثاني للحديث فتكون الاستطابة في الآخرة، وبالتالي يكون تقدير الحديث على النحو التالي:

((لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللهِ _يوم القيامة_ مِنْ رِيحِ المِسْكِ))

ويشهد لهذا المعنى حديث المكلوم في سبيل الله الذي تتحول رائحة دمه يوم القيامة إلى رائحة مسك

بل مما يؤكد هذا المعنى وجود رواية صحيحة عند الإمام مسلم تقيد ذلك بيوم القيامة

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ

كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَسْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ

فليس في حمل الحديث على يوم القيامة أي تأويل مذموم

والله أعلم

ولا نعدم الخير من تعليق أهل الفضل والعلم

ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[12 - 08 - 10, 09:37 م]ـ

جزاك الله خيرا أخي الغواص وبارك فيكم

تسجيل متابعة ورمضان مبارك

ـ[الغواص]ــــــــ[13 - 08 - 10, 12:07 ص]ـ

الأخ الكريم (أبو نسيبة السلفي) وجزاك الله خيرا ووفقك الله وأكرمك الله

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير