بالنسبة للأحاديث التي استدل بها ابن الصلاح رحمه الله
?حديث (فإنهم يمسون وخلوف أفواههم أطيب عند الله من ريح المسك)
فهذا الحديث كاملا:
(أعطيت أمتي في شهر رمضان خمسا، لم يعطهن نبي قبلي: أما واحدة؛ فإذا كان أول ليلة من شهر رمضان؛ نظر الله إليهم، ومن نظر الله إليه؛ لم يعذبه أبدا. وأما الثانية؛ فإنهم يمسون وخلوف أفواههم أطيب عند الله من ريح المسك. وأما الثالثة؛ فإن الملائكة تستغفر لهم في ليلهم ونهارهم. وأما الرابعة؛ فإن الله يأمر جنته: أن استعدي وتزيني لعبادي، فيوشك أن يذهب عنهم نصب الدنيا، ويصيرون إلى رحمتي وكرامتي. وأما الخامسة؛ فإذا كان آخر ليلة؛ غفر الله لهم جميعا. فقال قائل: هي ليلة القدر يا رسول الله؟ قال: لا، ألم تر إلى العمال إذا فرغوا من أعمالهم وفوا أجورهم؟!.)
وقد ضعف هذا الحديث الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة
أما حديث (حين يخلف)
فهذا الحديث كاملا:
(كل حسنة يعملها ابن آدم بعشر حسنات إلى سبعمائة ضعف يقول الله إلا الصوم فهو لى وأنا أجزى به يدع الطعام من أجلى والشراب من أجلى وشهوته من أجلى وأنا أجزى به وللصائم فرحتان فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقى ربه ولخلوف فم الصائم حين يخلف من الطعام أطيب عند الله من ريح المسك (ابن حبان عن أبى هريرة)
أخرجه ابن حبان (8/ 211، رقم 3424).
لم أجد تعليقا للألباني حول صحة هذا الحديث
أما في موقع الدرر فوجدت هذا فقط:
لخلوف فم الصائم حين يخلف من الطعام أطيب عند الله من ريح المسك
الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن الملقن - المصدر: البدر المنير - لصفحة أو الرقم: 1/ 696 خلاصة حكم المحدث: إسناده ثابت
وبالرغم من أهمية التأكد من صحة سند هذا الحديث لكن حتى لو صح فقد أجاد وأجاب عن هذا ابن القيم رحمه الله في كتابه الوابل الصيب عندما قال:
( ... وأما قوله لخلوف فم الصائم حين يخلف فهذا الظرف تحقيق للمبتدأ أو تأكيد له وبيان إرادة الحقيقة المفهومة منه لا مجازة ولا استعارته وهذا كما تقول: جهاد المؤمن حين يجاهد وصلاته حين يصلي يجزيه الله تعالى بها يوم القيامة ويرفع بها درجته يوم القيامة ... )
والله أعلم
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[13 - 08 - 10, 06:19 ص]ـ
قال الشيخ علوي بن عبد القادر السقاف في كتابه (الصفات الله عزوجل الواردة في الكتاب والسنة):
اسْتِطَابَةُ الْرَّوَائِحِ
صفةٌ خبريَّةٌ ثابتةٌ لله عَزَّ وجَلَّ بالسنَّةِ الصحيحة.
• الدليل:
حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: ((ولخلوف فم الصائم أطيب
عند الله من ريح المسك)) رواه البخاري (5583) ومسلم (1151)
قال الحافظ ابن القيم في ((الوابل الصيب)) (1/ 52)
((من المعلوم أنَّ أطيب ما عند الناس من الرائحة رائحة المسك فمثَّل النبي صلى الله عليه وسلم هذا الخلوف عند الله تعالى بطيب رائحة المسك عندنا وأعظم، ونسبة استطابة ذلك إليه سبحانه وتعالى كنسبة سائر صفاته وأفعاله إليه فإنها استطابة لا تماثل استطابة المخلوقين كما أنَّ رضاه وغضبه وفرحه وكراهيته وحبه وبغضه لا تماثل ما للمخلوق من ذلك كما أنَّ ذاته سبحانه وتعالى لا تشبه ذوات خلقه، وصفاته لا تشبه صفاتهم وأفعالهم، وهو سبحانه وتعالى يستطيب الكلم الطيب فيصعد إليه والعمل الصالح فيرفعه وليست هذه الاستطابة كاستطابتنا، ثم إنَّ تأويله لا يرفع الإشكال إذ ما استشكله هؤلاء من الاستطابة يلزم مثله في الرضا فإن قال: رضا ليس كرضا المخلوقين فقولوا: استطابه ليست كاستطابة المخلوقين وعلى هذا جميع ما يجيء من هذا الباب))
و قال الشيخ علي الشبل في كتاب ((التنبيه على المخالفات العقدية في فتح الباري)) (ص36) - والذي قَرَّظه عددٌ من العلماء و في مقدمتهم الإمام عبدالعزيز بن باز -رحمه الله-: ((والاستطابة لرائحة خلوف فم الصائم من جنس الصفات العُلى، يجب الإيمان بها مع عدم مماثلة صفات المخلوقين)).انتهى
هذا ماذكره الشيخ علوي السقاف مع إستناده بعد الأدلة على كلام ابن القيم .. مع أن الشيخ العلامة عبد الرحمن البراك فهم من كلام ابن القيم رحمه الله تعالى التوقف في إثبات الصفة كما هاهنا .. وفي تعليقات الشيخ البراك على المخالفات العقدية في فتح الباري (1/ 15):
قال الشيخ البراك: قوله: " ... مع أنه سبحانه تعالى منزه عن استطابة الروائح ... إلخ": هذا الجزم من الحافظ رحمه الله بنفي صفة الشم عن الله تعالى الذي هو إدراك المشمومات لم يذكر عليه دليلاً إلا قوله: " إذ ذاك من صفة الحيوان "، وهذه الشبهة هي بعينها شبهة كل من نفى صفة من صفات الله سبحانه من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة، وهي شبهة باطلة؛ فما ثبت لله تعالى من الصفات يثبت له على ما يليق به ويختص به كما يقال ذلك في سمعه وبصره وعلمه وسائر صفاته. وصفة السمع ليس في العقل ما يقتضي نفيها فإذا قام الدليل السمعي على إثباتها وجب إثباتها على الوجه اللائق به سبحانه، وهذا الحديث - وهو قوله: " لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك " - ليس نصاً في إثبات الشم، بل هو محتمل لذلك، فلا يجوز نفيه من غير حجة، وحينئذ فقد يقال: إن صفة الشم لله تعالى مما يجب التوقف فيه لعدم الدليل البين على النفي أو الإثبات فليتدبر، والله أعلم بمراده ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم.
ثم نقل كلام ابن القيم المذكور أعلاه .. ثم قال معقيا:
ويلاحظ أن ابن القيم اقتصر على لفظ الاستطابة دون لفظ الشم وقوفاً مع لفظ الحديث.
قلت: وهذا هو الصواب في تسمية هذه الصفة وقوفا مع ظاهر اللفظ
فما وجه فهم الشيخين .. ؟ مع أقرب الدلالات لكلام ابن القيم رحمه الله تعالى؟
¥