مع أني سمعت مشائخنا رحمة الله عليهم يقولون: من نعتمد عليهم يقولون: أملى الامام أبو القاسم الطبراني رحمه الله في الجامع العتيق بأصبهان حديث عكرمة مولى ابن عباس رضي الله تعالى عنه في الرؤية، فأنكر عليه ابن طباطبا العلوي ورماه بدواة كانت بين يديه إليه، فلما رأى الطبراني ذلك منه واجهه بكلام اختصرته أنا صيانة لأقوام، وقال في أثناء كلامه: أما تسكتون وتشتغلون بما أنتم فيه ولا تزعجونا عما سكتنا حتى لا نذكر ما جرى يوم الحرة! فلما سمع ابن طباطبا ذلك منه قام واعتذر إليه وندم على ما فعل واستغفر، فقبل الطبراني عذره، وكان هذا من علمه الوافر بالأنساب والتواريخ وما جرى بين الناس في الخصومات والمجادلات، وقد اختصرنا على هذا القدر فقد سكتنا عما سكت عنه الإمام أبو القاسم الطبراني رحمه الله.
2 – قول الطبراني باستواء ربنا على عرشه:
نقل الحافظ الذهبي في كتابه " العلو للعليّ العظيم " عن الطبراني في " كتاب السنة " له:
" باب ما جاء في استواء الله تعالى على عرشه، بائن من خلقه "،
ثم روى الطبراني أحاديث للدلالة على الباب.
3 – موقفه من الإمامين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وهجرانه أهل البدع لكلامهم فيهما:
قال ابن منده في " جزئه ":
وجدت عن أحمد بن جعفر الفقيه أبنا أبو عمر بن عبد الوهاب قال: سمعت أبا القاسم الطبراني رحمه الله يقول: لما قدم أبو علي بن رستم من فارس دخلت عليه، فدخل عليه بعض الكتاب فصبّ على رجله خمس مئة درهم فلما خرج قال: ارفع يا أبا القاسم هذا، فرفعته، فجعلت أحدث إلى أن دخلت أم عدنان ابنته فصبت على رجله خمس مئة درهم فقمت، فقال: إلى أين يا أبا القاسم؟ فقلت: قمت لأنك تقول إنما جلست لهذا، فقال: ارفع هذا أيضاً، فلما كان آخر أمره تكلم في أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما ببعض شيء، فخرجت من عنده ولم أعد إليه بعد.
فرحم الله تعالى أبا القاسم الطبراني ما أحسن سيرته وطريقته في هجران أهل البدع، فقد هجر أبا علي بن رستم بعد إنعامه عليه وأياديه لديه لما ظهر منه بعض شيء من حال أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما، لأن حبهما إيمان وبغضهما نفاق.
4 – إنكاره على الرافضة بدعهم:
كنت مريضا في بعض الحوانيت بمدينة شبام، فسمعت واحداً يقرأ هذه الآية: " إن عليًّا جمعه وقرأ به، فإذا قرأناه فاتّبع قراءته "، وأهلها كانوا من غلاة الشيعة، فأردت أن أرد عليه فمنعني بعض الغرباء عن ذلك وقال: أهل هذه المدينة كلها روافض، لو قلت شيئا لسعيت في إراقة دمك! الزم السكوت! اهـ.
(أوردها السمعاني في كتاب الأنساب (مادة: الشبامي) قال: حكي عن الطبراني أنه قال: ... فذكرها)
=======================
(1) نقلت ما بين القوسين من طبعة الشيخ حمدي السلفي الأخيرة لجزء ابن منده.
ـ[محمد معطى الله]ــــــــ[25 - 04 - 10, 07:02 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم، نُقول طيبة
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[26 - 04 - 10, 06:09 م]ـ
وإياكم يا أخي،
وإن شاء الله سأضيف ما يتيسّر من نقولات أُخَر عن عقيدة الإمام الطبراني رحمه الله.
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[26 - 04 - 10, 06:52 م]ـ
الحمد لله رب .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
جزاك الله تعالى خيراً أخي الحبيب:" أبو معاوية البيروتي ". ونفع بك، وهذا بحث نافع على صغره، بارك الله فيك.
أخوكم من بلاد الشام
ابو محمد السوري
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[28 - 04 - 10, 07:35 ص]ـ
بارك الله فيك يا أبا محمد،
5 – مؤلفات الإمام الطبراني في إظهار العقيدة السلفية والرد على أهل البدع:
أ - كتاب السنة (عشرة أجزاء).
قال حمد التويجري في شرح الفتوى الحموية:
الكتاب لا يزال مفقوداً، وقد حرص بعض إخواننا على جمعه لكن من خلال الكتب الأخرى، يأتي مثلاً إلى ما أورده الشيخ، يقول مثلاً: رواه الطبراني، ذكر الطبراني في كتاب (السنة) عن فلان عن فلان، ينقل هذا الشيء، فهو حاول، يعتبر أجود الموجود إلى أن يوجد الكتاب، شيخ الإسلام يحيل إليه كثيراً، وأيضا ابن القيم يحيل إليه كثيراً. اهـ.
وقال عبد الله الغنيمان في شرح كتاب التوحيد:
كتاب (السنة) للطبراني مفقود الآن لا وجود له؛ لأن هذا من الكتب التي أغاظت هؤلاء، فصاروا يتتبعون الكتب التي تؤلف في الرد عليهم ويحرقونها، بل يشترونها بغالي الأثمان ويحرقونها حتى لا توجد في الناس؛ لأنها تفضحهم. اهـ.
ب - كتاب بيان كفر من قال بخلق القرآن (جزء).
ج – كتاب الرد على المعتزلة (جزء).
د – الرد على الجهمية.
هـ – فضائل العلم واتباع الأثر وذم الرأي وأهله.
و - كتاب ذكر الخلافة لأبي بكر وعمر.
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[04 - 05 - 10, 08:02 م]ـ
ذكر الذهبي في مقدمة الأربعين البلدانية التي خرّجها من " المعجم الصغير " للطبراني،
فقال: وقد أفردت سيرته وذكرت أنه مات في سنة ستين وثلاث مئة ... . اهـ.
نقلته من كتاب د. بشار معروف " الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام " (ص 208).
وبما أن كتاب " السنة " للطبراني مفقود،
فلعل في" سيرة الطبراني " للذهبي نقولات أكثر عن عقيدة الإمام الطبراني السلفية،
فهل يوجد هذا الكتاب مطبوعاً أو مخطوطاً لنراجعه؟
¥