بارك الله فيكم شيخ عبد الله ونفه بكم. أنا أيضا رأيتُ ما رأيتَ في أن المشيئات معللة بالذات - أي بحياة الله سبحانه وقيوميته - وإنما تتعاقب أعيانها في الوجود لتوقف كل منها على ما انقضاء ما قبلها - لكنني أحتاج إلى مزيد التحقيق والتوثيق لهذا الفهم وليتنا فيه إمام يصرح بذلك لفظا ودلل عليه.
شيخ إبراهيم. . أحسن الله إليكم. . الأمر ليس كما ظننتم.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[08 - 05 - 10, 12:31 ص]ـ
علة الإرادة الحادثة هي كونه حيا عز وجل، والحي يلزم كونه فعالا، والفعل من المختار ـ الذي ليس موجبا بالذات على اصطلاح الفلاسفة ـ لا يكون إلا بالإرادة.
أما وجود الأول وانقضاؤه فهو شرط لحصول الثاني كوجود الوالد شرط لوجود الولد، وهو بمثابة اشتراط عدم أحد الضدين لوجود الضد الآخر.
أما وجه المناسبة بين العلة والمعلول فواضح إذ أن الحياة من لوازمها الفعل كما ذكرنا فلو عرى عن الفعل كان معطلا والمعطل كالجماد لا حياة فيه، والحي كامل الحياة لا يخلو عن الفعل فلزم أن تتعاقب إراداته لتتعاقب أفعاله، أما إن أردت وجه المناسبة بين العلة والمعلول يعني بين الإرادة والمراد، فهذا مما لا سبيل لتحصيله، كمن يسال لم خلق الله الشيء الفلاني على الهيئة الفلانية ولم يخلقه على الهيئة الفلانية، فهذا بحسب ما اقتضته حكمته عز وجل ولا يسئل عما يفعل وهم يسألون.
أما الفرق بين ابن ملكا والأبهري، فإن أبا البركات في المعتبر لا يرى قدم العالم كله كأغلب من يقول بقدم العالم، وإنما يرى قدم شيء منه فقط، وهو الأفلاك، ومنهم من يرى قدم جنس الحوادث مع الأفلاك أيضا، أما الحوادث التي تقوم بالأفلاك فيقولون تقوم بإرادات متعاقبة، فأخذ عليه شيخ الإسلام ذلك بأنه يقال إذا جاز أحداث الممكن بإرادة حادثة فإنه يستوي في ذلك الممكنات ومنها الأفلاك، فما يمنع من القول بإحداثها هي الأخرى بإرادة حادثة؟
واستدل عليه بالأبهري أنه فطن لهذا فجوز أن يحدث الجميع بإرادات متعاقبة لا إلى غاية في القدم.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[09 - 05 - 10, 12:35 ص]ـ
إرادة الله تبارك اسمه تابعة لحكمته، وحياته سبحانه مقتضية لإرادته التابعة لحكمته.
ـ[إبراهيم محمد عبد الله الحسني]ــــــــ[13 - 05 - 10, 12:06 ص]ـ
كقاعدة عامة: أغلب الإشكالات التي تطرح في أمر الصفات إما سفسطائية لا توصل إلى نتيجة وإما ناشئة عن عدم تصحيح المنطلق المنطقي للإشكال، وإما نابعة من التشبيه الخفي الذي لا يدركه حتى صاحبه المتلبس به ..
وأغلب بحوث الفلاسفة والمتكلمين من هذا القبيل.
وعند التجرد من كل ذلك وتحقيق المسألة سوف يتضح أنه لا إشكال أبدا ..
ولكن لا بد من التمعن وعدم الاستعجال والتحقيق وعدم التأثر بالطرح الفلسفي اللاعقلاني حتى وإن صور في المدارس والكتب على أنه عقلاني ويوصل إلى حقائق منطقية علمية.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[13 - 05 - 10, 10:36 ص]ـ
إذا قلنا إن صفة الحياة علة للإرادة الحادثة فاختصاص زمان دون زمان ومفعول دون مفعول بهذه الإرادة الحادثة يحتاج إلى مخصص وهو حقيقة ما يسأل عنه الأخ نضال .. إذ المسألة مفترضة في مراد بعينه لا في مرادات ناشئة عن إرادات متجددة هي من مقتضيات حياته سبحانه .. وحينئذ يقال هذا التخصيص هو سبب خارجي متعلق بحكمته يوجب اختصاص زمان دون زمان ومفعول دون مفعول بالإرادة ..
لذلك نقول إن ثمة ارتباط بين الحياة والحكمة والإرادة والقدرة ... فالإرادة المتجددة لحكمة علمها ينتج عنها حصول المراد مع اتصافه بالقدرة التامة على الفعل. ولي عودة بحول الله
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[13 - 05 - 10, 10:41 ص]ـ
نعم بارك الله فيك
أما إن أردت وجه المناسبة بين العلة والمعلول يعني بين الإرادة والمراد، فهذا مما لا سبيل لتحصيله، كمن يسال لم خلق الله الشيء الفلاني على الهيئة الفلانية ولم يخلقه على الهيئة الفلانية، فهذا بحسب ما اقتضته حكمته عز وجل ولا يسئل عما يفعل وهم يسألون.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[13 - 05 - 10, 10:54 ص]ـ
أما السؤال عن صفة الإرادة هل هي ذاتية أو فعلية فبالتلازم المذكور بين الإرادة والحكمة يتضح الجواب ...
فالإرادة من حيث أصلها هي صفة ذاتية لا تنفك عن ذات الباري وهذا ما نفيته أنت في إجابتك لسؤالك ونفيك هذا خطأ محض _بارك الله فيك_ لأن اتصافه بالإرادة أزلا لا يمنع تجدد إراداته وفقا لما ذكرته من التلازم المذكور .. فبهذا يتضح أن الإرادة ذاتية باعتبار فعلية باعتبار آخر والقول بأنه لم يكن مريدا ثم أصبح مريدا قول باطل .. وإن كنت تظن أن الإرادة تستلزم حدوث المراد وهذا الثاني يمتنع قدمه فيلزم نفي الإرادة القديمة فهذا قول باطل كذلك في مقابلة قول الأشعرية الذين قالوا إن إرادته قديمة لكل مراد حادث ..
والصواب أنه مريد أزلا وإرادته تستلزم فعله لكن لا نسلم بأن مراده المخلوق أو المفعول قديم بقدمه إذ القول بأن العلة تقران المعلول في الزمان قول باطل أبطله شيخ الإسلام في غير موضع وعلى هذا فالمسألة تتخرج على القول بحوادث لا أول لها. والله أعلم
ولي عودة لاحقا بحول الله
¥