تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ينقدح في نفسه من هذه المسائلة شئ! فهذا أمر عجاب!!، على أن الخلاف فيها قد أخذ زخرفه وتمنيقه لكنه لا ينطلي على صاحب سنة وأثر! قد وفقه الله أتباع الحق فيما بحثه في هذه المسائلة ونظر؛ وحتى القائلين بعدم حجية قول الصاحب يأبي الله إلا أن يظهر الحق، ومن أفواههم ندين، فالحق أبلج والباطل لجلج!!!.، فقد صرح الوارجلاني من الإباضية .. بقوله ((لا تقليد إلا لصاحب هذا القبر (يعني النبي صلى الله عليه وسلم) وأما الصحابة فهم أولى بالاتباع لعهدهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما التابعون فهم رجال ونحن رجال!!)) اهـ.

وعموماً فالمسائلة ذات خالف بين العلماء وفيها الأخذ والرد غير أن الحق فيها واضح كالشمس في رابعة النها ر لكل موفق .. والموفق من وفقه الله

أولاً: مما لا شك فيه أن أقوال الصحابة لها منزلة كبيرة عند الأمة، وقد اختلف العلماء في حجية قول الصحابي على غير الصحابي إلى أقوال، فذهب الشافعي في قول قد حكاه عنه من بعده غير واحد أن قول الصاحب ليس بحجة؛ غير أن مذهبه في القديم والجديد الأخذ بقول الصاحب وقد حكى ذلك أبن القيم في إعلام الموقعين وقد ذهبت طائفة بأنه حجه وليس إجماع، و قال شرذمة من المتكلمين وبعض الفقهاء المتأخرين لا يكون حجة ولا إجماعاً.

بينما ذهب آخرون إلى أن قول الصحابي حجة وإجماع وبه قال أحمد وهو المشهور والمنصوص عنده وأحتج به أئمة الأحناف ونقل عن مالك، وقال به الشافعي في القديم والجديد؛ وهذا هو الحق المبين؛ ولأشفي بحول الله عليلك واروى غليلك فدونك التفصيل وهذا ثانياً:

أن القران جاء وقد بينته السنة وأن السنة قد بينها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ومن نقل إلينا هذه السنة؟ أليس هم أعدل الخلق بعد نبينا عليه أفضل الصلاة والتسليم والذين عرفوا المراد وتحروا بالقول عن الرسول أشد التحري وأبلغه وإن قالوا فلا عن هوى يقولون، وأن أفتوا فهذا ما الله به يدينون؛ ومع ذلك تأتي السنة: وقل إلا تجد للحديث الواحد، عدة أفهام، فهذا يفهم كذا وذاك يفهم فهماً أخر إما لنظرة لغوية، أو لأصل وضابط له في مذهب معين وهكذا. وذكر أبن قيم الجوزيّة رحمه الله في إعلام الموقعين ص30 - 31 أن من مذهب الأمام أحمد رحمه الله وأصوله التي بنى عليه المسائل واعتمدها بعد النص الصحيح ما أفتى به الصحابة فإذا وجد لبعضهم فتوى لا يعرف له مخالف منهم فيها لم يعدها إلى غيرها ولم يقل أن ذلك إجماع بل من ورعه في العبارة يقول لا أعلم شيئا يدفعه وإذا وجد ا لإمام أحمد هذا النوع عن الصحابة لم يقدم عليه عملا ولا رأيا ولا قياسا.

ولأبن قيم الجوزيّة رحمه الله كلام نفيس في إعلام الموقعين في هذا الخصوص ومنه قوله ص 147 - 148 ج4: ((إن الصحابي إذا قال قولا أو حكم بحكم أو أفتى بفتيا فله مدارك ينفرد بها عنا ومدارك نشاركه فيها فأما ما يختص به فيجوز أن يكون سمعه من النبي صلى الله عليه وأله وسلم شفاها أو من صحابي أخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن ما انفردوا به من العلم عنا أكثر من أن يحاط به فلم يروي كل منهم كل ما سمع وأينما سمعه الصديق رضي الله عنه والفاروق وغيرهم من كبار الصحابة إلى ما رووا، فلم يروي عنه صديق الأمة مائة حديث وهو لم يغب عن النبي صلى الله عليه وسلم في شي من مشاهده بل صحبه من حين بعث بل قبل البعث إلى أن توفى وكان أعلم الأمة به صلى الله عليه وأله وسلم بقوله وفعله وهديه وسيرته وكذلك اجلة الصحابة روايتهم قليلة جدا بالنسبة إلى ما سمعوه من نبيهم وشاهدوه ولو رووا كلما سمعوه وشاهدوه لزاد على رواية أبي هريرة أضعاف مضاعفة فإنه إنما صحبه نحو أربع سنين وقد روى عنه الكثير، فقول القائل لو كان عند الصحابي في هذه الواقعة شي عن النبي صلى الله عليه وسلم لذكره قول من لم يعرف سيرة القوم وأحوالهم فإنهم كانوا يهابون الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم ويعظمونها ويقللونها خوف الزيادة والنقص ويحدثون بالشي الذي سمعوه من النبي صلى الله عليه وأله وسلم مرارا ولا يصرحون بالسماع ولا يقولون قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم ولا ريب أنهم كانوا أبر قلوبا وأعمق علما وأقل تكلفا وأقرب إلى أن يوفقوا لما لم نوفق له نحن لما خصهم الله به من توقد الأذهان وفصاحة اللسان وسعة العلم وسهولة الأخذ وحسن الإدراك

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير