تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد اقتضب كتابه التنقيح من كتابه الكبير الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف، الذي يعتبر بمثابة شرح للمقنع وقد استوعب ما أمكن الروايات في المذهب ومصادرها وحوى بين دفتيه ما سبقه من أمهات كتب المذهب متناً وشرحاً وحاشية وحوى اختيارات وترجيحات الشيوخ المعتمدين في المذهب فصار دليلاً لتصحيحات شيوخ المذهب المعتمدين قبله.

وحرر المذهب رواية وتخريجاً وتصحيحاً وتقييداً وقد اختصره في كتابه التنقيح الذي يعد خدمة عظيمة لكتابين أحدهما الإنصاف والآخر المقنع.

فهو تصحيح للمقنع في الإطلاق والتقييد والتوضيح والتنبيه على ما ليس من المذهب.

واختصار لتحرير الروايات في الإنصاف وجعله على القول الراجح في المذهب (17).

وقال ابن بدران عن التنقيح: [ثم اقتضب منه – أي من الإنصاف – كتابه المسمى بالتنقيح المشبع في تحرير أحكام المقنع فصحح فيه الروايات المطلقة في المقنع وما أطلق فيه من الوجهين أو الأوجه وقيد ما أخل به من الشروط وفسر ما أبهم فيه من حكم أو لفظ واستثنى من عمومه ما هو مستثنى على المذهب حتى خصائص النبي e .

وقيد ما يحتاج إليه مما فيه إطلاقه ويحمل على بعض فروعه ما هو مرتبط بها وزاد مسائل محررة مصححة فصار كتابه تصحيحاً لغالب كتب المذهب] (18).

ويعتبر كتاب التنقيح أول الكتب المعتمدة في المذهب الحنبلي لدى المتأخرين (19).

وقد لقي كتاب التنقيح عناية فائقة من علماء المذهب ووضعت عليه عدة حواش وجمع بينه وبين غيره من المختصرات.

إذا عرفنا أن أصل كتاب منتهى الإرادات هو المقنع والتوضيح فماذا عمل ابن النجار لما جمع بين الكتابين في كتابه منتهى الإرادات في الجمع بين المقنع والتنقيح وزيادات: [فبعد أن وضع أبو محمد موفق الدين ابن قدامة متنه المشهور " المقنع " لقي قبولاً كبيراً داخل المذهب لكونه جاء على قول واحد هو الراجح في المذهب وتميز عن الكتب التي سبقته بأنه أوضح منها إشارة وأسلس عبارة وأجمع تقسيماً وتنويعاً كما أنه حوى غالب أمهات مسائل المذهب على توسط حجمه ومن هنا تناوله الحنابلة بالتآليف كالشروح والتعليقات التي تبيّنه وكتب اللغة التي توضح مصطلحاته وحدوده، وكتب التخريج التي تخرج أدلته وهذا الكتاب – وإن كان يعتبر نقلة علمية في المذهب – إلا أنه كان بحاجة إلى تحرير أكثر وتصحيح، فقد أطلق مؤلفه رحمه الله الخلاف في كثير من مسائله بصيغ متفاوتة أوصلها بعضهم إلى ما يزيد على ثلاثين صيغة ولم يفصح فيها بتقديم حكم. كما أنه قطع بمسائل وقدمها على أنها المذهب وهي غير الراجح في المذهب وأخلّ ببعض القيود والشروط الصحيحة في المذهب إضافة إلى أن عبارته كانت بحاجة إلى إعادة نظر لما فيها من عموم أو إطلاق أو خلل لهذه الأسباب وغيرها كانت الحاجة ماسة لأن يوجد كتاب يتمم ويكمل النقص الذي في هذا المتن الشهير.

فجاء مجدد المذهب القاضي علي بن سليمان المرداوي ليسد هذا النقص بكتابه " التنقيح المشبع في تحرير أحكام المقنع " فعالج أغلب ما كان ينتقد على متن المقنع حتى كان كما قال عنه الشويكي رحمه الله: " أجل كتاب اجتهد في جمعه وأتى بالصواب وأراح كل قاض ومفت من الأتعاب وسهّل لهم معرفة المذهب وقرّب لهم المقصد والمطلب " ومن هنا اشتهر هذا الكتاب لدى أعيان المذهب باسم " التصحيح " وسمي مؤلفه " بالمصحح " لأنه صحح المقنع في مسائله وعباراته ومع هذا العمل الجليل الذي قدمه المرداوي للمذهب إلا أنه رحمه الله ترك مسائل كثيرة في كتابه فلم يتناولها في التصحيح، كما أنه أسقط من كلام موفق الدين ابن قدامة أشياء كان يجب المحافظة عليها وبقاؤها مثل الشروط والقيود والاستثناءات الصحيحة في المذهب.

كما أنه – رحمه الله – كان يحيل الحكم في بعض الأحيان على المقنع ويطلقه من غير تقييد.

فلهذه المقتضيات وغيرها ظهرت الحاجة الشديدة للجمع بين هذين الكتابين حتى يتم المقصود في وجود متن يعتمد القول الصحيح في المذهب بعبارة سليمة واضحة المقصود. فظهرت لهذه المهمة الشاقة – الجمع بين المقنع والتنقيح – فيما أعلم ثلاث محاولات:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير