7. ما رواه البخاري في صحيحه (482) من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: " صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إحدى صلاتي العشي فصلى بنا ركعتين ثم سلم فقام إلى خشبة معروضة في المسجد فاتكأ عليها كأنه غضبان ووضع يده اليمنى على اليسرى وشبك بين أصابعه ووضع خده الأيمن على ظهر كفه اليسرى وخرجت السرعان من أبواب المسجد "
وجه الدلالة: في قول أبي هريرة – رضي الله عنه -: " فقام إلى خشبة معروضة في المسجد "، وفي رواية عند مسلم: " ثم أتى جذعاً في قبلة المسجد فاستند إليها " فيه دلالة على مشروعية انتقال الإمام أو المصلي من البقعة التي صلى فيها إلى أي مكان في المسجد.
8. ما أخرجه أبو داود في السنن (1119) من حديث ابن عمر – رضي الله عنهما – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: " إذا نعس أحدكم وهو في المسجد فليتحول من مجلسه ذلك إلى غيره " (صحيح الجامع للألباني).
وجه الدلالة: أمر النبي – صلى الله عليه وسلم – المصلي أن يعتدل في جلسته وأن يتحول من مكانه ومجلسه إذا غلب عليه النعاس، وهذا فيه مشروعية الانتقال والتحول إلى أي مكان في المسجد خاصة إذا كان يفضي إلى مزيد من الخشوع وحضور القلب، ويقاس عليه من كان به أذى وألم في ركبتيه أو ظهره ومكثه في نفس المكان الذي صلى فيه يشعره بمزيد من التعب وعدم حضور القلب أثناء الذكر، فإنه يستحب له أن يتحول من مكانه إلى أي مكان آخر في المسجد.
9. ما رواه مالك في الموطأ (385) عن نعيم بن عبد الله المجمر أنه سمع أبا هريرة يقول" إذا صلى أحدكم ثم جلس في مصلاه لم تزل الملائكة تصلي عليه اللهم اغفر له اللهم ارحمه فإن قام من مصلاه فجلس في المسجد ينتظر الصلاة لم يزل في صلاة حتى يصلي ".
وجه الدلالة: أن المصلي إذا صلى في المسجد ثم انتقل إلى أي موضع آخر من المسجد ولم يخرج منه فإن الملائكة تدعو له مادام ينتظر الصلاة.
ثانياً: القول الثاني: أخذوا بظاهر بعض الأحاديث وجعلوا الأجر والثواب فقط لمن التزم البقعة التي صلى فيها، وأنه متى ما انتقل منها، فإنه لا يدخل في معنى الحديث، ويمكن لأصحاب هذا الرأي الاحتجاج بالأحاديث الآتية:
1. ما رواه الطبراني في الأوسط (5598) من حديث ابن عمر – رضي الله عنهما – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: " من صلى الصبح، ثم جلس في مجلسه حتى تمكنه الصلاة، كان بمنزلة عمرة وحجة متقبّلتين " قال الألباني – رحمه الله -: " صحيح لغيره " [3].
وجه الدلالة: قوله – صلى الله عليه وسلم -: " ثم جلس في مجلسه " يدل على أن الثواب يتحقق فيمن لزم مكانه بعد الصلاة، ومفهوم المخالفة يقتضي بأن من تحول عن مكانه فإنه لا ينال هذا الثواب.
2. ما رواه الطبراني من حديث ابن عمر – رضي الله عنهما – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: " من صلى صلاة الصبح في جماعة، ثم ثبت حتى يسبح لله سبحة الضحى، كان كأجر حاج ومعتمر، تاما له حجه وعمرته " قال الألباني:" حسن لغيره "
وجه الدلالة: قوله – صلى الله عليه وسلم -: " ثم ثبت " فيه تصريح من النبي – صلى الله عليه وسلم – على تعين التزام المكان الذي وقعت فيه صلاة الفريضة، وأن من تحول إلى مكان غيره فإنه لم يحقق هذا الشرط ومن ثم عدم وقوع المشروط.
3. ما رواه مسلم في صحيحه (670) من حديث جابر بن سمرة – رضي الله عنه – أنه قال: " كان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حسنا "
وعند أبي داود (4850) " كان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا صلى الفجر تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس حسناً ".
وجه الدلالة: قول جابر بن سمرة – رضي الله عنه – كان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا صلى الفجر تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس، فيه دلالة أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان لا يتحول من مكانه الذي صلى فيه.
¥