تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال مالك: «وهو الأمر عندنا بالمدينة: أن البُرَّ (الحنطة) والشعير جِنسٌ واحدٌ، لتقارب المنفعة». فقال ابن حزم: «القِطُّ أفقه من مالك! فإنه إذا رميت له لقمتان إحداهما شعير، فإنه يذهب عنها و يُقبِلُ على لقمة البُر». ومما نقموا عليه كذلك فتواه بجواز إتيان المرأة في دبرها، وكان يفعل ذلك بنفسه. إذ أخرج الخطيب في "رواة مالك" عن أبي سليمان الجرجاني قال: سألت مالك بن أنس عن وطء الحلائل في الدبر، فقال لي: «الساعة غسلت رأس ذَكَري منه». وأخرج ابن جرير في كتاب النكاح من طريق يونس عن ابن وهب عن مالك: أنه مباح. وهذا إسناد صحيح لا مجال لإنكاره. وقد اشتهر مالك بهذا حتى قيلت به الأشعار. فذكر الراغب الأصفهاني في "محاضرات الأدباء" (2

268) أن همام القاضي أراد أن يطأ امرأة في دبرها على مذهب الإمام مالك، فنظم لها رغبته في هذه الأبيات:

ومَذعورةٍ جاءتْ على غيرِ موعدٍ * تقنَّصْتُها والنَّجمُ قد كادَ يطلعُ

فقلتُ لها لما استمرَّ حديثُها * ونفسي إلى أشياءَ منها تَطَلَّعُ

أَبِيْني لنا: هل تُؤمِنين بمالكٍ؟ * فإني بِحُبِّ المالكيَّةِ مُولَعُ

فقالتْ: نَعَمْ إني أدينُ بدينِهِ * ومذهبُه عَدلٌ لديَّ ومُقْنِعُ

فبِتْنا إلى الإصباحِ ندعو لمالكٍ * ونُؤْثرُ فتياهُ احتساباً ونتبعُ

وقبيل وفاته كان مالك كثير الندم، وكان يبكي لأنه كان يفتي برأيه. وقال –رحمه الله– لصاحبه في مرض موته: «يا ابن قعنب، ومالي لا أبكي؟ ومن أحق بالبكاء مني؟ والله لوددت أني ضُرِبتُ في كل مسألة أفتيت بها برأيي سُوطاً سوطاً. وقد كانت لي السَّعةُ فيما قد سَبقتُ إليه. وليتني لم أُفتِ بالرأي». انظر: وفيات الأعيان (4\ 137)، والإحكام في أصول الأحكام لابن حزم (6\ 224)، وجامع بيان العلم وفضله (2\ 1072).

بعد موت مالك أسس تلامذته مذهبه وأصبح لمالك مذهب دون أن يدري أنه سيخلد كصاحب مذهب، ففي الوقت الذي مات فيه مالك نادماً على الفتاوى التي أفتاها جُمعت تلك الفتاوى وفق مذهب سُمي باسمه على يد تلامذته (خاصة من الأفارقة والأندلسيين). وكما أجرى تلامذة أبو حنيفة تعديلات على مذهبه، فعل كذلك تلامذة مالك تعديلات على مذهبه، أمثال أسد بن الفرات وعبد الملك بن حبيب ومحم بن إبراهيم بن زياد الإسكندري (انظر مقدمة ابن خلدون ص377).

قال شيخ الإسلام في مجموع فتاواه: «ومعلومٌ أن مدوّنة ابن القاسم، أصلها مسائل أسد بن الفرات التي فرعها أهل العراق. ثم سأل عنها أسد ابن القاسم، فأجابه بالنقل عن مالك، وتارة بالقياس على قوله. ثم أصَّلَها في رواية سحنون. فلهذا يقع في كلام ابن القاسم طائفة من الميل إلى أقوال أهل العراق، وإن لم يكن ذلك من أصول أهل المدينة. ثم اتفق أنه لما انتشر مذهب مالك بالأندلس، وكان يحيى بن يحيى عامل الأندلس والولاة يستشيرونه، فكانوا يأمرون القضاة أن لا يقضوا إلا بروايته عن مالك، ثم رواية غيره. فانتشرت رواية ابن القاسم عن مالك لأجل من عمل بها. وقد تكون مرجوحة في المذهب وعمل أهل المدينة والسنة، حتى صاروا يتركون رواية الموطأ –الذي هو متواتر عن مالك وما زال يحدث به إلى أن مات– لرواية ابن القاسم».))

و أترك التوجيه لمشايخ الملتقى

و اسأل الله تعالى أن يحفظ علينا هيبة أئمتنا، و أن يرفع ذكرهم في الأمة حاضرها و مستقبلها، و أن يحفظ لنا ديننا بحفظه

اللهم آمين

ـ[محمد عبادي]ــــــــ[11 - 06 - 04, 02:26 ص]ـ

أين الرابط؟؟

ـ[محمد رشيد]ــــــــ[11 - 06 - 04, 03:44 ص]ـ

يرسله لك الأخ أبو حمزة الأفريقي؛ فقد ألغيته بعد نقل ما فيه

و أظن دخول موقع الشيخ الأمين يسهل الوصول

ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[11 - 06 - 04, 08:20 ص]ـ

حسبنا الله ونعم الوكيل. لعلها كانت خطبة جمعة

ـ[محمد رشيد]ــــــــ[11 - 06 - 04, 11:24 ص]ـ

خطبة جمعة!!

تقصد أن هذه الترجمة ما هي إلا تفريغ لخطبة جمعة

تريد أن أن هذا الكلام قيل في الإمام مالك رضي الله عنه على المنبر؟؟!!!

إنا لله و إنا إليه راجعون

و أنا الذي ساءني و خشيت منه وهو يطرح للطلبة على الشبكة!!!

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 06 - 04, 12:02 م]ـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير