وإلا فما فائدة: كلام العلماء حول نسخ اللغة بالعرف أو ما شابه من الأبحاث؟
وهذا واضح ظاهرٌ بارك الله فيك.
ثم إنكار اللحن جملة وتفصيلاً من عصر هؤلاء لم أنكره أنا كما فهمته من كلامكم، وأرجو أن أكون أصبت فهمكم.
وإنما الحديث عن مالك خاصة كما قدمته لكم.
وأما تفريقي بين اللهجات فهو مما لا ينازع فيه أصلا، ولذا استشكلت قولكم: ((ولغة أهل المدينة وهذا لا معنى له في ميزان أهل اللغة فهذا ضعف في الرد)) أهـ
ولم يظهر لي مرادكم هنا، وأنا أستبعد جدًا أن يكون المراد إهدار الفرق بين لغات العرب ولسانها؛ لأن هذا معلوم للكافة لا ينكره مثلكم، ولذا استشكلته وحاولت تفسيره مرادكم مرارًا فلم أستطع، والأفهام أرزاق على كل حال.
ومع هذا فلابد من اعتبار معنى اللحن وكيفيته ومنزلته من خلال ملابسات الزمان وتدهور الحال اللغوي لدى المسلمين عما كان.
وأما كلامي ((حول معرفة اللغة العربية واشتراط ذلك في الفقيه مثلاً هذا ليس هكذا بإطلاق)) هكذا عبارتكم بحروفها، وبناءً على اشتراط ذلك الذي قررته أنتم وفهمته من كلامي بدأتم بالرد وبيان الأمثلة.
ولو رجعتَ مشكورًا إلى كلامي لوجدت في عباراتي ما نصه: ((أن يتفضل الأخ محمد ببيان شروط الفقيه التي [ينبغي] توافرها فيه، وهل من شروطه أن يكون عالمًا بما [يقيم اللسان] أم لا؟
[ولم أقل: أن يكون نحويًّا] كما قال الأخ في كلامه الأخير [حتى لا يستدرك عليَّ بعدم اشتراط أن يكون الفقيه مثل سيبويه] ......... حسب معرفتي وما رأيته في كتب الفقهاء والأصوليين: أنه لابد من [توفر ما يقيم اللسان، ويؤدِّي إلى فهم النصوص، وتحرير المعاني والألفاظ، وليس مرادًا أن يكون الفقيه سيبويه عصره]، لكن كلامهم دالٌّ على أن [المبرَّز في الفقه هو ذلك المبرّز في علوم الآلة وأهمها معرفة لغة العرب] .... كيف يستطيع مثل هذا الرجل أن يكون [مبرزًا في الفقه، إلى حدِّ أن يشتهر به، فيستحق النِّسْبة إليه؟] ولا ننكر أن يفهم [العامي] بعض الأحكام من القرآن والسنة [بسليقته دون عناءٍ أو معرفة بلغة أو حديث أو فقه]، لكن المراد هنا: الكلام على [حاجة الفقيه لمعرفة لغة العرب]، ثم الإشارة إلى [مدى تأثير درجة هذه المعرفة على مكانته ومنزلته الفقهية] .. )).
فهذه عباراتي أخي الكريم بارك الله فيك، وأظن أن لا اختلاف بإذن الله تعالى بينها وبين ما تريد إثباته، بل زدتُ أنا على ما تفضلتم به إمكانية أن يفهم العامي بعض الأمور بسليقته دون لغة، لكن لا يعني هذا بالطبع أن يكون مبرزًا في الفقه أو يُنْسب إلى الفقه.
فالكلام في هذه الجزئية أخي الكريم بارك الله فيك: على حاجة الفقيه لمعرفة لغة العرب، وبيان مدى تأثير معرفته باللغة على بروزه في الفقه.
وهذا مما لا إشكال فيه بإذن الله، وأنت قد أردت إثبات ذلك، فلعل عبارتي السابقة لم تأتِ إليك بمرادي، والتعبير عن المراد من نعم الله التي لا يُؤْتيها كل أحد.
أما قضية النص الذي نقله الكوثري فقد ذهلت ساعة كتابة المشاركة عن مراجعة كلام الشيخ المعلمي رحمه الله تعالى، وقد كفيتني هذا بما ذكرتَه، ثم تفضل أخونا الفاضل الفهم الصحيح زاده الله فهمًا وبارك فيه فنقل كلام الشيخ المعلمي رحمه الله.
وأنت ترى الأخ الأمين يلمز الإمام مالك رحمه الله باللحن، ثم هو يلحن في صياغة كلامه هو الآخر على ما أفاده أخونا الفهم الصحيح حفظه الله في ملاحظته الثانية من مشاركته السابقة هنا.
فالمعصوم من عصمه الله عز وجل، فلم يكن هناك ما يدعو لهذا، ولكن ليقضي الله أمرًا كان مفعولا.
فالحمد لله الذي شرفك وإيانا وجميع أهل السنة بالسنة الكريمة، والحمد لله رب العالمين.
وأشكرك على عنايتك بقراءة ما كتبته.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[17 - 06 - 04, 06:59 ص]ـ
قال الأخ الفاضل عصام البشير: "وتعصب المالكية المتأخرين معروف، وقد عرفنا من رد عليهم بل كاد أن يكفرهم كالشيخ أحمد الغماري، ولكن ما سمعنا أحدا منسوبا إلى العلم يرد عليهم بجمع 'نقائص ومثالب' الإمام مالك"
ومن قال أن هذا المقال هو عن مثالب الإمام مالك؟ سبحان الله!
¥