تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ هَذَا.

قلت: ولو أن هذا الكلام صحيح لما اشتاق المجاهد في سبيل الله للموت, فكيف يكره الموت وهو يبحث عنه بل ويخترق الصفوف لكي يقتل في سبيل الله.

الرد: إن المجاهد لا يشتاق للموت بل يشتاق لما بعد الموت من جزاء الشهادة، ألم تقرأ قول الله تعالى (

كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (البقرة:216)

قال السعدي:

أمرهم الله تعالى بالقتال وأخبر أنه مكروه للنفوس لما فيه من التعب والمشقة وحصول أنواع المخاوف والتعرض للمتالف ومع هذا فهو خير محض لما فيه من الثواب العظيم والتحرز من العقاب الأليم والنصر على الأعداء والظفر بالغنائم وغير ذلك مما هو مرب على ما فيه من الكراهة " وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم " وذلك مثل القعود عن الجهاد لطلب الراحة فإنه شر لأنه يعقب الخذلان وتسلط الأعداء على الإسلام وأهله وحصول الذل والهوان وفوات الأجر العظيم وحصول العقاب، وهذه الآيات عامة مطردة في أن أفعال الخير التي تكرهها النفوس لما فيها من المشقة أنها خير بلا شك وأن أفعال الشر التي تحب النفوس لما تتوهمه فيها من الراحة واللذة فهي شر بلا شك، وأما أحوال الدنيا فليس الأمر مطردا ولكن الغالب على العبد المؤمن أنه إذا أحب أمرا من الأمور فقيض الله [له] من الأسباب ما يصرفه عنه أنه خير له فالأوفق له في ذلك أن يشكر الله ويجعل الخير في الواقع لأنه يعلم أن الله تعالى أرحم بالعبد من نفسه وأقدر على مصلحة عبده منه وأعلم بمصلحته منه كما قال [تعالى:] " والله يعلم وأنتم لا تعلمون " فاللائق بكم أن تتمشوا مع أقداره سواء سرتكم أو ساءتكم.اهـ

قلت: وقول النبي صلى الله عليه في الحديث المتفق عليه:" والذي نفس محمد بيده لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل ثم أغزو فأقتل ثم أغزو فأقتل".

الرد: الحديث واضح (أقتل في سبيل الله) فليس فيه تمنى مجرد الموت بل فيه ما قاله النووي:

فِيهِ: تَمَنِّي الشَّهَادَة وَالْخَيْر , وَتَمَنِّي مَا لَا يُمْكِن فِي الْعَادَة مِنْ الْخَيْرَات.اهـ

واخيرا: أما معنى التردد في حق الله سبحانه وتعالى فلا تحتاج لكل هذا التأويل بل نفس الحديث يبين المعنى

فالإنسان كل إنسان يكره الموت كما تقدم في حديث عائشة فلا يريد الله أن يسيء عبده المؤمن فلا يميته إلا بعد أن يبشره بالجنة فيحب لقاء الله، وهو لا يكون إلا بالموت وهذا هو معنى حديث عائشة رض الله تعالى عنها، فإذا جمعت حديث التردد مع حديث عائشة علمت معنى التردد بالنسبة لله سبحانه وتعالى.

واضرب لك مثال:

هناك مريض لابد أن يأخذ الحقنة، ولكنه يخاف من ألم الإبرة، وهو يحب أن يشفى، ثم يأتي الطبيب ليعطيه الإبرة فيلاعبه ويضاحكه حتى يعطيه الإبرة بدون أن يشعر لأنه يكره أن يسئية ولابد له من الإبرة، بخلاف طبيب آخر يعطية الإبرة غفلة فيسئه ولله المثل الأعلى.

وأخيرا: أنا لم أقصد الأخ أبا غازي وحده ولكن أطلب من الجميع نصحي في هذا الكلام إن كنت مخطأ وجزاكم الله خيرا.

ـ[أبو غازي]ــــــــ[24 - 08 - 04, 01:04 ص]ـ

الأخ العزيز إسلام بن منصور ..

ما الذي جعلك يا أخي تنتقدني لأني قلت اسم البخاري بغير رحمه الله أو الإمام أو لقب من الألقاب؟ أظن أنه لا داعي لمثل هذا ولا يستطيع أحد أن يُلزم الآخر بتلقيب العالم .. والترحم عليه ... حبه واحترامه في قلوبنا فتارة نترحم عليه وتارة نذكر اسمه خالياً لأننا نكون على عجالة, وليس معناه أننا نبغضه ولا نحترمه؟!! فلا داعي لاستدراكك هذا!!

وبالنسبة للتقليد ... فلله الحمد لست مقلداً ولا أرضى لنفسي أن أكون مقلداً أو أعبد الله على تقليد.

الكل يصيب ويخطئ إلا نبينا عليه الصلاة والسلام ... والبخاري رحمه الله ليس معصوماً.

وإن كنت أخي الحبيب تقلد الإمام البخاري رحمه الله فلا داعي للنقاش لأنك لن تدع تصحيحه وإن علمت أن راوي هذا الحديث رافضي يطعن في صحابة رسول الله ...

انظر ما قال فيه أئمة الجرح والتعديل: (أقوال الجرح)

قال ابن سعد: كان متشيعا منكر الحديث، فى التشيع مفرطا، و كتبوا عنه للضرورة.

قال الجوزجانى: كان شتاماً معلنا لسوء مذهبه. (وهذا قدح في عدالته)

قال الأعين: قلت له: عندك أحاديث فى مناقب الصحابة؟ قال: قل فى المثالب أو المثاقب ـ يعنى بالمثلثة لا بالنون ـ. (أي المعايب)

و حكى أبو الوليد الباجى فى " رجال البخارى " عن أبى حاتم أنه قال: لخالد بن مخلد أحاديث مناكير و يكتب حديثه.

قال عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه: له أحاديث مناكير.

وكما تعلم الجرح المفسر مقدم على التعديل.

والحديث مخرج في باب التواضع ولا علاقة بين التواضع وهذا الحديث المنكر.

ولا تنس النظر في ترجمة شريك.

والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير