تغيُّر العرف
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[02 - 09 - 04, 01:56 ص]ـ
من غرائب الأعراف!
ذكر ابن بطوطة في رحلته:
أن السلطان " منسى موسى " لما وصل إلى أحد الخلجان، كان معه قاضٍ من البيضان ـ يعني أنه أبيض البشرة ـ يكنى بأبي العباس، ويعرف بالدكالي، فأحسن إليه بأربعة آلاف مثقال لنفقته.
فلما وصلوا إلى "ميمة" ـ بلدة ـ، شكا إلى السلطان بأن الأربعة الآلاف مثقال سُرقت من داره.
فاستحضر السلطان أمير ميمة، وتوعده بالقتل إن لم يحضر من سرقها. وطلب الأميرُ السارقَ فلم يجد أحداً، ولا سارقَ يكون بتلك البلاد.
فدخل دار القاضي، واشتد على خدامه، وهددهم. فقالت له إحدى جواريه: ما ضاع له شيء، وإنما دفنها بيده في ذلك الموضع، وأشارت له إلى الموضع. فأخرجها الأمير، وأتى بها السلطان، وعرفه الخبر.
فغضب السلطان على القاضي، ونفاه إلى بلاد الكفار "الذين يأكلون بني آدم"، فأقام عندهم أربع سنين، فلم يتعرضوا له، ثم إنه رده إلى بلده.
يقول ابن بطوطة ـ معلِّلاً ـ: وإنما لم يأكله الكفار " لبياضه "، لأنهم يقولون: إن أكلَ الأبيض مضرٌّ، لأنه لم ينضج، والأسود هو النضج بزعمهم!
اهـ كلام ابن بطوطه.
""""""""""""""""
قلت: يبدو أن هذا العرف قد تغيَّر في عصرنا الحاضر، فقد أخبرني أحد الدعاة الأفاضل من إخواني؛ أنه كان في بلدٍ إفريقي، وأن تلك القبائل المتوحشة قد التهمت اثنين من العلوج البيض، كان قد رآهما هنالك، في حين أنهم ردوا صاحبي ولم يتعرضوا له!
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[02 - 09 - 04, 02:12 ص]ـ
تتمة ...
وقد زعَمَ ابن بطوطه أنه:
قَدِمَتْ على السلطان "منسَى سليمان" جماعةٌ من هؤلاء السودان الذين يأكلون بني آدم، معهم أمير لهم.
وعادتهم أن يجعلوا في آذانهم أقراطاً كباراً، وتكون فتحة القرط منها نصف شبر، ويلتحفون في ملاحف الحرير.
فأكرمهم السلطان، وأعطاهم في الضيافة خادمةً، فذبحوها! وأكلوها!، ولطخوا وجوههم وأيديهم بدمها!، وأتوا السلطان شاكرين!
قال: وأُخبِرْتُ أن عادتهم متى ما وفدوا عليه أن يفعلوا ذلك!!