تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[19 - 02 - 05, 03:30 ص]ـ

أخي الفاضل المتمسك بالحق - لا زلت موصولا بكل خير -:

قولك: أيضا الأخ ابو غازي يتكلم عن (أنتشار المذهب) والأخ الفهم الصحيح يتكلم عن (بقاء المذهب) وبينهما فرق لايخفى.

قلت: نعم هناك فرق في ظاهر اللفظ، ولكن شيخي الفاضل أنا أعنى انتشار المذهب وبقاءه، وقد كتبت ذلك استعجالا ولم أدقق، والمقصود الحديث عن انتشار المذهب المالكي من قزوين شرقا إلى الأندلس والمغرب الأقصى غربا، و في شرق وغرب ووسط أفريقيا، ثم انحساره عن بعض ذلك.

وقولك – أخي الفاضل -: لكن بالمناسبة هل ما حصل من حرق لكتب المالكية زمن ولاية ابن عبدالمؤمن ومنادته للعودة للكتاب والسنة هو حمل للناس للمذهب الظاهري! او حملا منهم للعودة للكتاب والسنة.

ظاهر ما نقلة المؤرخون الثاني لكن وجدت الحجوي يلمح بل يصرح بانه الأول وانما تستر خشية نفور الناس.

قلت: سأدقق معك شيخي هنا – قليلا - لعلمي بأن مفاهيم الشيوخ معتبرة (ابتسامة محبة).

هل أنت تحكي هنا شيخي عن المؤرخين، أم هو رأيك وتصورك للأمر؟ إن كان الثاني؛ فمفهومه أن المالكية آنذاك لم يكونوا على الكتاب والسنة، وجاء ابن تومرت وأتباعه من بني عبد المؤمن ليردوهم إلى ذلك، وهذا ما أظنك تقوله شيخي الفاضل.

وكذلك قولك عن الحجوي الثعالبي: لكن وجدت الحجوي يلمح بل يصرح بانه الأول وانما تستر خشية نفور الناس.

قلت: هذا اجتهاد منك حفظك الله، والمعلوم من حال الشيخ الثعالبي أنه يصرح ولا يلمح، بل ويهاجم المالكية في عقر دارهم ولا يبالي، ويعلنها مدوية أنه مالكي المذهب ما صح الدليل.

أما جواب سؤالك: فقد جاء في (بيوتات فاس الكبرا) ص19 عند الحديث عن بيت بني عشرين: ( ... وسبب إحراق المدونة أن ملوك الموحدين تحلوا بالمذهب المعروف لهم تابعين للمهدي رئيسهم الأول القائل باعتقاده الفاسد بإنكار الرأي في الفروع الفقهية، والعمل على محض الظاهرية، ولما قلدوا القضاء بالمغرب إلى قاضي القضاة عبد الله بن طاهر الصقلي الحسيني أمروه أن يأمر القضاة بالمغرب أن يحكموا بمحصل الظاهرية، فامتثلوا أمره وصاروا لا يحكمون إلا بمحض الظاهرية ... ).

وقال المراكشي في المعجب طبعة مصر 184: (وفي أيامه – يعقوب – انقطع علم الفروع، وخافه الفقهاء، وأمر بإحراق كتب المذهب بعد أن يجرد ما فيها من حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – والقرآن، ففعل ذلك، فأحرق منها جملة في سائر البلاد، كمدونة سحنون، وكتاب ابن يونس ....

ولقد شهدت منها – وأنا يومئذ بمدينة فاس يؤتى منها بالأحمال فتوضع ويطلق فيها النار ....

وكان قصده في الجملة محو مذهب مالك وإزالته من المغرب مرة، وحمل الناس على الظاهر من القرآن والحديث ... ). المعجب لعبد الواحد المراكشي ص 400 من طبعة الدار البيضاء.

وقال الشاطبي في الاعتصام 1/ 256 عند كلامه عن على المهدي المغربي: (وكان مذهبه البدعة الظاهرية).

وقال الونشريسي في المعيار2/ 361: (ومنها ما أحدثه المهدي الظاهري محمد بن تومرت .... ).

وما أوردتَه شيخي الفاضل من ظاهر كلام بعض المؤرخين فإنك تعني – بلا شك – ابن خلكان، وابن العماد – رحمهما الله - وقد رده الفاضل الشيخ محمد المنوني – رحمه الله رحمة واسعة – بقوله في كتابه [العلوم والآداب والفنون على عهد الموحدين] ص 50: ( .. ولا شك أن هذا غلط من ابن خلكان ومقلده، نشأ من بعد الدار، وإنما الذي أمر به يعقوب هو العمل بالمذهب الظاهري، كما تنطق به عبارة غير واحد ممن ذكرنا).

ثم – شيخي الفاضل- فلا يخفى عليك ما كان عليه ابن تومرت من إنكار القياس، ونبذ فقه الرأي ... وهذان من أبرز علامات الفقه الظاهري، وابن تومرت هو المؤسس الأول للمذهب العقدي والفقهي لدولة الموحدين.

والمسألة برمتها كانت ولا تزال محل جدل بين الباحثين المعاصرين، فمن المنكرين لظاهرية الموحدين الدكتور النجار في كتابه عن ابن تومرت، انظر – غير مأمور – ص 494 منه، وقبله الأستاذ عبد الله كنون في كتابه [النبوغ المغربي] 1/ 125.

ومن المنتصرين لكونهم على مذهب أهل الظاهر جل فقهاء المالكية في وقتهم وبعده، ومن المعاصرين الشيخ محمد المنوني كما تقدم عنه، والأستاذ محمد عبد الله في آخرين.

و يقال إن خير من كتب في ذلك و قطع الشك باليقين، الأستاذ توفيق الغلبزوري في كتابه عن [المدرسة الظاهرية بالمغرب والأندلس] فقد ساق الكثير من الأدلة والبراهين الدالة على ظاهرية الموحدين.

العفو عند أحبابي من محبي ابن حزم – وأنا معهم – والظاهرية مأمول، وإنما هو حديث جرته المناسبة، وأمر قد ذهب بخير وشره، وقد اضطررت لهذه النقول جوابا عن سؤال من لا أستطيع إهمال طلبه.

أما جواب مداخلة -أخي الحبيب الناصح وإن كان بعض النصح تثريب – محمد رشيد فتأتي إن شاء الله بعد أن يسمح بذلك المشرفون، فليس لي على إغضابهم من قدرة، كما لا غنى لي عن رضاهم. وليس عليهم أن يشترطوا شرطهم المعروف، فأنا لن أخالفه بإذن الله، وإن كان الحديث سيكون فيها عن لبها لا غير. وفي كل ناد أثر من ثعلبة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير