* و لكن لماذا كرر الإمام أحمد -رحمه الله- إسناد حديث "الأمانة" من طريق محمد بن جعفر عن شعبة عن الأعمش عن زيد بن وهب عن حذيفة، في هذا الموضع (5/ 404)؟
فالإشكال هو هذا الموضع، فصنيع الإمام أحمد في ايراد إسناد حديث الأمانة، في أثناء سرده لطرق حديث الفتن، هو الذي سبب الوهم لدى بعض من خرج حديث الفتن فظن أنه إسناد له، و اعتبره متابعة من زيد بن وهب لأبي سلام ممطور عن حذيفة، و سبيع بن خالد اليشكري عن حذيفة، في ذكر لفظة "و إن ضرب ظهرك و أخذ مالك "!!
و حتى يتبين لك صدق ما أقول يا شيخ عبدالرحمن، سوف أنقل لك صنيع اثنين ممن وقفت على تخريجهم لحديث الفتن،:
1 - قال أبو أسامة سليم الهلالي: ((وقال الشيخ مقبل بن هادي: وفي حديث حذيفة هذا زيادة ليست في حديث حذيفه المتفق عليه وهي " وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك " فهذه زيادة ضعيفة لأنها من هذا الطريق المنقطعة، والله أعلم " قلت: كأن الأخ مقبل لم ينشط لتتبع هذه الزيادة، ولو فعل لوقف على خلاف ما كتب فإن لهذه الزيادة متابعات: أ) من طريق صخر بن بدر العجلي عن سبيع ..... ب) وتابع زيد بن وهب أبا سلام عن حذيفة (أخرجه أحمد 5/ 404) ... )) اهـ كلام سليم الهلالي.
من رسالة القول المبين في جماعة المسلمين – دار الراية – الرياض – 1410 هجري.
نقلت هذا من موقع الشيخ سليم الهلالي، و لم أضع الرابط مراعاة لقوانين المنتدى.
* فانظر كيف جعل رواية زيد بن وهب عن حذيفة في هذا الموضع (المسند 5/ 404) متابعة من زيد بن وهب لأبي سلام ممطور عن حذيفة في رواية حديث الفتن!!!!
2 - قال الدكتور محمد المسعري: ((وقال أحمد: حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سليمان قال سمعت زيد بن وهب يحدث عن حذيفة حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديثين قد رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر فذكر الحديث السابق، ولكن هذا الإسناد أقوى وأصح، من سابقه، وهو قوي صحيح بذاته، صالح للاحتجاج، والله أعلم. وقد أخرجه الطبراني مختصراً من طريق أبي خالد يزيد بن عبد الرحمن الدالاني، عن عبد الملك بن ميسرة، عن زيد بن وهب، لكن طريق الإمام أحمد خير وأقوى. وبهذا تكون الزيادة: «وإن نهك (أو ضرب، أو جلد) ظهرك، وأخذ (أو أكل) مالك»، زيادة ثقة، واجبة الطاعة، يجب الأخذ بها يقيناً، ولا يجوز ردها مطلقاً، لا سيما أن زيد بن وهب لم ينفرد بها، بل تابعه سبيع بن خالد، من عدة طرق .. )) اهـ. كلام المسعري.من رسالة طاعة أولي الأمر، حدودها و قيودها.
* و قد يقال أن المسعري ليس من أهل هذا الفن، فلا غرابة أن يفوته أن إسناد الأعمش عن زيد بن وهب عن حذيفة هو لحديث الأمانة و ليس حديث الفتن، و لكن ماذا يمكن أن يقال في صنيع أبي اسامة سليم الهلالي، و هو ممن يشتغل في هذا المجال و له فيه باع طويل؟
و غيره ممن يتوهم نفس هذا الوهم، بسبب تكرار إسناد حديث الأمانة في أثناء سياق طرق حديث الفتن!؟
و عموما، بارك الله فيكم يا شيخ عبدالرحمن .. فقد أكدت لي، أن هذا الاسناد ليس لحديث الفتن، و هذا هو المطلوب و الذي كنت أرجحه به، و الحمدلله.
و اعذروا تطفلنا على فن لا نفهم فيه، غفر الله لي و لكم.