قال رحمه الله هامش صـ 18: وقد كثرت الروايات عن أنس في هذا واضطربت نفيا وإثباتا في الجهر بالتسمية أو الإسرار أو القراءة أو نفيها وفي بعضها أن أنسا أخبر سائله بأنه نسي ذلك وروايات الإثبات أرجح وأقوى اهـ
قلت (أحمد): النتيجة التي توصل إليها الشيخ فيها نظر شديد ولكني الآن أنقل فحسب لكي نكمل مناقشة المسألة من ناحية القراءات.
ثم قال رحمه الله هامش صـ 20: وأما أئمة القراءات فإنهم جميعا اتفقوا على قراءة البسملة في ابتداء قراءة كل سورة سواء الفاتحة أو غيرها من السور سوى براءة ولم يرو عن أحد منهم أبداً إجازة ابتداء القراءة بدون التسمية.
وإنما اختلفوا في قراءتها بين السور أثناء التلاوة أي في الوصل:
فابن كثير وعاصم والكسائي وأبوجعفر وقالون وابن محيصن والمطوعي وورش من طريق الأصبهاني – يفصلون بالسملة بين كل سورتين إلا بين الأنفال وبراءة.
وحمزة يصل السورة بالسورة من غير بسملة وكذلك خلف وجاء عنه أيضا السكت قليلا غي بدون تنفس من غير بسملة.
وجاء عن كل من أبي عمرو وابن عامر ويعقوب وورش من طريق الأزرق – البسملة والوصل والسكت بين كل سورتين سوى الأنفال وبراءة.
وكل من روي عنه من القراء العشرة حذف البسملة روي عنه أيضا إثباتها ولم يرد عن أحد منهم حذفها رواية واحدة فقط.
وهؤلاء هم أهل الرواية المنقولة بالسماع والتلقي شيخا عن شيخ في التلاوة والأداء وقد اتفقوا جميعا على قراءتها أول الفاتحة وإن وصلت بغيرها. اهـ
ثم استكمل الشيخ بحثه في أن الصحابة كتبوا البسملة بين السورتين 113 مرة حينما أرادوا كتابة المصحف الإمام مما يدل دلالة قاطعة على أنها آية من القرآن في كل موضع كتبت فيه. ثم فصل الثلاثة الشروط لصحة القراءة.
ثم قال هامش صـ 22: فإذا سلكنا جادة الإنصاف في تطبيق القواعد الصحيحة على الأقوال والقراءات السابقة وتنكبنا طريق الهوى والعصبية علمنا يقينا ليس بالظن أن القول الذي زعموا نسبته إلى مالك ومن معه [يقصد الشيخ: الأوزاعي وابن جرير الطبري وداود وحكاه الطحاوي عن أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد وهو رواية عن أحمد وقول لبعض أصحابه واختاره ابن قدامة في المغني اهـ من هامش صـ 19 من كلامه سابقا] في أنها ليست آية أصلا – قول لا يوافق قاعدة أصولية ثابتة ولاقراءة صحيحة وأن قراءة من قرأ بإسقاطها في الوصل بين السور قراءة غير صحيحة أيضا لأنها فقدت أهم شرط من شروط صحة القراءة أو هو الشرط الساسي في صحتها وهو موافقة رسم المصحف وظهر أن الحق الذي لا يتطرق إليه الشك ولا يستطيع مجادل أن ينازع فيه أنها آية في كل موضع كتبت فيه في المصحف.
وأما أنها آية من السور المكتوبة في أولها أو آية مستقلة؟ فإنه محل نظر وبحث والذي يظهر لي ترجيح أنها آية من كل سورة كتبت في أولها أي من جميع سور القرآن سوى براءة وأنه لا يجوز لقارئ أن يقرأ أية سورة من القرآن سوى براءة من غير أن يبدأها بالتسمية التي هي آية منها في أولها سواء أقراها ابتداء أم وصلها بما قبلها. اهـ
ثم قال رحمه الله هامش صـ 22: فقد يبدو للناظر بادئ ذي بدء أن يتكرّه هذا القول وينكره لما فيه من الحكم على بعض أوجه القراءات السبع بعدم الصحة لما شاع بين المتأخرين والعامة من أن هذه القراءات السبع متواترة تفصيلا بما فيها من بعض الاختلاف في الحروف وبما فيها من أوجه الأداء وهذه شائعة غير صحيحة بدأ القول بها بعض متأخري العلماء ثم تبعه فيها غيره ثم أذاعها عامة القراء وعامة أهل العلم من غي نظر صحيح ولا حجة بينة وقد ردها كثيرون من أئمة القراء والعلماء اهـ
ثم نقل الشيخ كلاما لأبي شامة وابن الجزري رحمهما الله من أراد أن أنقله نقلته له.
هذا ما نقلته من كلام إمام المحدثين عندنا في مصر الشيخ أحمد شاكر رحمه الله من تعليقه على جامع الترمذي في تعليقه على كلام المصنف رحمه الله في باب ما جاء في افتتاح القراءة بـ الحمد لله رب العالمين، في أوائل المجلد الثاني من الطبعة التي علق الشيخ على أوائلها ومن أراد نقل بحثه بكماله أنقله له ولكن معذرة الآن لأني ليس لي دربة بالكتابة على الورد كثيرا.
والمرجو الآن من إخواننا ممن له علم بالقراءات أن يفصل لنا الحكم عند أهل القراءات بالتفصيل والتحقيق وماهو مجمع عليه مم هو مختلف فيه؟ مع نقل أقوال محققي أئمتهم.
وخاصة أن المحدث الشيخ أحمد شاكر رحمه الله قد ذكر في مقدمة تحقيقه لرسالة الشافعي أنه ليس له علم بالقراءات لذا فقد أثبت الآيات في النص المحقق برواية حفص المخالفة لقراءة ابن كثير التي كان يقرأ بها الإمام الشافعي رحمه الله هكذا ذكر الشيخ المحدث كلاما نحو هذا لا يحضرني نصه الآن ولكن من عنده الرسالة بتحقيقه فلينظر مقدمتها.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبد الرحمن الشامي]ــــــــ[11 - 03 - 05, 09:30 م]ـ
الأخ الفاضل أحمد الأجهوري
جزاك الله خيراً على هذا النقل، وياحبذا لو تنقل لنا كلام أبي شامة وابن الجزري رحمهما الله لإتمام الفائدة.
وأكرر رجاء أخي أحمد لإخواننا ممن له علم بالقراءات أن يفصل لنا الحكم عند أهل القراءات بالتفصيل والتحقيق وماهو مجمع عليه مم هو مختلف فيه؟ مع نقل أقوال محققي أئمتهم.
عبد الرحمن الشامي