تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- وقَالَ محمد بن سماعة القاضي - رحمةُ اللهِ عليهِ -: «مَكثتُ أربعين سنةً

لم تفتني التكبيرةُ الأولى إلا يوماً واحداً ماتتْ فيه أمي، ففاتتني صلاةٌ واحدةٌ في

جماعةٍ» [5].

- وقَالَ أسيد بن جعفر - رحمةُ اللهِ عليهِ -: «بشرُ بنُ منصور ما فاتته

التكبيرةُ الأولى قط، ولا رأيته قام في مسجدنا سائلٌ قط فلم يُعط شيئاً إلا أعطاه»

[6].

- وقَالَ يحيى بنُ مَعِين - رحمةُ اللهِ عليهِ -: «أقامَ يحيى بنُ سعيد [7]

عشرين سنة يختم القرآن في كلِّ ليلةٍ [8]، ولم يفته الزوالُ في المسجد أربعين سنة،

وما رؤي يطلب جماعة قط» [9].

قرأتُ هذه الأقوال ووقفتُ عند «خمسين سنة»، و «أربعين سنة»،

و «عشرين سنة»؛ متعجباً من هذه الهمّة والقوة في تربية النفس على الإيمان

وأسبابه في ضَوءِ هدي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وصحابتِهِ الكرام. ثمَّ تأملتُ

في حالي وحالِ كثيرٍ من أبناء هذا الزمان في هذه المسائل الإيمانية العظيمة فذهلتُ

من النتيجة؛ إذ لا يخلو يوم فضلاً عن أسبوع دع الشهرَ والسّنة من نَظَرٍ في قفا

المصلين أو وجوههم.

إنّ هذا التأخر والتفويت نوعٌ من الضعف، ينبغي أن يقابَل بالقوة والحزم

والعزم، قَالَ تعالى:] خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [(البقرة:

63).] خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا [(البقرة: 93).] وَكَتَبْنَا لَهُ فِي

الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ [(الأعراف:

145).] يَا يَحْيَى خُذِ الكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الحُكْمَ صَبِياًّ [(مريم: 12).

وإذا حققنا هذه القوة في أنفسنا تحقق النصر الذي وعدنا الله إياه في كتابه

الكريم.

فما أحسنَ أنْ يعاهدَ المسلم نفسه مِنْ الآن على المحافظةِ على الصلاة كما

حَافظَ عليها أولئكَ .. فيكون في المسجدِ مع الآذان أو قبله ولا يتأخر!

قَالَ إبراهيمُ النخعيُّ: «إذا رأيتَ الرجلَ يتهاونُ في التكبيرةِ الأولى فاغسلْ

يديكَ منه» [10].

وفقنا اللهُ وإيّاك للعلم النافع والعمل الصالح.


(*) كلية الدراسات الإسلامية، كلية التربية، جامعة الملك سعود.
(1) الطبقات الكبرى، 5/ 131.
(2) حلية الأولياء، 2/ 163، حلية الأولياء، 2/ 162، سير أعلام النبلاء، 4/ 221.
(3) المعرفة والتاريخ، 2/ 217، الثقات، 4/ 232.
(4) حلية الأولياء، 5/ 49.
(5) تاريخ بغداد، 5/ 341.
(6) حلية الأولياء، 6/ 240.
(7) هو القطّان.
(8) صحَّ النهي عن ختم القرآن في أقل من ثلاث ليال، وفي المسألة خلاف بين أهل العلم، ويظهر
أنَّ القطّان ممن اجتهد ورأى أنه يجوز، والله أعلم.
(9) تاريخ بغداد، 14/ 141.
(10) حلية الأولياء، 4/ 215.

((مجلة البيان ـ العدد [193] صـ 26 رمضان 1424 ـ نوفمبر 2003))

ـ[أهل الحديث]ــــــــ[26 - 02 - 05, 09:40 ص]ـ
دراسات في الشريعة
من وصايا العلماء عند الفتن واشتباه الأمور
ملك اللسان، وكف اليد، ومعالجة ما في الصدر
د. علي بن عبد الله الصيّاح
" alial-moer ali'' >[email protected]<
هذه ثلاث وصايا عظيمة مستقاة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه
وسلم قَالها شيخُ المقرئين والمُحدثين، وحافظُ أهل الكوفة في زمانه، وأحد الستة
الذين حفظوا العلم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم [1]: سُليمانُ بنُ مِهْرَان
الأعمش وَمَنْ قرأ سيرته عَرَفَ إمامة هذا الرجل في العلم والعمل والزهد.
قال العِجْليُّ: «حَدّثني أبي قال: هاجتْ فتنةٌ بالكوفة فعَمِلَ الحَسَنُ بنُ الحُرّ
طعاماً كثيراً ودعا قُرّاء أهل الكوفة، فكتبوا كتاباً يأمرون فيه بالكف، وينهون عن
الفتنة، فدعوه فتكلم بثلاث كلمات فاستغنوا بهن عن قراءةِ ذلكَ الكتاب فَقَالَ: رَحِمَ
اللهُ امرأً «مَلَكَ لِسَانَهُ» [2]، «وَكفَّ يدَهُ» [3]، «وَعَالجَ مَا في صدرهِ» [4]،
تَفَرَّقوا؛ فإنه كَانَ يُكره طول المجلس» [5]. وفي روايةٍ أُخرى: «فَقالَ الأعمشُ:
مَلَكَ لسانَه رجلٌ، وحَفِظَ نفسَه، وعَلِمَ ما في قلبه، إنّه كانَ يُقَال: إنه إذا طَالَ
المجلسُ كان للشيطان فيه مطمعٌ. أحضرْ طعامَكَ».
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير