تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(للإصابة بالإحباط وقلة التركيز والكسل وتأثر الذاكرة قصيرة المدى عندها، كما قد تؤثر على سرعة الانفعال عندها، وتصيبها بالقلق والوهن وتغير المزاج والتوتر والشعور بالوحدة والبلادة وثقل الجسم، هذا بالإضافة إلى التغيرات التي تحصل في العوامل المؤثرة في الحركة والعمل والنشاط الذهني كدرجة الحرارة والضغط وزيادة الإفرازات الهرمونية المختلفة .. )

وما ذلك الاكتشاف المتأخر إلا حجة لإدراك مستوى كمال عدالة الإسلام وكمال الحكمة في شريعته و عظم رحمة الله سبحانه و لطفه عز و جل في إعتبار شهادة المرأة (نزيهة) وقياسها بنصف شهادة الرجل مراعاة لسلوك نفسها التي هو أعلم بها منا و مراعاة لجميع العوامل التي قد تؤثر على عدالة الحكم بين الناس .. فسبحان رب العزة عما يصفون ..

قال تعالى في آية الدّين من سورة البقرة:

(واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى) حتى قال تعالى في آخر الآية (واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم) فمن (عقل) المعلومات من الآية السابقة تعلم ما علمناه الله سبحانه من قبل أن تكشفه أبحاث علوم الإنسان في هذا الزمان ..

ثم إذا (تفكر) فيما عقل، فهم الحكمة والرحمة والعدالة التي تتجلى في ذلك الحكم من أحكام الإسلام .. ولنفكر بما عقلناه من المعلومات السابقة .. فلنتفكر مثلا في أحوال الشهادة في الإسلام:

1 - وقوع تجارة أو دواعي إبرام أي عقد يلزم له (شهود) ولا يوجد إلا رجل واحد للشهادة .. فهل تكتمل إقامة الشهادة .. الجواب كلا لأن رجل واحد لا يكفي فهو معرض للنسيان ومعرض للتأثيرات النفسية ومعرض للإنهزام أمام دوافع النفس الأمارة بالسوء .. (فهل نعتبر ذلك إهانة للرجل أو احتقار لعقله .. !) أم هو مطلب احتياط لتحقق العدل في الشهادة ونفي الاعتماد على معلومات من مصدر واحد تحتمل الفساد أحيانا .. ولذلك و حرصا على تحقيق العدل لا تكتمل الشهادة للحكم بموجبها إلا برجلين يُقّومُ أحدهم أعوجاج الآخر إن وقع ..

2 - فإذا كان رجل و إمرأة فيكون الرجل الواحد كما ذكرنا لاتطمئن النفس لأن يعدل بشهادته في كل الأحوال وكانت المرأة التي معه (تعاني من الإحباط أوقلة التركيز أو تأثر الذاكرة قصيرة المدى أو القلق والتوتر) مما يتفاعل في جسمها أثناء موضوع الشهادة فهل تطمئن النفس لاستيعابها أدق التفاصيل وكامل معاني شروط العقد .. !

من الطبيعي أن يُشك في عدالة الأخذ بتلك الشهادة من هذا الباب فيشكك في صدق الشاهد و في حال نفسية الشاهدة ..

3 - فإذا كان الشهود رجل تأثر بشيء دفعه لنسيان شيء من الشهادة و إمرأة في حالة نفسية غير مناسبة وقت المشاهدة فلم تعقل في نفسها ذات الشيء الذي نسيه الرجل من المعلومات المطلوبة وكان معها إمرأة أخرى غير مرتاحة نفسياً أيضا لكنها تذكر ذلك الشيء فذكرت أختها فتذكرن المفقود من شهادة الرجل فأكدن ما نسيه الرجل الشاهد معهن أو ما قصد إخفاءه .. أفليس ذلك من مطالب من يريد تحقيق العدالة ..

وما قوله عز وجل (أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى) إلا حق يفيد المسلمين بما يلي:

1 - أن المرأة تتأثر نفسها من حين إلى حين (بعوامل مختلفة) فيحتمل ذلك أن لا تعقل المعلومات بقوة في كل الأحوال .. مما يؤدي إلى احتمال ضلالها عن شيء مطلوب بيانه في شهادتها التي سيترتب عليها مصير الحكم على الأخرين ..

2 - تتأثر ذاكرة المرأة (ببعض عوامل فطرتها) مما يجعلها معرضة للنسيان في أوقات تأثر نفسها ببعض خواص النساء ..

ومن لا يريد أن يفتح للظلم باباً و يريد العدل أن يتحقق دائما فإنه سيعقل ذلك الأمر الذي عقله (قاضي المسلمين) قبل المشرق و المغرب و سيعرف أنه يلزم القاضي العادل الأخذ بحساب تلك الأمور و العمل بها لقطع جميع الإحتمالات التي يمكن أن تؤثر على أنفس الشهود وكمال شهادتهم ..

وأما التأثيرات النفسية التي تلحق بالمرأة من فطرتها مثل (المحيض الذي ينفع جسمها الذي سخره الله سبحانه للحمل والولادة والرضاعة) فقد أكدها الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث بأبلغ الكلمات حين قال وهو يحث النساء على تكثير الصدقة فقال:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير