تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما مخرج الضاد فإنها تخرج من بين حافتي اللسان - أو إحداهما - وبين ما يحاذيهما من الأضراس العليا مع تقعر وسط اللسان والتقاء طرفه بأصول الثنايا وما حولها , بين موقع طرف اللسان مع اللام وموقعه مع الطاء وأختيها, وأول حافة اللسان التي تشترك في إخراج الضاد ما يحاذي وسطه وآخرها من مقدم الفم ما يحاذي الطواحن 0 هذا هو الوصف المذكور في كتب جل القدماء كما في الكتاب (إن الضاد استطالت حتى اتصلت بمخرج اللام وتطأطأت عن موقع طرف اللسان مع اللام حتى خالطت أصول الثنايا , ولم تقع من الثنية موضع الطاء التي تضع لسانك لها بين الثنيتين) {نقلا عن الأصوات العربية د محمد حسن جبل عميد كلية اللغة العربية بالمنصورة سابقا وأستاذ أصول اللغة بجامعة الأزهر وكلية القرآن الكريم بطنطا - مصر}

وينطلق الهواء لها من الرئتين حتى يمر بين الأوتار الصوتية زامرا لتضايق ما بينهما حتى إذا وصل إلى اللسان ارتفع أقصاه وتقعر وسطه وامتد طرفه مرتفعا حتى يماس أصول الثنايا العليا, مع التقاء أسنان الفكين حينئذ أو تقاربهما جدا ويتفرق الهواء إلى جانبي اللسان فيمر بهما إلى الشدقين حيث يخرج منهما , أو لا يتفرق فيخرج من أحدهما 0 (هذا ما ذكره العلامة اللغوي رمضان عبدالتواب - رحمه الله- أستاذ الصوتيات بجامعة عين شمس بالقاهرة وعزاه إلى أبي بكر الصدفي "634هجريا" في تحقيقه لكتاب زينة الفضلاء لابن الأنباري) 0

وينكر ابن جني (في البيان والتبيين) أن تخرج من الحافة اليسرى إلا إن كان المتكلم أعسرا فيخرجها من أي شدقيه0

وأماعن صفاتها فالضاد مجهورة رخوة مطبقة مستعلية مستطيلة (كما ذكر ابن الجزري في التمهيد)

وأما أشبه الحروف بها فهي الظاء المعجمة فهي تشاركها في الجهر والرخاوة والإطباق والاستعلاء كما هو مقرر في كتب التجويد , يقول ابن الجزري فلولا الاستطالة واختلاف المخرجين لكانت (أي الضاد) ظاء , ويقول في منظومته:

والضاد باستطالة ومخرج ميز من الظاء وكلها تجي

ولعل التشابه بينها وبين الظاء هو ماحدا جمعا كبيرا من أهل العلم إلى أن يؤلفوا في الضاد والظاء أورد منهم

د-حاتم الضامن تسعة وثلاثين مؤلفا في تحقيقه لكتاب الاعتماد في نظائر الظاء والضاد لابن مالك

ثم استدرك عليها أحد عشر كتابا في تحقيقه لكتاب أبي الحسن بن علي بن أبي الفرج القيسي الصقلي

في معرفة الضاد والظاء0

ولم يقف الأمر عند المؤلفات الخمسين ولكن المسألة تنساب في ثنايا منظومات التجويد وغيرها , من ذلك أن ابن الجزري عقد في مقدمته المعروفة بالجزرية بابا للضاد والظاء اوله البيت الذي ذكرته قبل بضعة أسطر ومن ذلك قول القاسم بن علي الحريري:

أيها السائلي عن الظاء والضا د لكيلا تضله الألفاظ

إن حفظ الظاءات يغنيك فاسمع ها استماع امرئ له استيقاظ

هي ظمياء والمظالم والإظ لام والظلم والظبي واللحاظ

وذكر الجاحظ قصة رجل كانت له جارية تسمى ظمياء فكان يناديها يا ضمياء, وحكى الفراء عن المفضل قال:

من العرب من يبدل الضاد ظاء فيقول عظت الحرب بني تميم , ومنهم من يعكس فيبدل الظاء ضادا فيقول في الظهر ضهر 0 (هذا ما ذكره د إبراهيم أنيس في الأصوات اللغوية)

ويعجبني مثال الجاحظ ذلك لأنه ذكر أن الرجل كان يبدل الظاء ضادا وليس العكس إذ يمكن تعليل إبدال الضاد ظاء بأشياء غير التشابه أما إبدال الظاء ضادا فجته في التشابه أقوى, وقد قال القرطبي رحمه الله: يروى أن رجلا قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ما تقول في رجل ظحى بضبي (يعني ضحى بظبي)

ولا يخفاكم كلام شيخ الإسلام في الفتاوى باب الإمامة: فإن حس أحدهما في السمع من جنس حس الآخر

وكذلك كلام ابن كثير والفخر الرازي وغيرهم من أهل العلم 0

وأما الرخاوة وتعريفها وكلام بعض أهل التجويد في المسألة فلنا إليه عودة إن شاء الله 0

ولا تبخلوا علي بالنصح والتوجيه أرشدكم الله

ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[10 - 03 - 05, 08:11 ص]ـ

الفاضل المكرم سعيد الحلبي ...

لم تذكر حتى الآن رأيك وما تنصره ...

ولكن من كلامك يمكنني أن أجتث مايلي:

أولا: أنك ذكرت في البداية مسألة التشابه بين الضاد والظاء،

ولكن خلال الأمثلة ذكرت آثارا ونصوصا للعماء تفيد التفرقة بينهما

في الصوت ... وهي مسألة قلقة تحتاج إلى تحرير (ليطمئن قلبي وقلبك).

ثانيا: التشابه بين الضاد والظاء في الصفات لا في المخرج وهي مسالة

علق عليها كثير من الباحثين أنها تقتضي اختلافا في الصوت لا محالة،

بقي أن نحرر كمية الاختلاف ودرجته وكثافته (لو جاز التعبير بتلك

المصطلحات الكيميائية والفيزيائية).

ثالثا: أن الكلمات العربية التي كتبت بالضاء والأخرى التي كتبت

بالظاء بينها خلاف لا محالة، فظمياء ليس كضمياء، ويعض ليس يعظ،

والعرب أمة أمية، ليست الكتابة حرفتها، فكيف فرقت بين الحرفين؟

في الكتابة فقط؟؟؟

مجرد سؤال ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير