تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قد كثر الحديث في أيامنا في مسألة الضاد الظائية وأردت أن أضع بحثا تستطيع أخي القارئ أن تناقش الظائيين بكل سهولة ويسر دون الحاجة لنفي الضاد الظائية من الأساس. فالعبرة دائما في قراءة القرآن انتشار القراءة وقبول الناس لها وهذه الضاد الظائية لم تلق قبولا عند السواد الأعظم من الناس، فليس كل نص يصلح الاستدلال به فما تواتر عند الناس ـ القراء ـ هو المقبول ولو خالفت النصوص كما سنري في مشكلة الضاد.

سأضع لك أخي مخرج الضاد عند علماء الأصوات وعلماء التجويد: وذكر عبد الوهاب القرطبي في كتابه الموضح في التجويد تعريف مخرج الضاد بقوله (ومن أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس مخرج الضاد وإن شئت أخرجتها من الجانب اليمن وإن شئت من اليسر .... ) اهـ ص 78

قال الشيخ أيمن سويد:الضاد (ض): من إحدى حافتي اللسان أو كلاهما معا وهذا الحرف انفردت به اللغة العربية وهو يخرج من منطقة حافة اللسان اليمني أو اليسرى أو هما معا ولكن هذا لا يمنع أن تشارك حافة اللسان إلي منتهاها كلها ولكن الضغط والاعتماد علي إحدى حافتي اللسان أو هما معا وهذه المنطقة تقرع الجدار الداخلي للأضراس العليا ففي هذه المنطقة يقع الضغط وكانت بعض القبائل تضغط علي الحافة اليمني والبعض الآخر يضغط علي الحافة اليسرى والبعض يضغط علي الحافتين معا بتوزيع متعادل وعند النطق بالضاد يلتصق المخرج تماما فينحبس الهواء وراء اللسان وهذا الانحباس يسبب الضغط فيندفع اللسان إلى الأمام مليمترات بسيطة فيصل رأس اللسان إلي منطقة التقاء اللحم باللسان مع مراعاة عدم إخراج طرف اللسان لأنه يمكن أن يصل إلي مخرج الظاء وهو أطراف الأسنان العليا لذلك نجد خلطا بين الضاد والظاء

((ومخرج الظاء هو منتهى رأس اللسان مع أطراف الثنايا العليا)) ا. هـ

قال د/ عبد الصبور شاهين في مخرج الضاد:" والضاد أيضا تبدأ من مخرج الدال، ويأخذ اللسان شكله المقعر مطبقا علي الحنك الأعلى لتكون الضاد." علم الأصوات صـ116

قال د/ حسن جبل:"الضاد: تخرج من بين حافتي اللسان ـ أو أحدهما ـ وبين ما يحاذيهما من الأضراس العليا مع تقعر وسط اللسان والتقاء طرفه بأصول الثنايا العليا وما حولها بين موقع طرف اللسان مع اللام وموقعه من الطاء وأختيها .... ثم قال وما يظن جديدا في هذا التحديد ليس جديدا فقد ذكره سيبويه حيث حدد موقع طرف اللسان معها بيين موقع طرف اللسان مع اللام وموقعه من الطاء فقال: إن الضاد استطالت حتي اتصلت بمخرج اللام .... "المختصر في أصوات اللغة العربية صـ 130

والخلاف في الضاد الظائية بين أهلها في وضع طرف اللسان فالشيخ الجوهري كان ينكر وضع طرف اللسان بأصول الثناياـ كما أخذها من الشيخ عامر عثمان ـ محتجا بأن ابن الجزري قال الحافة ولم يقل بطرف اللسان، وعلماء الأصوات يضعون طرف اللسان بأصول الثنايا العليا .. انظر قول د/ جبل. والله أعلم بالصواب.

ونحن نناقش أهل الضاد الظائية مقرين لهم بأن وصف سيبويه ينطبق علي الضاد الظائية، وهذا لا يمنع وجود الضاد المصرية قديما كما سنري ـ إن شاء الله ـ ولكن الخلاف دائر بين نقطتين:

الأولي: عدم وجود الضاد الظائية حاليا ـ كما وصفها سيبويه ـ.

الثانية: إثبات وجود الضاد المصرية منذ القدم.

وبداية أقول: إن الضاد الظائية كانت موجودة وهذا ما يؤكده أقوال القدامي ــ بخلاف من أنكروها تماما ـ ولكننا نقول: إن الضاد الظائية لا وجود لها الآن ـ كما وصفها القدامي ـ .. وهذا ليس قولي بل قول علماء الأصوات أنفسهم رغم أنهم يقولون: بالضاد الظائية ولكنهم ينطقونها ويختلفون في طريقة نطقها لأنهم ينطقونها حسب وصف سيبويه وغيره دون سماع ـ أي بالتقريب ـ.

وإليك هذه الأقوال: قال ا. د غانم قدوري ـ متخصص في علم الأصوات ـ: " والضاد بهذه الصفات لم يعد لها وجود في النطق العربي الفصيح في زماننا، لا في قراءة القرآن، ولا في غيرها، كما يقول علماء الأصوات " ا. هـ

إخواني في الله .. انظروا إلي هذه الفقرة من كلام ا. د غانم قدوري:"، كما يقول علماء الأصوات" أي هو لم ينفرد بذلك وهذا يصدق قول صاحب كتاب " إعلام السادة النجباء .. " بأنهم الآن اعتمدوا علي وصف سيبويه في نطق الضاد التي يتحدثون عنها " ا. هـ كلامه بتصرف

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير