وقال أ. د محمد حسن جبل بعد شرحه لوصف كلام سيبويه:" وأنا أنطقها وأعلمها طلابي حسب الوصف القديم تماما." صـ 130
انظر أخي الكريم اعتماده علي وصف سيبويه دون إثبات أن نطقه سماعي لمعرفته بعدم وجود هذه الضاد بين القراء والناس ونطقه اجتهادي .. وقد ذهبت إلي كلية علوم القرآن وسألته: أين نجد القبيلة التي تنطق الضاد الظائية؟ قال: أنا أنطق الضاد كما وصفها سيبويه، قلت له بعدم وجود الضاد الظائية قاله غانم قدوري، قال: غانم نقل قول مستشرق .. قلت له: وأين ما يخالف قوله أو قول المستشرق؟ قال: (يا ولد أنا زعلان منك) .. والله والله ما استطاع أن يأتي بقرية صغيرة.ولم يقل في الجزائر والحجاز مع اعترافه بأن أهل الحجاز يأتون به ظاء. رغم شدة تعصبه للضاد الظائية.فكل ما في الأمر النطق اجتهادي فقط.
ولم يستطع أن يذكر لي ولو قرية صغيرة تنطقها كما وصفها سيبويه .. وللرد ببطلان هذا الاجتهاد ـ أي النطق بالوصف ـ نقرأ ما قاله ابن الجزري في التمهيد:" واعلم أن هذا الحرف خاصة إذا لم يقدر الشخص علي إخراجه من مخرجه بطبعه لا يقدر عليه بكلفة ولا بتعليم " صـ 82
قال ابن الجزري ذلك والألسن لا تزال فيها بعض الاستقامة فما بالنا في أيامنا التي سيطرت اللغات الأجنبية مع سيطرة العامية علي ألسنة الناس؟؟
قال د/ عبد الصبور شاهين في كتابه (علم الأصوات):" ... إن ما نسمعه من نطق أبناء الجزيرة العربية والعراق للضاد هو أقرب الوجوه النطقية إلي القديم ولكنها تلبس في نطقهم كثيرا بالظاء ... " صـ 117
أقول: وقلب الضاد ظاء من الخطورة بمكان حيث يؤدي إلي تغير المعني قال ابن الجزري:" ... فلولا الاستطالة واختلاف المخرجين لكانت ظاء وهم أكثر الشاميين وبعض أهل المشرق، وهذا لا يجوز في كلام الله تعالي، إذ لو قلنا (الضالين) بالظاء كان معناه: الدائمين، وهذا خلاف مراد الله تعالي، وهو مبطل للصلاة لأن الضلال بالضاد وهو ضد الهدي كقوله تعالي (ضل من تدعون إلا إياه) و (والضالين) الفاتحة 7 ونحوه وبالظاء هو الدوام كقوله تعالي (ظل وجهه مسودا) فمثل الذي يجعل الضاد ظاء في هذا وشبهه كالذي يبدل السين صادا في نحو قوله تعالي (وأسروا النجوى) و (أصروا واستكبروا) فالأول من السر والثاني من الإصرار .. "صـ 82،83
وقد أجاز ابن كثير بإقامة أحدهما مكان الآخر وكذا في بعض الفتاوى وهذا عند الضرورة أي عند عجز القارئ لنطق الضاد السليمة والقاعدة معروفة لدا الأصوليين: الضرورات تبيح المحذورات.
وقال ابن الجزري: وقد أطلق ابن جني في كتاب التنبيه وغيره أن من العرب من يجعل الضاد ظاء مطلقا في جميع كلامهم، وهذا غريب وفيه توسع للعامة." التمهيد82،هذا عند الضرورة وحيث لا ضرورة الآن في ظل وجود الضاد الحالية بطل هذا القول، فلم يرض ابن الجزري إقامة أحدهما مكان الآخر وعلق بقوله:" وهذا غريب وفيه توسع للعامة."
هذه هي أقوال علماء الأصوات المعاصرين وهم مجمعون علي عدم وجود هذه الضاد ومن يعترض ويخالف أهل التخصص لا يعتد بقوله إلا أن يأتي بدليل واضح وهذا الدليل معدوم كما قال أهل التخصص فبطل قولهم .. وهذا لا يخالف فيه أحد.
فما السبب في عدم وجود هذه الضاد الآن؟؟
الجواب واضح: وهو صعوبة هذا الحرف فتخفف الناس من صعوبتها حتى أصبحت لا وجود لها وأقوال العلماء في صعوبتها كثيرة .. قال غانم قدوري: الضاد صوت صعب الأداء ومن ثم أخذت ألسنة الناس تنحرف في نطقه إلي أصوات أخري ويبدوا أن ذلك ظهر في القرون المتقدمة حتي وجدنا عبد الوهاب القرطبي يصرح في القرن الخامس أن أكثر القراء ينطقونها ظاء ثم يأتي ابن وثيق بعد قرن من ذلك ليقول:" قل من يحكمها في الناس " ثم يقول ابن الجزري في أواخر القرن الثامن:" ألسنة الناس فيه مختلفة وقل من يحسنه." الدراسات الصوتية عند علماء التجويد صـ 231.
وللأسف جاء في زماننا من يقول بعدم صعوبة هذا الحرف .. فالعجب أن نجد من يقول بسهولة الضاد الظائية .. كما يقول ذلك الشيخ فرغلي العرباوي في بحث الضاد وكان يقول بالضاد الظائية والشيخ فرغلي نقل فتوى علماء الأزهر في الضاد ولم يصرح إلي الآن هل رجع هو عن ضاده أم لا؟؟ وما زال بحث الضاد الظائية موجودا في موقعه لمن أراد التحميل!!
¥