وأمّا الإجماع فقد نقل الإجماع على أنّ المؤمنين يروا ربّهم يوم القيامة بالأبصار غير واحد من أهل العلم بل لم يُعرفُ عن أهل السنّة والجماعة خلاف هذا القول. وانظر في ذلك كتب أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة.
4) وفي (ص82) قال تحت عنوان: ((لمن حضرت له خطرة نفسانية)): أي مال إلى النّساء أو إلى شهوات الدُّنيا. فماذا يصنع يا تُرى؟! قال: ((يأخذ من جانب من حصلت له الخطرة تراباً يقرأ هذا الإسم ألف مرّة ويرمي في تلك الجهة تُقهرُ الخطرةُ بكرم الله تعالى. والإسم الأعظم هو هذا: بسم الله الرحمن الرحيم يا شميعثا ... ))!! فمن هو شميعثا يا تُرى؟! قاتل الله الصوفية المُشركين.
5) وفي (ص82) أيضا وتحت عنوان عجيب: ((لدفع عذاب القبر)) قال ما لا يصدرُ إلا ممّن لم يشمّ ريح الإسلام والسنّة!!
قال قاتله الله: ((روي عن ابن عبّاس رضي الله عنه أنّهُ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم لعليّ رضي الله عنه ((من مات وكُفّن فاكتبوا له هذه الآيات وضعوها على صدره يُدفعُ عنهُ عذاب القبر ولا يُعذّبُ في قبره بلا شكّ وإن كان كافراً ... )) ثمّ ذكر كلاما خلطه بين أدعية ورؤوس آيات.
وأنا أتسائلُ: هل علّم رسول الله عليه الصلاة والسلام هذا الدُّعاء لعليّ رضي الله قبل وفات أبيه أبي طالب أو بعد وفاته؟ فماذام هذا الدُّعاء يدفعُ عذاب القبر بلا شكّ حتى عن الكافر ففي رأيي أنّ أبا طالب أولى النّاس به فقد حمى رسول الله صلى الله عليه وسلّم وقدّم للإسلام والمُسلمين ما لم يُقدّم هذا الدّجال وأتباعه عشر معشاره.
وكيف يصحُّ مثل هذا الهراء والله عزّ وجلّ يقول في كتابه: ((ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبيّن لهم أنّهم أصحاب الجحيم)) وقد ورد في سبب نزول هذه الآية ما رواه إماما الحديث البخاري ومسلم في صحيحيهما عن سعيد بن المسيّب رحمه الله عن أبيه المسيّب بن حزن رضي الله عنه قال: ((لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلّم فوجد عنده أبا جهل بن هشام، و عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم لأبي طالب: (يا عم: قل لا اله إلا الله، كلمة أشهد لك بها عند الله) فقال أبو جهل، وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب؟
فلميزل رسول الله صلى الله عليه وسلّم يعرضها عليه، ويعودان بتلك المقالة، حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم هو على ملة عبد المطلب و أبى أنيقول لا اله الا الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (أما والله لأستغفرنّ لك ما لم أنه عنك) فأنزل الله تعالى فيه: ((ما كان للنّبيّ ... )) الآية) الحديث. متفق عليه. اللؤلؤ والمرجان (16).
وقد بوّب الإمام مسلم رحمه الله لهذا الحديث بقوله: ((باب: الدليل على صحّة إسلام من حضره الموت، ما لم يشرع في النّزع، وهو الغرغرة. ونسخ جواز الاستغفار للمشركين. والدليل على أنّ من مات على الشرك فهو في أصحاب الجحيم. ولا ينقذه من ذلك شيء من الوسائل. اهـ
وقد يقول قائل أنّ المُؤلّف صدّر هُرائه هذا بصيغة التمريض ((رُوي)) وهذا ما يدلُّ على تضعيفه لهذا الأثر! فأقول: يا ليت الواقع كان كما تقولون ولكنّ الصوفية من أبعد خلق الله عن فهم الحديث فضلا عن مُصطلحات المُحدّثين وقواعدهم. وما الأحاديث الموضوعة التي ذكرها المؤلّف في كتابه القذر هذا إلا أكبر دليل على ما أقول.
ورحم الله سماحة الشيخ أحمد حمّاني –مفتي الجزائر الأسبق- إذ قال: ((ومنذ عهد السلف كان من أكبر الوضّاعين للحديث جهلة المتصوّفة)) (صراع بين السنّة والبدعة (1/ 171 دار البعث، قسنطينة).
6) وفي (ص84) قال تحت عنوان: ((لمن غلب عليه النّسيان)): وأيضا في الخبر عن سيّد البشر أنّه قال: ((من قرأ الدُّعاء الذي يسمّى بكيمياء السعادة (!) سبعاً وقت العشاء يرى بكرم الله تعالى العجائب والغرائب)) ورُوي عن ميكائيل (!) أنّ من قرأ كلّ يوم خمسين مرّة تصير رتبته أعلى من غيره ورُوي عن موسى عليه السلام أنّه قال: من قرأه كلّ يوم خمسين مرّة يرى الله سبحانه وتعالى على كلّ حال (!) ويُكشف له من كلّ شيء (!) والدّعاء المُسمّى بكيمياء السعادة هو هذا: ... )) ثمّ ذكر خليطا من الكلام لا قيمة له.
¥