ـ[عيسى 33]ــــــــ[08 - 09 - 09, 10:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة 62 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
أواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستكملاً أبواب الاستسقاء، من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ؛
"أَنَّ رَجُلاً نَادَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ بِالْمَدِينَةِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَحَطَ الْمَطَرُ، وَأَمْحَلَتِ الأَرْضُ، وَقَحَطَ النَّاسُ، فَاسْتَسْقِ لَنَا رَبَّكَ، فَنَظَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى السَّمَاءِ، وَمَا نَرَى كَثِيرَ سَحَابٍ، فَاسْتَسْقَى، فَنَشَأَ السَّحَابُ بَعْضَهُ إِلَى بَعْضٍ، ثُمَّ مُطِرُوا، حَتَّى سَالَتْ مَثَاعِبُ الْمَدِينَةِ، وَاضْطَرَدَتْ طُرُقُهَا أَنْهَارًا، فَمَا زَالَتْ كَذَلِكَ إِلَى يَوْمِ الْجُمُعَةِ الْمُقْبِلَةِ مَا تُقْلِعُ، ثُمَّ قَالَ ذَلِكَ الرَّجُلُ، أَوْ غَيْرُهُ، وَنَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَحْبِسَهَا عَنَّا، فَضَحِكَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا، فَدَعَا رَبَّهُ، فَجَعَلَ السَّحَابُ يَتَصَدَّعُ عَنِ الْمَدِينَةِ يَمِينًا وَشِمَالاً، يُمْطِرُ مَا حَوْلَهَا، وَلاَ يُمْطِرُ فِيهَا شَيْئًا.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، اسْتَسْقِ اللَّهَ لَنَا، قَالَ: فَاسْتَسْقَى، وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً، قَالَ: فَأُمْطِرْنَا، فَمَا جَعَلَتْ تُقْلِعُ إِلاَّ وَلاَبَاتُهَا تُمْطَرُ، فَلَمَّا أَتَتِ الْجُمُعَةُ، قَامَ إِلَيْهِ ذَلِكَ الرَّجُلُ، أَوْ غَيْرُهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَرْفَعَهَا عَنَّا، قَالَ: فَدَعَا، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى السَّحَابِ يُسْفِرُ يَمِينًا وَشِمَالاً، وَلاَ يُمْطِرُ فِي جَوْفِهَا قَطْرَةً.".
أخرجه أحمد، والبخاري، وأبو يعلى.
ــــــــــ
وَأَمْحَلَتِ الأَرْضُ؛ أجدبت وانقطع عنها المطر.
مَثَاعِبُ الْمَدِينَةِ؛ أي مسايل مائها، والمثعب مجرى الماء.
وَاضْطَرَدَتْ طُرُقُهَا؛ تَبِعَ بعضُها بعضًا في امتلائها بالماء.
ــــــــــ
* * *
عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ , قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنِ زَيْدٍ الْمَازِنِيَّ يَقُولُ:
"خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمُصَلَّى , فَاسْتَسْقَى , وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ حِينَ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إِلَى الْمُصَلَّى يَسْتَسْقِي، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَقَلَبَ رِدَاءَهُ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ.".
قَالَ سُفْيَانُ: قَلَبَ الرِّدَاءَ، جَعَلَ الْيَمِينَ الشِّمَالَ، وَالشِّمَالَ الْيَمِينَ.
ـ وفي رواية: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، خَرَجَ إِلَى الْمُصَلَّى يَسْتَسْقِي , وَأَنَّهُ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ , اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ , وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ.".
أخرجه مالك , والحميدي , وابن أبي شيبة، وأحمد , وعبد بن حميد , والدارمي , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والترمذي , والنسائي , وابن خزيمة، والدَّارَقُطْنِي , والبَيْهَقِي، والبَغَوِي.
* * *
عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا دَعَا، جَعَلَ ظَاهِرَ كَفَّيْهِ مِمَّا يَلِي وَجْهَهُ، وَبَاطِنَهُمَا مِمَّا يَلِي الأَرْضَ.".
¥