تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تنبيه: إذا لم تستطع الجواب لأي عذر كان فلا تحاول جعل الموضوع محل إجماع وأن هذا مما استقر في عقول البشرية ......

للفائدة:

رقم الفتوى 54232 معرفة الله لا تتم إلا بالعقل والقلب معاً

تاريخ الفتوى: 20 شعبان 1425

السؤال

سمعت مقولة يقولها عامة الناس إن الله عرفوه بالعقل أريد أن أعرف هذه المقولة، وهل الله عرفناه بالعقل ولا القلب وأريد الفرق بين القلب والعقل، وماذا عن هذا وعن هذا؟ وجزاكم الله خيراً.

الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

أما مقولة (إن الله عرفوه بالعقل) فهي صحيحة في الجملة لأن الله كرم الإنسان بالعقل وجعله مناط التكليف، وهيأ له السبل كي يبحث في الكون بالنظر والتأمل والاستدلال، ومن المعلوم أن الإنسان يستدل على معرفة الله بالعقل والشرع، ولكن تفاصيل المعرفة وما يترتب عليها من تكاليف شرعية لا تثبت إلا بالوحي.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وما علم بصريح العقل لا يتصور أن يعارضه الشرع البتة، بل المنقول الصحيح لا يعارضه معقول صريح فقط، وقد تأملت ذلك في عامة ما تنازع الناس فيه فوجدت ما خالف النصوص الصحيحة الصريحة شبهات فاسدة يعلم بالعقل بطلانها، بل يعلم بالعقل ثبوت نقيضها الموافق للشرع، وهذا تأملته في مسائل الأصول الكبار كمسائل التوحيد والصفات ومسائل القدر والنبوات والمعاد وغير ذلك، ووجدت ما يعلم بصريح العقل لم يخالفه سمع قط. انتهى. من درء تعارض العقل والنقل.

وقولك: عرفناه بالعقل ولا بالقلب: فمعرفة الله سبحانه تكون بالعقل والقلب معاً، فالتفكر في مخلوقات الله يكون بالعقل، ثم ينتقل من دائرة العقل إلى دائرة اليقين بالقلب، وقد قرنت الآيات القرآنية التفكر في خلق السماوات والأرض -وهذا يكون بالعقل- بالتوجه القلبي لذكر الله وعبادته، فقال الله تعالى: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ* الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ {آل عمران:190 - 191}.

قال ابن القيم في الفوائد: الرب تعالى يدعو عباده في القرآن إلى معرفته عن طريقين: أحدهما: النظر في مفعولاته، والثاني: التفكر في آياته وتدبرها، فتلك آياته المشهودة، وهذه آياته المسموعة المعقولة. انتهى.

أما الفارق بين العقل والقلب: فالعقل يراد به الغريزة التي بها يعلم الإنسان، وقيل: هو نور في القلب يعرف الحسن والقبيح والحق والباطل، والقلب هو محل العلم والإرادة، قال تعالى: فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ {الحج:46}.

قال ابن تيمية: إن العقل له تعلق بالدماغ والقلب معاً، حيث يكون مبدأ الفكر والنظر في الدماغ، ومبدأ الإرادة والقصد في القلب، فالمريد لا يكون مريداً إلا بعد تصور المراد. انتهى بتصرف.

ولهذا يمكن أن يقال: إن القلب موطن الهداية، والعقل موطن الفكر، ولذا قد يوجد في الناس من فقد عقل الهداية الذي محله القلب واكتسب عقل الفكر الذي محله الدماغ والعكس، فهذا بعض ما قيل في الفرق بين العقل والقلب، وقد قيل غير ذلك، وعلى كل حالٍ فلا ينبغي أن يضيع المرء وقته ويشغل فكره في هذا لأنه لا طائل من وراء معرفة الفرق بينهما.

والله أعلم.

المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه

http://islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=54232&Option=FatwaId (http://islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=54232&Option=FatwaId)

ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[16 - 09 - 08, 08:49 م]ـ

[ quote= وكيع الكويتي;897784] تنبيه: إذا لم تستطع الجواب لأي عذر كان فلا تحاول جعل الموضوع محل إجماع وأن هذا مما استقر في عقول البشرية ......

أخي وكيع النبيه. لم هذا التنبيه؟ أنا لم أقل انه اجماع استقر في عقول المسلمين بله عقول {البشرية}!! وما شأني بالبشرية؟

ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[16 - 09 - 08, 09:27 م]ـ

الشيخ الفاضل خالد حفظكم الله ورعاكم.قد نظرت فيما أحلتموني عليه ومع أنه ليس فيه كبير تعلق بصلب البحث الذي أوردته لكنني استفدت منه فائدة هامة وهي أننا إذا اردنا أن ننصر الحق الذي ندين الله تعالى به فإنه يجب أن نجرد النية للحق سبحانه .. وليس من يجري فرسه في الخلاء كمن يداعس الفرسان في الميدان ... اننا نناظر عدوا كذابا صخابا جلابا ومتى لم نكشف كذبه بنور الصدق،ونعلو ا على صخبه واجلابه بالحجة الدامغة لترهاته، أوشك أن يستميل باديء الرأي من الناس ثم شكك اهل البصيرة بعد ذلك .... يجب أن يكون ميزاننا الذي نزن به أحكامنا أمام خصومنا واحدا، وإلا قالوا عنا بأننا نكيل بمكيالين ونزن بميزانين وفي ذلك ما فيه من ادخال الوهن على مذهبنا والتطريق لأهل البدع للطعن في طريقتنا. فمثلا إذا كان من قواعدنا أن تفرد الثقة برواية مقبول ولا ترد روايته تلك الا مع المخالفة لمن هو أوثق منه أو لعدد من الثقات ممن هم في درجته أو أنزل منه قليلا. فغير سائغ ولا جائز أن ننقض هذه القاعدة في موضع آخر لأننا لانجد ما ننصر به مذهبنا الا بذلك!! وإذا التزمنا أن ما ورد في الصحيحين مقدم عند الترجيح وقاض على ماجاء في غيرهما،لم يجز لنا أن نعكس القضاء في مقام آخر ... إنني أريد منكم يا أهل العلم أن تعينونا بما عندكم من الفهم والعلم حتى ننصر مذهب اهل السنة والجماعة،فإن لم تستطيعوا فلا أقل من أن تمسكوا عنا ألسنتكم وتكفوننا شر اتهامكم لنوايانا،فحسبنا ما نلقى من خصومنا الروافض. والسلام

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير