تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مطابقة روايات بعد السماء للواقع]

ـ[د. محمد دودح]ــــــــ[04 - 10 - 08, 03:08 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛ وبعد:

عيد مبارك وكل عام وأنتم بخير

لقد وردتني شبهة تختص بروايات بعد السماء عن الأرض ومدى مطابقتها للواقع, فاجتهدت في الجواب في سياق دفع الشبهة وبيان الجانب العلمي لا في سياق تحقيق الروايات, فأنتم أهل التحقيق في هذا المجال, ولا يتجاوز دوري الجمع والتنسيق, ولا يتعدى مجالي الجانب المختص بالحقائق العلمية فقط حسب المراجع العربية والإنجليزية, ويشرفني إرسالها لكم باعتباركم أهل الاختصاص, ولقد قدمتم للأمة زادا من العلم وثروة طائلة لكل باحث, فأسأل الله تعالى أن يجعل جهودكم في موازين حسناتكم, ولكم مني جزيل الشكر ووافر الاحترام والتقدير.

د. محمد دودح

الباحث العلمي بالهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة

برابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة

نُقل البحث داخل المشاركة

## المشرف ##

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين المؤيد بساطع البراهين؛ وبعد: فجوابا على السؤال حول مدى مطابقة روايات بعد السماء عن الأرض للواقع أقول مستعينا بالعلي القدير سائله تعالى التوفيق والسداد:

الأصل عند المحققين أن أخبار الوحي اليقينية الثبوت لا تخالف الواقع, وهي ميزة تفردت بها رسالة خاتم النبيين أيدت في عصر اكتشاف الحقائق العلمية التبديل والتحريف في روايات جميع الكتب المنسوبة للوحي غير القرآن الكريم, ولا مستند للطاعن في الإسلام بتجاهل ساطع براهين الوحي وتلمس مخالفة للواقع في روايات يجهل أسباب ورودها ويتعسف في فهمها إن صحت نسبتها, أو تفتقد لليقين في الثبوت عند المحققين, أو تكون من مشكل الأخبار أو المعلول أو الدخيل كالموضوعات والإسرائيليات المتضمنة غرائب تردها أصالة البلاغة النبوية ويجافيها المعقول, وأما المتحري دفعا للشبهات فمرجعه فوق مآثر الكشوف العلمية ثروة تحقيقات علماء الحديث وفقهاؤه في السند والمتن تؤانسه.

والواقع كما يصفه علم الفلك الحديث أن الكون الممكن الإدراك بنيان شامخ متسع الأبعاد متعدد الطوابق شديد الترابط؛ ملاطه قوى غير مرئية كالعمد ولبناته متزايدة في العلو والضخامة من حشود النجوم فوق عالمنا الكوكبي ودون أبعد ما يمكن إدراكه باستخدام مراصد مزودة بمناظير تدرك الإشعاعات غير الضوئية (المراصد الراديوية) وتسمى أشباه النجوم (الكوازارات) , وأقربها حشد نجمي محلي local Cluster دون حشد نجمي أعظم Super Cluster يتبع المجرة Galaxy ضمن حشد مجري محلي دون حشد مجري أعظم, وكلما ازداد البعد زادت سرعة انحسار المجرات, ولا أمل في إدراك المزيد أبعد من أشباه النجوم لأنها تبدو منحسرة بسرعات تقارب أقصى سرعة في الكون الممكن الإدراك وهي سرعة الضوء؛ ولا يمكن إدراك تكوين مادي ينحسر بعيدا بنفس سرعة ما يصدره من إشعاع.

والعجيب أن هذه المآثر التي لم يحرزها بشر قبل عصر الكشوف لا تأباها نصوص الكتاب العزيز, وتبلغ بك الدهشة أقصى مدى عندما يصيب ابن عباس بمعوله عين النبع بقوله (لسرعته يقطع مسيرة ألف سنة في يوم) في تفسير قوله تعالى: ?يُدَبّرُ الأمْرَ مِنَ السّمَآءِ إِلَى الأرْضِ ثُمّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مّمّا تَعُدّونَ? السجدة 5، فتجد أن مسافة الألف سنة في يوم تماثل حوالي 300 ألف كم/ثانية , وهي نفس القيمة المعلومة اليوم لسرعة الضوء التي تمثل في علم الفيزياء Physics أقصى سرعة ممكنة الرصد في الكون؛ هذا إذا حملت الأمر على المأمور بإيجاده تصويرا بكلمة (كن) وهو القوى التي تمثل مادة بناء كل تكوين في الكون, وحملت الألف سنة على المسافة التي يقطعها في 12 شهرا ما تقوم على حركته السنة عند عرب التنزيل المخاطبين ابتداء وهو القمر أقرب الجيران, وجعلت (مما تعدون) تخصيصا للحركة وفق ما يعدها المراقب الأرضي مجردة من نسبة التغير في البعد الغير ملاحظة بالعين المجردة وكأن حركة القمر حول الأرض في نظام معزول Isolated System؛ يعني باعتبار الأرض وتابعها لا يدوران حول الشمس كما يعد جميع أهل الأرض.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير