تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الحكمة من العيد في الإسلام (الشيخ أبو سعيد الجزائري)]

ـ[ابو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[02 - 10 - 08, 12:25 ص]ـ

بسم الله الرحمان الرحيم

درس للإذاعة في برنامج "الدين يسر"

الحكمة من العيد في الإسلام، وما هو واجب المسلم بعد رمضان

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خالقُ الأرض والسماوات، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي بيّن لأمته طريق النجاة، وحذر من طريق الغي بما جاء به من البينات، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين. أما بعد / أيها المستمعون الكرام، ها نحن وَدّعْنا رمضان شهرَ الصيام والقيام، شهرَ الخير والبركة، وهَلّ علينا بعده يومُ العيد الذي يحرم الصيام فيه، ويجب الفِطر فيه لأنه ضيافة من الرحمان للمسلمين، فيُفطرون ويفرحون، ويتسلمون الجائزة والتي بها يسعدون، إنها جائزة العتق من النار لمن أحسن الصيام والقيام.

أيها المستمعون الكرام، اعلموا – رحمكم الله – أن العيد في الإسلام هو مظهر الاعتزاز بقيم المجتمع الإسلامي، التي هي من شعائر الله، حيث إنَّ تعظيمَها مطلوب من كل مسلم ومسلمة، قال تعالى: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32) ( http://iid-alraid.de/EnOfQuran/AudioLink/Aya/02627.htm)) { الحج 32}

إن الاحتفال بالعيد هو تعبيرٌ عن السّمُوّ الأخلاقي، وفيه مظهرُ وحدةِ المسلمين، وتعاونهم، وشفقتهم على الفقراء والمساكين بزكاة الفطر وفيه الجهر بتكبير الله إعلانا لشعائر الدين، وإظهارا لتماسك المسلمين، وشكرًا لله على إكمال العِدّة من شهر رمضان المحبوب من الصالحين، قال تعالى (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) ( http://iid-alraid.de/EnOfQuran/AudioLink/Aya/00192.htm)) { البقرة 185}.

في العيد الفرح والسرور بتوفيق الله تعالى المسلم لطاعة الله تعالى، والعيدُ أيضا محطَة أيضا للراحة المشروعة، والاستمتاع بما أحلّه الله تعالى من المطاعم والمشارب ومن اللهو المباح دون إسراف ولا مَخيلة، ثم يواصل المسلم مسيرتَه في الحياة على نهج شريعة الله الغرّاء، وهذا هو المنهج الوسط الذي يعتني بمطالب الروح ومطالب الجسد، ويوفّق بين الدين والدنيا، كما قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) {البقرة 143}

أيها المستمعون الكرام / لئن انقضى شهر رمضان، فإن زمن العمل الصالح لا ينقضي، ولئن رحلتْ أيام رمضان، فإن الصيام مازال مشروعا ولله الحمد – في كل وقت فقد سنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنواعا من الصيام، فقال صلى الله عليه وسلم:" من صام رمضان ثم اتبعهُ ستًا من شوال كان كصيام الدهر" (م) ومعناه صيام سنة، وذلك أنّ صيامَ رمضان يقابل عشر أشهر 30 x10= 300 يوما، وصيامَ ستٍ من شوال يقابل شهرين 6 x10= 60 يوما، فذلك تَمَامُ العام. كما سنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلم صيام الاثنين والخميس من كل أسبوع، وصيامَ ثلاثة أيام من كل شهر، وصيامَ عرفة، وصيامَ عاشوراء. كما سنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قيامَ الليل بالصلاة في ليالي السّنة كلِّها، وقيامُ الليل يبدأ من بعد صلاة العشاء وينتهي بطلوع الفجر، فأيُّ صلاةٍ نافلةٍ صلاها المسلم في ذلك الوقت فهو من قيام الليل ولو ركعتين فقط. كما يجب على المسلم أن يحافظ على الواجبات كالصلوات الخمس، والجمعة وغير ذلك مما أوجبه الله عليه في هذه الحياة.

أيها المستمعون الكرام / يا مَنِ اكتسبتم الحسناتِ في رمضان، ويا من أكثرتم من الطاعات في شهر الخيرات، استمروا بعده على فعل الحسنات، واحذروا الرجوع إلى المعاصي والسيئات، لا تهدِموا ما بنيتم من الصالحات، بل واصلوا تلك الخُطُوات المباركات، ونَمُّوها واجعلوها لكم عاداتٍ نافعات.

بعد الفاصل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير