سئل الضياء عنه فقال: فقيه خير كريم النفس ونالته محنة فإن سنة أربع وعشرين صاموا ببغداد رمضان بشهادة اثنين ثم ثاني ليلة رقب الهلال فلم ير ولاح خطأ الشهود وأفطر قوم من أصحاب أبي صالح فأمسكوا ستة من أعيانهم فاعترفوا فعززوا بالدرة وحبسوا. ثم أخذ الذين شهدوا فحبسوا وضرب كل واحد خمسين ثم إن قاضي المحول أفطر بعد الثلاثين على حساب ما شهدوا فضرب وطيف به. واحتمى أبو صالح بالرصافة في بيت حائك واجتمع عنده خلق من باب الأزج فمنعوا من الدخول إليه ثم أطلق بعد انسلاخ شوال. نعم)
في إنباء الغمر
عام 840
(وفي يوم الأربعاء شهد جماعة برؤية الهلال تلك الليلة فلم يقبل القاضي شهادتهم ورددهم وبين القاضي الحنفي فبلغ السلطان ذلك فذكر إن اثنين من المماليك أخبرا السلطان بذلك وأنه ارتقب الهلال ليلة الخميس فغاب قبل العشاء فاستدلوا بذلك - على بطلان شهادة من شهد برؤيته ليلة الأربعاء وقوي عندهم ذلك أن أهل التقويم أطبقوا على أن رؤيته يوم الأربعاء غير ممكنة في العادة لأنه تغيب على نحو ثلث ساعة واستمر الحال على ذلك إلى أن ضحي جماعة من الناس يوم الجمعة اعتمادا على من رأى ليلة الأربعاء وانتشر الأمر وكثر عدد من ينسب إلى الرؤية وامتنع جماعة من صيام يوم الجمعة اعتمادا على من شهد ويتهم من اتهم الذين لم يقبلوا الشهادة المذكور بأنهم فعلوا ذلك محاباة للسلطان لما جرت العادة من نظيرهم بخطبتين في يوم فنقض عليهم بأن القاضي ولي الدين العراقي خطب في شوال سنة وهي ول سنة تقرر فيها الأشرف في السلطنة ثم لم يزل مستقيما في مملكته إلى الآن وكثرت الشناعة بسبب ذلك - والله المستعان وعيد جماعة يوم الجمعة وصلوا في بيوتهم العيد وأفطر جمهور الناس يوم الجمعة خشية أن يكون هو يوم العيد واتفق أهل الشام والقدس وما حولهما على أن أول ذي الحجة يوم - الأربعاء
)
في إنباء الغمر لابن حجر
849
(واتفق أن شعبان كان أوله الثلاثاء بالعدد فلما كان النصف منه ذكر بعض نواب الحكم بالجيزة أن اثنين شهدا عنده برؤيته ليلة الاثنين فثبت وصام من أراد صيام النصف يوم الاثنين
ويسر الله أن هلال رمضان رئي ليلة الثلاثاء وغاب قبل العشاء بثلث ساعة فلما كان أول يوم من رمضان شاع بين الناس أن اثنين من أهل قليوب رأيا هلال رمضان ليلة الثلاثاء واستنكر كل من سمع ذلك صحة هذا ثم اعتمد القاضي الشافعي في تحرير هذا الخبر فأرسل عونا من أعوانه إلى قليوب فأحضر الرجلين
)
وفي إنباء الغمر
عام 802
(وفي هذه السنة أثبت هلال شعبان ليلة السبت بحلب مع اتفاق أهل العلم بالنجوم أنه لا يمكن رؤيته فلما كان ليلة الأحد شهد اثنان برؤية هلال رمضان وهو أيضا لا يمكن وأصبحوا ليلة الإثنين فلم يروا شيئا فأفطروا يوم الثلاثاء وهو سلخ رمضان في الحقيقة فأفطروا يوما من آخر رمضان بمقتضى ذلك
)
وفي إنباء الغمر
عام 842
(وتراءى الناس الهلال ليلة الأحد وكانت بالعدد الثلاثين من شعبان فلم يروه فلما كان بعد صلاة - العشاء بنحو ثلث ساعة حضر كتاب من نائب الحكم وهو المحب البكري أنه ثبت عنده فنودي بالصيام وصل كتاب - نائب الحكم من بلبيس في أول النهار بمثل ذلك وفي أثناء النهار من نائب الحكم بمنوف العليا كذلك وكثر بعد ذلك من يخبر برؤيته ويعتذر. وحضر السلطان سماع الحديث في أول يوم في شهر رمضان)
وفي عام
842
(سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة
شهر الله المحرم - أرخوه على عادة العدد يوم الأربعاء ثم تبين أن أوله الثلاثاء بعد ستة أيام)
في إنباء الغمر
عام 843
(سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة
المحرم - أوله الأحد العشرين من بونة من أشهر القبط - وفي ليلة السبت تراءوا هلال المحرم فلم يظهر مع الصحو الشديد فلما كان صبيحة هذا اليوم استقر القاضي محب الدين بن الأشقر ناظر الجيش وركب الناس معه وكان الجمع وافرا واستقر معه محمد بن أبي الفرج عبد الرزاق أخو فخر الدين في الأستادارية فركب معه فوصله إلى منزله برأس حارة زويلة وتوجه إلى منزله بقرب قنطرة سنقر وتوجه غالب الناس معه
وفي هذا اليوم وصل رأس تغري برمش ورفيقه ونودي عليهما بالقاهرة ثم علقا بباب زويلة - وقد تقدم أنه ضربت عنقه في سابع عشر ذي الحجة من الحالية - بقلعة حلب وقدم مبشر الحاج وأخبر أنهم وقفوا يوم السبت وأن بعض الناس تحدث برؤية الهلال ليلة الجمعة ولم يثبت ذلك لكن سار الركب من مكة فباتوا بعرفات ليلة الجمعة احتياطا
)
في إنباء الغمر
عام 845
(شهر رمضان المعظم قدره وحرمته - أوله الأحد وترؤه ليلة السبت وكانت رؤيته ممكنة لكن كان الغيم مطبقا ومضى أكثر النهار ولم يتحدث أحد برؤيته وتمادى الأمر على ذلك إلى العشر الثاني فشاع أن بعض أهل الضواحي صاموا يوم السبت ثم كثر الخبر عن أهل المحلة فكوتب حاكمها فاجاب بأنه شهد برؤيته شاهدان من العدول وآخران مستوران وتحدث برؤيته جماعة كثيرون وحكم به بعض نواب الحكم فلما تكامل ذلك اتصل ببعض نواب الحنبلي القاضي - فحكم بتحريم صوم يوم الاثنين الذي هو بالعدد يكون ثلاثين من رمضان وبوجوب قضاء يوم السبت على قاعدتهم في أن الهلال إذا رئي ببلد وجب على بقية البلاد صومه وقضاءه على من كان أفطره وكانوا هم صاموا يوم السبت على قاعدتهم - في صوم اليوم الذي يلي الليلة التي يكون غيمها مطبقا ولولا ذلك لأمكنت رؤية الهلال. فلما كانت ليلة الاثنين تراءى الناس الهلال فرآه جمع جم فكان العيد يوم الاثنين بغير شك فلم يمكن الحنابلة صيامه
)
¥