" فقيه أصولي، عارف بالأدب والتاريخ كاره للمظاهر، يقنع بالكفاف، لا يُعنى بملبس أو بمأكل، ضعف بصره قبل الكهولة، وفلج في أعوامه الأخيرة" [الأعلام 1/ 37]
وقال الأستاذ أدهم الجندي:
"وبرع ابن بدران في سائر العلوم العقلية والأدبية والرياضية، وتبحر في الفقه والنحو، فكان –رحمه الله- علماً من الأعلام"
وقال: "كان شيخاً جليلاً زاهداً في حطام الدنيا، متقشفاً في ملبسه ومسكنه ومعيشته .. " [أعلام الأدب والفن: 1/ 224 - 225]
وقال عنه محمد تقي الدين الحصني:
" .. كان سلفيَّ العقيدة، يبح التقشف ويميل بطبعه إلى الانفراد عن الناس، والبعد عن الأمراء، وله اختصاص في علم الآثار
والكتب القديمة، ومعرفة أسماء الرجال ومؤلفاتهم من صدر الإسلام إلى اليوم" [منتخبات التواريخ لدمشق:2/ 762 - 763]
وقال الشيخ محمد بن السعيد العثماني:
" كان –رحمه الله- شيخاً جليلاً مقتفياً لطريقة السلف الصالح مدافعاً عنها، صابراً على أذى الأعداء فيها، تاركاً للتعصب، مع الدين والتقوى والعفة والصلاح .. " [نبذة من ترجمة ابن بدران في آخر المدخل]
وقال العلامة الشيخ محمد بهجة البيطار في كلامه عن شيخيه جمال الدين القاسمي وابن بدران:
"وكانت صلة ابن بدران بالقاسمي حسنة، وكان للشيخين أمل كبير وسعي عظيم، وفي تجديد النهضة الدينية العلمية في ديار الشام، فقد أشبها –رحمهما الله- أئمة السلف تعليماً للخواص، وإرشاداً للعوام، وتأليفاً للكتب النافعة، وزهداً في حطام الدنيا الزائلة" [مقدمة منادمة الأطلال]
وقال محب الدين الخطيب حين ذكر وفاته في مجلة الفتح:
" هو –أي ابن بدران- من أفاضل العلماء .. تلقى العلم عن المشايخ مدة خمس سنوات، ثم انصرف إلى تعليم نفسه بنفسه، فكان من أهل الصبر على التوسع في اكتساب المعارف، من العلوم الشرعية والأدبية والعقلية، وهو حنبلي المذهب .. " [الفتح، العدد 67]
وقد عُينَّ مُفتياً للحنابلة، ومُدرساً بالجامع الأموي .. وغير ذلك ..
وقد ابتلي كثيراً، من الحكام ومشايخ الدولة، والصوفية، والجهلة الأغمار، وكان يشتكي من التعدي والحسد، وتألبهم عليه، يقول البارودي: " الشيخ ابن بدران أحد فقهاء قصبة دوماء، وهو من العلماء المجددين. كان جريئاً لا يهاب أحداً ... " ثم ذكر أن من جرئته أعترض على بعض مخالفات رئيس بلدية دوما صالح طه، فأصدر صالح طه أمراً من الوالي بإبعاد الشيخ ابن بدران عن دوما، فانتقل إلى دمشق مدة سنيتن حتى انتهت مدة نفيه، وقد أفاد أهل دمشق وانتشرت دعوته الإصلاحية السلفية، وخدم تاريخ دمشق بتهذيب تاريخ دمشق، وألف [الروض الباسم في تراجم المفتين بدمشق الشام]
ولقد ألف ابن بدران المؤلفات الكثيرة، التي تشهد له بالفضل وسعة الاطلاع، غير أن بعضها لم يكتمل، بسبب ما أصيب به من داء الفالج في آخر عمره .. وقد بلغت مصنفاته (46 مصنفاً). وفيما يلي ذكر أهم تلك المصنفات:
1 – المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل
2 – منادمة الاطلال ومسامرة الخيال
3 – الروض الباسم في تراجم المفتين بدمشق الشام
4 – العقود الدرية في الأجوبة القازانية
5 – العقود الياقوتية في جيد الأسئلة الكويتية
6 – حاشية الروض المربع شرح زاد المستنقع "الجزء الأول"
7 – تعليق على لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد لابن قدامة
8 – تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر "يقع في ثلاثة عشر مجلداً"
9 – تاريخ دوما منذ فجر الدولة العباسية حتى القرن الرابع عشر الهجري
10 – الآثار الدمشقية والمعاهد العلمية
11 – شرح روضة الناظر لابن قدامة
12 – ديوان تسلية اللبيب عن ذكر حبيب
وقد تتلمذ على يديه خلقٌ كثير، من أبرزهم:
1 – المؤرخ خير الدين الزركلي، صاحب كتاب الأعلام.
2 – العلامة محمد صالح العقاد الشافعي، الذي كان يقال عنه: "الشافعي الصغير"
3 – العلامة المؤرخ محمد أحمد دهمان، وهو من أخص طلابه، وقد أسس في حياة شيخه المطبعة والمكتبة السلفية بدمشق، حيث طبع مؤلفات شيخه ابن بدران.
4 – الأديب الشاعر محمد سليم الجندي، من أعضاء المجمع العلمي في دمشق، قال علي الطنطاوي عنه: " ما أعرف تحت أديم السماء أعلم منه بالعربية وعلومها" [دمشق للطنطاوي 114]
5 – الشاعر الأديب محمد بن محمود البزم، ترجم له الزركلي في الأعلام.
6 – فخري بن محمود البارودي، من رجال السياسة والأدب.
وعلماء آخرون، إذ أنجب تلامذة أصبحوا أعلاماً خالدين، كما يقول أدهم الجندي في كتابه "أعلام الأدب والفن" 1/ 225
وقد أصيب آخر حياته بمرض الفالج، فنقل للمستشفى وظل فيه ستة أشهر، ثم خرج، وتوفي – رحمه الله- في ربيع الثاني 1346. ودفن في مقبرة الباب الصغير بدمشق.
* غالب هذه الترجمة استفادتها من كتاب [عُلماء الشام في القرن العشرين]
منقول