تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[ناصر العلي]ــــــــ[26 - 12 - 08, 10:09 م]ـ

بدع وعوائد وأخطاء استقبال وتوديع عام

وثالثاً: من أخطاء بعض الناس رسائلُ الجوال التي تُرسل في نهاية العام وبدايته، ماذا فيها؟ فيها قولُهم: اختمْ عامَك بصيامِ يومٍ أو بقيام ليلةٍ أو بصلاةٍ أو صدقة أو ... ، وبعضُ الكتبِ تروي حديثاً مكذوباً على المصطفى r« من صام آخرَ يومٍ من ذي الحجة وأولَ يومٍ من المحرم فقد ختم السنةَ الماضية بصومٍ وافتتح السنةَ المستقبلةَ بصوم، فقد جعل الله له كفارةَ خمسينَ سنة» في سنده رجلان كذابان، نعم يا عباد الله الصيام والصلاة والصدقة مطلوبٌ الاستزادةُ منها، وهي خيرٌ، لكن لا ينبغي تحديدُ ذلك بوقتٍ لم يشرعْهُ الشارعُ الحكيم، الشارع حدَّدَ أوقاتاً معينةً فيها فضائلُ مخصوصةٌ، فلا يجوز لأحدٍ أن يُشَرِّعَ شيئاً جديداً بغير ما أنزل الله تعالى، قال I? الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً ?

والله تعالى أعلم

ـ[ناصر العلي]ــــــــ[26 - 12 - 08, 10:13 م]ـ

[بدع وعوائد أخطاء استقبال وتوديع عام]

ورابعاً: من الأخطاء التي يفعلها بعضُ الناس في رسائل الجوال، ما يتناقله بعضُهم، مثلُ قولِهم: ”ستطوى صحيفةُ هذا العام، ولن تُفتح إلا يومَ القيامة، فاخْتِمْ عامَك بالتوبة والاستغفار والصيام، وتحلَّلْ من الآخرين ... إلخ هذه الرسائل التي فيها: الطلبُ من الناسِ بالدعاءِ والاستغفارِ والتوبةِ إلى الله في نهاية العام. وأخرى فيها: الاستسماحُ وطلبُ العفوِ والغفرانِ من كلِّ الإساءات في حق إخوانه المسلمين!! وفيها: التنادي إلى خصوص محاسبة النفس في نهاية العام؛ وتعليلُ ذلك بأن صحائفَ الأعمال تطوى في نهاية السنة ... إلخ الكلامِ العاري من الدليل النقلي والعقلي. يا مسلمون! يا ناس: إن ربطَ التوبةِ والاستغفارِ والاستسماح والاعتذارِ بنهاية السنة ربطٌ لا مسوِّغ له شرعاً ولا عقلاً؛ إذْ لم يثبتْ فعلُ ذلك في هذا التوقيت بدليلِ النقلِ أو فعلِ السلف. ثم إنّ تأجيلَ التوبة من الذنوب وحقوقِ الآخرين عند نهاية العام هذا التأجيلُ في حدِّ ذاته ذنبٌ يحتاج إلى توبة؛ لأن المسلم مطالبٌ فوراً ودوماً بالاعتذار عن كل هفوةٍ في حق أخيه المسلم. ثم هل نهايةُ العام هي لحظةُ الموتِ عند كل أحدٍ حتى يقالَ الأعمالُ بالخواتيم؟، وهل لا تكون التوبةُ والاستغفارُ والاعتذارُ إلا في اليومِ الأخيرِ من كل سنة أو عند الموت، ومن يضمن نفسَهُ أن يعيش إلى هذه اللحظة؟ هذا الصنيعُ بكل أسفٍ أشبهُ بما يفعله الجاهلون من المسلمين في مناسبة وثنيةٍ غَرْبِيَّةٍ قادمةٍ في شهر فيراير يسمونها: " فالنتاين داي" أو "عيد الحب" زعموا!!

يعلنون فيها المحبةَ والصفاءَ والتصافح والتسامح

يا عباد الله: إن صحائفَ الأعمال إنما تطوى عند الموت، وليس عند نهاية السنة. ورفعُ الأعمال جاءتِ السنةُ الصحيحةُ بتحديد أوقاتها، قال ابن القيم /: [عملُ العام يُرفع في شعبان؛ كما أخبر به الصادق المصدوق r. ويُعرض عملُ الأسبوعِ يومَ الإثنينِ والخميس. وعملُ اليومِ يُرفع في آخره قبلَ الليل، وعملُ الليلِ في آخرهِ قبلَ النهار. فهذا الرفعُ في اليوم والليلة أخصُّ من الرفع في العام، وإذا انقضى الأجلُ رُفِعَ عملُ العُمُرِ كلِّهِ وطُوِيت صحيفةُ العمل]

والله تعالى أعلم

ـ[ناصر العلي]ــــــــ[26 - 12 - 08, 10:15 م]ـ

[بدع وعوائد أخطاء استقبال وتوديع عام]

وخامساً: من البدع التي أحدثها الناسُ قديماً ومازال بعضُهم يفعلها حتى الآن: شربُ الحليب أوما يسمونه "بالقهوة الحلوة" (حليب باللوز)! يُشربُ في صباح اليومِ الأولِ للعام الجديد، لِمَ؟ زعموا لتبدأ القلوبُ صافيةً بيضاءَ مع السنة الجديدة!! نحن نُشجِّعُ شربَ الحليب في صباحِ كلِّ يومٍ فهو مفيدٌ للصحة ولاسيما من لديه نقصٌ في الكالسيوم، أما عادةُ شربه رأسَ كلِّ سنةٍ جديدة، فلا مسوِّغَ لها لا عقلاً ولا حِسًّا ولا شرعاً، هذه الفعائلُ بمعنى التطيُّرِ والطيرة الذي كان أهل الجاهلية يفعلونه.

ومن البدعِ خاصةً عند النساء: لُبْسُ الملابسِ البيضاء تفائلاً أن تكون سنتهم بيضاءَ لا كَدَرَ فيها. ولن يغنيَ ذلك عنهم شيئاً فقد تقع المشكلاتُ في نفس اليوم الذي لبسوا فيه البياض وشربوا فيه الحليب!.

ومن البدعِ الحرصُ على أكلِ الملوخية في طعامِ غداءِ أولِ يومٍ في السنة حتى تكونَ سنتُهُم خضراءَ جميلة. ويفترش بعضُهم السَّجّادَ الأخضرَ ويمشي عليه حتى تكونَ سنتُهُم سنةَ ربيعٍ وبلاش استسقاء مع ما نحن فيه من قحطٍ وجدبٍ بسبب ذنوبنا وهذه الخرافات.

ومن البدع اجتنابُ شِراءِ الفحم في أول يوم من السنة، ليه ياجماعة ما يشترون الفحم؟ قالوا: لأنه أسود تشاؤماً به، أقول: فكان عليهم أن يمتنعوا من شرب كلِّ أسود اللون، وأن يجتنبوا السلام والنظر إلى الرجل الأسود والمرأة السوداء، بل حدثني أحدُ كبارِ السنِّ من المصلين معنا بأنه أدرك زماناً كان الناس يتشاءمون من رؤية الكلب الأسود وقد كانت منتشرةً في مكة في تلك الأيام يتشاءمون من تلك السنة إذا مرتِ الكلابُ السودُ بين أيديهم، ويقولون: يا الله! هذا طالعُ نحسٍ وهذه سنةُ شؤم. إلخ هذه الخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان ..

يا عباد الله: هذه بعضُ العوائدِ والبدعِ والأخطاءِ التي تحدث من بعض الناس، أحببتُ التنبيه عليها نصحاً لإخواني المسلمين، «فالدين النصيحة .. »، فإن لاقت عندك أخي المسلم استحساناً وقبولاً فالحمد لله ذلك ما نبغِ والدعاءَ الدعاء، وإن لم تقبلْها فادعُ لي بالمغفرة والهداية، والخلافُ لا يُفسِدُ لِلْوُدِّ قضية، وبابُ الحوارِ والنقاشِ مفتوحٌ، والحَكَمُ عند التنازع كتابُ الله وسنةُ رسولِهِ r وفعلُ السلف الصالح، دونَ التعصبِ لأقوالِ الرجال، فكما قال الإمام مالك/: [كلٌّ يؤخذ من قوله ويُردُّ إلا صاحبَ هذا القبر يعني رسول الله r]. ووالله يا إخواني: كل شرٍّ في ابتداع من خلف وكل خير في اتباع من سلف. وكما قال الإمام مالك/أيضاً: [لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها].

والله تعالى أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير