تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الأخرى من غير الدول الإسلامية في حالة عدم وجود تلك السلع لديها بشراء السلع

المنتجة مثلاً من الصين واليابان وجنوب شرق آسيا مثلاً وإن امتناع كل فرد مسلم

عن شراء أي سلعة منتجة أو ذات علاقة تجارية أو اسم تجاري مرتبط بالشركات

الغربية، سوف يؤدي إلى وجود غضب شعبي تجاه ما تمارسه القوى الصليبية

الحاقدة، إن على كل فرد مسلم الامتناع عن شراء هذه السلع ودعوة الآخرين لذلك.

الأمر الثاني: أن يقوم كل فرد إذا كان صاحب شركة أو مؤسسة تمارس

الأعمال التجارية بالامتناع عن الاستيراد من الدول الغربية والاستعاضة بالاستيراد

من الدول الإسلامية، أو الدول التي يمكن أن تكون يوماً عدواً للدول النصرانية،

كما أن على كل فرد يمتلك القدرة على الاستقدام للأيدي العاملة أن يمتنع عن

الاستقدام من تلك الدول، وأن يمارس كل فرد إذا لم يكن صاحب شركة أو مؤسسة

الضغط الاجتماعي من خلال النقد وإثارة الإحساس الديني لدى أصحاب هذه

الشركات.

الأمر الثالث: أن يقوم كل فرد وبخاصة العاملين في حقل التعليم باستخدام

التعليم وسيلة للجهاد بالكلمة بغرس القيم والمبادىء والأفكار الإسلامية التي تحمي

أفراد الأمة وبخاصة الطلبة والطالبات من الغزو الثقافي، فالدول النصرانية تسعى

إلى طمس الهوية الإسلامية، فقد تكالب الأعداء وسخروا جميع الإمكانيات من أجل

هدم مقومات الأمة بإضعاف مفهوم الولاء والبراء من خلال الدعوة إلى التقارب بين

الأديان، الذي أصبح مصيدة وقع فيها كثير ممن ينتسبون إلى العلم والثقافة،

فالقصد من التقارب بين الأديان هو الاعتراف بالديانتين اليهودية والنصرانية

المحرفتين وكأنهما صحيحتان، مع أن الله أخبر أنه لا يقبل غير الإسلام ديناً في

قوله تعالى: ? ومن يبتغ غير الإسلام ديناْ فلن يقبل منه ? [7]، وإن مبدأ الحوار

مع الأديان المحرفة قد حدده الله، فلا يجوز الحوار إلا وفق القاعدة القرآنية في قوله

تعالى: ? قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم: ألا نعبد إلا الله ولا

نشرك به شيئاْ ولا يتخذ بعضنا بعضاْ أرباباْ من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا

بأنا مسلمون ? [8]، كما إن الغرب النصراني يسعى إلى إبعاد الأمة عن تحكيم

شرع الله في الاقتصاد والاجتماع والسياسة، وتبني سلوكيات الغرب النصراني من

حرية مزعومة، وإباحية وإلحاد وكفر بالله، ولهذا فإن للمعلم أو المعلمة دوراً كبيراً

في الجهاد من خلال جهاد الكلمة، وتزويد الطلبة والطالبات بالقيم السليمة،

ومحاربة جميع المظاهر السلوكية المنافية لقيم الإسلام وتعاليمه.

الأمر الرابع: أن يمارس الفرد المسلم من موقع عمله في غير حقل التعليم

دوره في محاربة الخطط التي تسعى لتقويض مقومات المجتمع، وبخاصة في حقل

الأمن والإعلام، فالدور الجهادي للفرد المسلم الذي يعمل في هذه الأعمال كبير

وخطير، وبخاصة ما يتعلق بمحاربة المفسدين الذين يعملون على إفساد الشباب من

خلال نشر الرذيلة بينهم، فإن هدف الأعداء هو نشر المخدرات والزنا وغير ذلك

من الإفساد الأخلاقي، وبالتالي فإن على المسلم الذي يعمل في الأمن مسؤولية

تفويت الفرصة على الأعداء من خلال القضاء على أوكار الفساد، وكذلك بالنسبة

لمن يعمل في حقل الإعلام فإن عليه واجب نقل الصورة الصحيحة عن واقع

المسلمين واستخدام المنبر الإعلامي بقصد توعية المسلمين بواقعهم وكشف أساليب

الأعداء ومنع كل وسائل الهدم والتخريب لعقائد الأمة وقيمها، وبالتالي فلو أن كل

صحفي أو كاتب في جريدة أو صاحب دار نشر امتنع عن نشر أي كتاب أو مقالة

فيها إساءة للإسلام أو تساهم بنشر فكرة إلحادية، أو تسويغ الفاحشة، فإنه بهذا

يمارس دوره الجهادي في حماية الأمة والمجتمع الإسلامي من الوقوع في مصيدة

الأعداء، وتوفير الأرضية لاتساع الصحوة الإسلامية.

إن للفرد دوراً كبيراً في محاربة الأعداء وإفشال خططهم، وبالتالي فالجهاد

الذي هو ذروة سنام الإسلام لا يقتصر على حمل السلاح فقط، بل يشمل جميع

أوجه الجهاد، فالتفاعل مع هموم الأمة وقضاياها يمثل لوناً مهماً من ألوان الجهاد

فالمسؤولية الفردية هي مناط التكليف في الشريعة الإسلامية ففي الحديث المشهور:

(كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)»، فقد شملت المسؤولية جمع أفراد الأمة،

ويؤكد هذا المفهوم حديث ابن عباس الذي رواه البخاري، فقد قال رسول الله -

صلى الله عليه وسلم-: (لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونيه وإذا استنفرتم

فانفروا) [9] والاستنفار في زمن الانهزام يتمثل في قيام كل فرد بواجبه الفردي تجاه حماية الأمة من خلال استخدام الإمكانات المتاحة له لصالح الأمة، وأن يكون قدوة للآخرين بممارسة دوره الفعال، ودعوة الآخرين للاقتداء به.


(1) رواه الترمذي، كتاب الفتن ح76.
(2) رواه أبو داوود، كتاب الأدب ح49.
(3) رواه البخاري، كتاب الإيمان ح514، الرقاق ح36؛ مسلم، كتاب الإيمان ح12.
(4) سورة المائدة: 82.
(5) سورة البقرة: 120.
(6) سورة البقرة: 64.
(7) سورة آل عمران: 85.
(8) سورة آل عمران: 64.
(9) رواه البخاري، كتاب الصيد ج10، كتاب الجهاد ح19227؛ مسلم، كتاب الإمارة ح86.

المصدر: مجلة البيان العدد 76 ص/ 36

.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير