تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فإذا صلى العصر أمسك عن الصلاة لأنه وقتُ نهيٍ وسُنَّ له أن يذكر الله تعالى، قال عز وجل: ?وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ ?لشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا?.

والأذكارُ كثيرةٌ معلومةٌ موجودةٌ في مظانِّها كما أسلفت، وعلى مريدِ الخير ومحبِّ السنة أن يحفظ منها شطراً صالحاً يذكر اللهَ به.

فإذا أُذِّن للمغرب شُرِع له أن يصلي ركعتين قبلها للحديثين السابقين وهما حديثا عبدالله بن مغفل ?.

فإذا فرغ من المغرب وراتبتها فله أن يصلي ما شاء حتى العشاء فقد كان بعض الصالحين لا يبرح مصلاه بعد المغرب حتى يصلي العشاء.

وإن استغل ذلك الوقت بحضور حِلق الذكر أو تعليم الناس الخير أو زيارة قريب أو مريض أو أداء واجبٍ أو حق أهل أو رعاية صبية فهو على خير، وربما كان ذلك أفضل من مكثه للصلاة والتلاوة.

ثم يصلي العشاء، وليس له بعد ذلك إلا أن يخلد إلى بيته وراحته فقد كان النبي ? يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها، ويُستثنى من ذلك ما يكون من حديث الرجل مع أهله، وما يكون من النفع التام كتعليم العلم أو إكرام الضيف ونحو ذلك فإذا أراد النوم استُحب له أن يتطهر كطهوره للصلاة، لحديث البراء بن عازب المتفق عليه أن النبي ? قال: ((إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة)).

وفي الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي ? قال: ((طهِّروا هذه الأجساد طهركم الله، فإنه ليس من عبد يبيتُ طاهراً إلا بات معه في شعاره مَلَك فلا ينقلب ساعة من الليل إلا قال الملك: اللهم اغفر لعبدك فإنه بات طاهراً))

ثم يذكر الله بأنواع الذكر وقد سبقت الإشارة إلى شيء من ذلك.

وفي الصحيحين: أن فاطمة -رضي الله عنها- سمعت بقدوم سبيٍ إلى النبي ? فأتته تسأله خادماً فلم تجده ووجدت عائشة رضي الله عنها فأخبرتها ..

فلما أخذت فاطمةُ وعليٌ رضي الله عنهما مضجعهما دخل عليهما النبي ? فقال: ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ تسبحان وتحمدان وتكبران ثلاثاً وثلاثين، فهو خير لكما من خادم، قال علي ?: فما تركتها منذ سمعت ذلك من رسول الله ?، قيل له: ولا ليلة صِفِّين؟ قال ولا ليلة صِفِّين.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية ما معناه: في ذلك دليل على أن هذه الكلمات تعين صاحبها على العمل في يومه فقد أمرهما بذلك عندما شق على فاطمة شغل البيت.

وأما الوتر فإن الأولى تأخيره إلى آخر الليل إلا لمن خاف أن يغلبه النوم فليأخذ بالغريمة ويصلِّه قبل نومه.

وأقل الوتر ركعة واحدة، وأفضله إحدى عشرة ركعة، كما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنها سئلت عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان فقالت:

ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعاً، فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً، فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً.

والسنة قراءة (سبح اسم ربك الأعلى) و (الكافرون) في الركعتين اللتين تسبقان آخر ركعة، وقراءة (قل هو الله أحد) في الركعة الأخيرة من الوتر.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "ومن أصر على تركه فإنه ترد شهادته" ثم قال: "والوتر أوكد من سنة الظهر والمغرب والعشاء". وقال رحمه الله: "لكن هو باتفاق المسلمين سنةٌ مؤكدة لا ينبغي لأحد تركه" انتهى كلامه رحمه الله.

هذا ما تيسر جمعه من وظائف اليوم والليلة،، والله تعالى أعلم

وصلَّى اللهُ وسلَّم وبارك على نبينا محمدٍ وآلهِ وصحبه أجمعين

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير