والنوع الثاني: شهادة بالوصف لا بالعين، فنشهد لكل مؤمن أنه في الجنة، لكل تقي أنه في الجنة، لكل مجرم أنه في النار، أما بعينه فلا نشهد له، لكن من مات معلناً بالكفر ومحاربة الإسلام فلا شك أن الإنسان يكاد يتيقن أنه من أهل النار، لكنه لولا أنه يخاف من أن يؤاخذ بفلتات لسانه لشهد. ثم نقول: يا أخي شهدت أم لم تشهد؟ إن كان من أهل النار ولو شهدت له بأنه بار، وإن لم يكن من أهل النار فلو شهدت أنه من أهل النار ألف مرة لم يكن من أهل النار، وليس هناك لزوم، لكن لا شك أنه يغلب على الظن إن لم يتيقن الإنسان أن من مات على الكفر ومحادة الله ورسوله فهو في النار، لكن الإنسان يخشى من فلتات اللسان والشهادة، لأن الله يقول: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ
وسئل الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه للعقيدة الطحاوية:
س/ ما حكم تكفير الكافر المعين والحكم عليه بالخلود في النار بعد الممات، وما معنى قول أهل السنة ولا نشهد لأحد بجنة ولا نار إلا من شهد له، إلى آخره؟
الجواب: أنَّ قول أهل السنة ولا نشهد لأحد بجنة ولا بنار إلا من شهد له رسول الله،يعني من هذه الأمة من المنتسبين للقبلة.
أما المشرك الأصلي أو الكافر اليهودي أو النصراني فإنه يستصحب الأصل الذي كان عليه؛ فإذا مات على الكفر فإننا نقول هو كافر ومات عليه وهو من أهل النار، والنبي قال لنا (حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار) أبشر بالنار.
هذا لا يدخل في قول أهل السنة لأنَّ المقصود من ذلك أهل القبلة، لا نشهد لمعين بجنة من أهل القبلة ولا لمعين من أهل القبلة بنار، إلا من شهد له الرسول في الذين يدخلون الجنة وفي الذي غلّ وفي الذي قتل نفسه؛ وجَعَ نفسه بحديدة ونحو ذلك، من شهد عليه رسول الله (بنار من أهل القبلة فنشهد عليه بالنار وأما المشركون والكفار من أهل الكتاب فلا كرامة لهم فإذا ماتوا شهدنا عليهم بالنار وكفَّرْنَاهم في حياتهم وبعد مماتهم، ولا يقال في حقهم لا نكفر إلا من بلغته الحجة أو لا نشهد عليهم بالنار إلا من قامت عليه الحجة ونحو ذلك،.
- رجل كان صالح وذات يوم رأته اخته يبكي وحده وهو يسمع شريط " رحلة غريب " .. تقول هو الان انتكس بعد سنوات حتى انه ترك الصلاة وساءت اخلاقه .. ولما سمعت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع (فهل لها ان تستبشر ان الله تعالى سيرحم اخاها؟
الله أعلم بالخواتيم.
3 - كيف يعيش المسلم بين الخوف والرجاء ... اريد ان افهم ذلك عمليا .. هل مثلا وهو ياكل الطعام ويتناول المباحات يكون خائفا ام هذا قدر زائد وليس مطلوب منه ويعد مجافاة وسوء ظن بالله؟ وكيف يحسن الظن بربه: هل يصح ان يقول ان الله تعالى سيجعلني من اهل الجنة ويطمئن لذلك؟
سئل الشيخ ابن عثيمين (الفتاوى (1/ 59)
س: ما مذهب أهل السنة والجماعة في الرجاء والخوف؟
الجواب: اختلف العلماء هل يقدم الإنسان الرجاء أو يقدم الخوف على
أقوال:
فقال الإمام أحمد -رحمه الله-: "ينبغي أن يكون خوفه ورجاؤه واحداً، فلا
يغلب الخوف ولا يغلب الرجاء". قال -رحمه الله-: "فأيهما غلب هلك
صاحبه". لأنه إن غلب الرجاء وقع الإنسان في الأمن من مكر الله، وإن
غلب الخوف وقع في القنوط من رحمة الله.
وقال بعض العلماء: "ينبغي تغليب الرجاء عند فعل الطاعة وتغليب الخوف
عند إرادة المعصية"، لأنه إذا فعل الطاعة فقد أتى بموجب حسن الظن،
فينبغي أن يغلب الرجاء وهو القبول، وإذا هم بالمعصية أن يغلب الخوف
لئلا يقع في المعصية.
وقال آخرون: "ينبغي للصحيح أن يغلب جانب الخوف وللمريض أن يغلب جانب
الرجاء" لأن الصحيح إذا غلب جانب الخوف تجنب المعصية، والمريض إذا غلب
جانب الرجاء لقي الله وهو يحسن الظن به.
والذي عندي في هذه المسألة أن هذا يختلف باختلاف الأحوال، وأنه إذا خاف إذا غلب جانب الخوف أن يقنط من رحمة الله وجب عليه أن يرد ويقابل ذلك
بجانب الرجاء، وإذا خاف إذا غلب جانب الرجاء أن يأمن مكر الله فليرد
ويغلب جنب الخوف، والإنسان في الحقيقة طبيب نفسه إذا كان قلبه حيا، أما
صاحب القلب الميت الذي لا يعالج قلبه ولا ينظر أحوال قلبه فهذا لا يهمه
الأمر.
وقال الشخ صالح آل الشيخ ف شرحه على العقيدة الطحاوية.
اختلف العلماء في الخوف والرجاء هل يجب تساويهما أم يُرَجَّحُ أحدهما على الآخر على أقوال:
القول الأول: أن يُغلَّبَ جانب الخوف مطلقاً.
والقول الثاني: أن يُغلَّبَ جانب الرجاء مطلقاً.
والقول الثالث: أن يستوي عند العبد الخوف والرجاء.
والقول الرابع: التفصيل>
ومعنى التفصيل أنّ الخوف قد يُغَلَّبُ في حال، وقد يُغلَّبْ الرجاء في حال، وقد يُطْلَبُ تساويهما في حال.
فَيُغَلَّبْ الخوف على الرجاء في حال أكثر المؤمنين؛ لأنَّ أكثر أهل الإيمان عندهم ذنوب فيُغَلِّبُونَ حال الخوف في حال الصحة والسلامة؛ لأنهم لا يخلون من ذنب والخوف يحملهم على ملازمة الطاعة وعلى ترك الذنب.
والرجاء يُغَلَّبُ في حال المرض لحديث "لا يمت أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه"
وللحديث أيضا الآخر الذي رواه البخاري وغيره "أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء".
فدل هذا على أنَّ رجاء العبد مطلوب وإذا كان في حال المرض المَخُوفْ أو في أي مرضٍ كان فيه فإنه يُغَلِّب جانب الرجاء على الخوف.
وفي حال يستوي فيه الرجاء والخوف، وهو في حال التَّعَبُّدْ، إذا أراد العبادة ودخل في العبادة، فإنه يخاف الله ? ويرجو ربه ?، يخاف العقاب ويرجو الثواب.
?وهذا القول الأخير هو الصحيح وهو الذي عليه أهل التحقيق.
ومن قال من أهل العلم أنَّهُ يُغَلِّبْ جانب الخوف مطلقا نَظَرَ إلى أنَّ حال أكثر المنتسبين حالهم على ذنب وعلى قصور فتغليب جانب الخوف في حقهم يَرُدُّهُمْ إلى الحق.
ومن قال يُغَلِّبْ جانب الرجاء دائما عمم قوله ? "قال الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء".
¥