تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[مكتب الشيخ عبد الله بن مانع]ــــــــ[08 - 02 - 09, 01:40 ص]ـ

الحلقة الثامنة

(47) سؤال: بعض القراء يأمر المعيون عند القراءة بتغميض عينيه؛ لأجل رؤية العائن؟

الجواب: لا؛ هذا من ألاعيب الشيطان، يلعب بهم الشيطان.

(48) سؤال: القراءة على الآدميين هي الواردة، أما الحيوانات فلا أعلم دليلاً، فقيل: هل يشرع؟

الجواب: لا أعلم له أصلاً، ولو كان خيراً لسبقونا إليه.

قلت: وقفت على أصل لهذا؛ فقد أخرجه أحمد (5: 67 - 68) وابن قانع في الصحابة (1: 204) والطبراني في الكبير (4: 1326) والبيهقي في الدلائل (6: 214) وغيرهم. ((حدثنا أبو سعيدٍ (مولى بني هاشمٍ)، حدثنا ذيّال بن عبيد بن حنظلة، قال: سمعت حنظلة بن حذيمٍ (جدّي): أنّ جدّه حنيفة قال لحذيمٍ: اجمع لي بنيّ فإنّي أريد أن أوصي، فجمعهم فقال: إنّ أوّلَ ما أوصي أنّ ليتيمي هذا الّذي في حجري مئةً من الإبل الّتي كنّا نسمّيها في الجاهليّة المطيَّبة، فقال حذيمٌ: يا أبت، إنّي سمعت بنيك يقولون: إنّما نقرّ بهذا عند أبينا، فإذا مات رجعنا فيه. قال: فبيني وبينكم رسول اللّه r ، فقال حذيمٌ: رضينا، فارتفع حذيمٌ وحنيفة وحنظلة معهم غلامٌ وهو رديفٌ لحذيمٍ، فلمّا أتوا النّبيَّ r سلّموا عليه، فقال النّبيُّ r : ( وما رفعك يا أبا حذيمٍ)؟ قال: هذا. وضرب بيده على فخذ حذيمٍ، فقال: إنّي خشيت أن يفجأني الكبر أو الموت فأردت أنْ أوصي، وإنّي قلت إنّ أوّلَ ما أوصي أنّ ليتيمي هذا الّذي في حجري مئةً من الإبل، كنّا نسمّيها في الجاهليّة المطيَّبة، فغضب رسولُ اللّه r حتّى رأينا الغضب في وجهه، وكان قاعدًا فجثا على ركبتيه، وقال: (لا، لا، لا، الصّدقة خمسٌ، وإلا فعشرٌ وإلا فخمس عشرة، وإلا فعشرون، وإلا فخمسٌ وعشرون، وإلا فثلاثون وإلا فخمسٌ وثلاثون، فإنْ كثرت فأربعون). قال: فودّعوه ومع اليتيم عصًا وهو يضرب جملاً، = = فقال النّبيّ r ( عظمت هذه هِراوة يتيمٍ)، قال حنظلة: فدنا بي إلى النّبيّ r فقال: إنّ لي بنين ذوي لحىً ودون ذلك، وإنّ ذا أصغرهم فادع اللّه له، فمسح رأسه، وقال: (بارك اللّه فيك)، أو (بورك فيه).

قال ذيّالٌ: فلقد رأيت حنظلة يؤتى بالإنسان الوارم وجهه، أو البهيمة الوارمة الضّرع فيتفل على يديه، ويقول: بسم اللّه، ويضع يده على رأسه، ويقول: على موضع كفّ رسول اللّه r ، فيمسحه عليه، وقال ذيّالٌ: فيذهب الورم)). وإسناده لا بأس به.

وذوات الأرواح تنتفع بالقراءة، ويصيبها بركة قراءة القرآن.

ومما يجلي ذلك - أيضاً -: قصة خروجه في الهجرة r ، ومروره بابن مسعود حينما كان يرعى الغنم لعقبة بن أبي معيط، وقد أخرجه أحمد في مسنده من طريق: حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن زرًّ، عن ابن مسعود t ، وفيه: " كنت أرعى غنمًا فمرّ بي رسول اللّه r وأبو بكرٍ، فقال: (يا غلام، هل من لبنٍ)؟ قال: قلت نعم، ولكنّي مؤتمنٌ، قال: (فهل من شاةٍ لم يَنزُ عليها الفحل)؟ فأتيته بشاةٍ، فمسح ضرعها، فنزل لبنٌ، فحلبه في إناءٍ، فشرب، وسقى أبا بكرٍ، ثمّ قال للضّرع: (اقلص فقلص .. ) ". والقصة مشهورة، ولها شواهد.

قلت: فإذا تحقق النفع من مثل هذا، فما المانع من حصول النفع بكلام الله؟! ودعوى الخصوصية بالمعجزة أو الكرامة لرسوله r في الخبرين فيه عسر، ولا سيما في القصة الأولى.

وأما ما حدثني به الثقات من قراءتهم على بهائم سقمت فشُفيت بعد القراءة فكثير ..

وكما أن للقرآن أثرًا فللشيطان أثر.

فقد أخرج أبو داود (5247) من طريق سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: ((جاءت فأرةٌ، فأخذت تجرّ الفتيلة، فجاءت بها فألقتها بين يدي رسول اللّه r على الخمرة التي كان قاعدًا عليها، فأحرقت منها مثل موضع الدّرهم، فقال: (إذا نمتم فأطفئوا سرجكم؛ فإنّ الشّيطان يدلّ مثل هذه على هذا فتحرقكم))).

وعند البخاري (3138) من حديث جابر t : ( فإنّ الفويسقةَ ربّما اجترّت الفتيلةَ فأحرقت أهلَ البيت).

فإذا لم تطب نفسك بهذا فالحس شاهد , ولما قيل للإمام أحمد: إن أناساً ينكرون دخول الجني في الإنس. قال كذبوا؛ هو ذا يتكلم على لسانه.

ثم رأيت ابن عبد البر في التمهيد (6: 238) روى أثراً عن ابن مسعود t يدل على ما ذكرت.

قال رحمه الله: ((حدثنا عبد الوارث، حدثنا قاسم، حدثنا محمد بن عبد السلام الخشني، حدثنا محمد بن بشار، حدثنا مؤزر] كذا [، حدثنا سفيان، عن حصين، عن هلال بن يساف، عن سحيم بن نوفل قال: ((كنا عند عبد الله نعرض المصاحف , فجاءت جارية فقالت: ما يحبسك وقد لفع فلان مهرَك بعينه، فتركه يدور في الدار كأنه في فلك، قم فابتغ راقياً، فقال عبد الله: لا تبتغ راقياً وانفث في منخره أربعاً، وفي الأيسر ثلاثاً، وقل: لا بأس، اذهب البأس رب الناس، اشف أنت الشافي، لا يكشف الضر إلا أنت، قال: فذهب ثم رجع إلينا، قال: فقلت: ما أمرتني فما جئت حتى راث وبال وأكل)).

وأخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (1018)، وابن فضيل في الدعاء (119) من طريق حُصين بن عبد الرحمن، وإسناده لا بأس به. وفي سند ابن عبد البر تصحيف.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير