تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[24 - 12 - 09, 01:30 ص]ـ

,, [إشكال و جوابه] ,,

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في [القول المفيد ص31]:

_ إذا قيل: ثبت أن الله قضى كَوناً ما لا يُحبّه فكيف يقضي الله ما لا يحبّه؟

فالجواب: أن المحبوب قسمان:

1_ محبوب لذاته. 2_ محبوب لغيره.

فالمحبوب لغيره قد يكون مكروهاً لذاته , و لكن يُحبُّ لما فيه من الحكمة و المصلحة , فيكون حينئذٍ محبوباً من وجه , مكروهاً من وجه آخر , مثال ذلك:

الفساد في الأرض من بني إسرائيل في حدّ ذاته مكروهاً إلى الله , لأن الله لا يحب الفساد و لا المفسدين , ولكن للحكمة التي يتضمنها يكون بها محبوباً إلى الله عز وجل من وجه آخر. ومن ذلك:

القحط و الجدب و المرض و الفقر؛ لأن الله رحيم لا يحب أن يؤذي عباده بشئ من ذلك , بل يريد بعباده اليُسر , لكن يقدّره للحِكم المترتبة عليه , فيكون محبوباً إلى الله من وجه , مكروهاً من وجه آخر , قال الله تعالى: ((ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون)).

فإن قيل: كيف يتصور أن يكون الشئ محبوباً من وجه , مكروهاً من وجه آخر؟

فيقال: هذا الإنسان المريض يُعطى جرعة من الدواء مُرّة كريهة الرائحة و اللون , فيشربها , وهو يَكرهها لما فيها من المرارة واللون و الرائحة , ويُحبّها لما فيها من الشفاء , و كذا الطبيب يكوي المريض بالحديد المحمّاة على النار , ويتألم منها , فهذا الألم مكروه له من وجه , محبوب له من وجه آخر.

فإن قيل: لماذا لم يكن قوله: ((وقضى ربك ألاّ تعبدوا إلا إياه)) , من باب القضاء القدري؟

أُجيب: بأنه لا يُمكن , إذ لو كان قضاءً قدريّاً لعبد الناس كلهم ربهم , لكنه قضاء شرعي قد يقع و قد لا يقع.

ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[07 - 02 - 10, 03:03 م]ـ

السؤال:

فضيلة الشيخ! هل في طلب الإنسان من غيره ممن يرى على ظاهره الصلاح أن يدعو له بظهر الغيب، هل في ذلك ضعف في توكل ذلك الشخص الطالب للدعاء؟ وإن كان كذلك فما توجيهكم في طلب عمر من أويس القرني الدعاء له مع أن عمر أفضل من أويس؟

الجواب:

طلب الإنسان من غيره أن يدعو له لو لم يكن فيه إلا أنه سأل الناس، وقد كان من مبايعات الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ألا يسألوا الناس شيئًا.

و (شيئًا) نكرة في سياق النفي تعم كل شيء، هذه هي القاعدة الأصولية؛ حتى كان عصا أحدهم يسقط منه وهو على راحلته فينزل ويأخذه لا يقول لأحد: ناولني العصا؛ لأنهم بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم ألا يسألوا الناس شيئًا، لو لم يكن فيه إلا هذا لكفى، لكن ربما يكون في قلب الإنسان احتقارٌ لنفسه وسوء ظنٍ فيسأل غيره؛ فيقال: يا أخي! أحسن الظن بالله عز وجل.

وأنت إذا كنت لست أهلاً لقبول الدعاء؛ فإن دعاء غيرك لا ينفعك؛ فعليك أن تحسن الظن بالله، ولا تجعل واسطة بينك وبين الله يدعو لك؛ ادع ربك أنت؛ فالله عز وجل يقول: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً} [الأعراف:55] فنفس دعائك لله عبادة، فكيف تفوت على نفسك هذه العبادة العظيمة؟! وكذلك فإن بعض الناس إذا طلب من شخص يظهر فيه الصلاح أن يدعو له فإنه ربما يعتمد على دعائه هذا ولا يدعو لنفسه أبدًا، ثم إن فيه -أيضًا- مسألة ثالثة: وهي أنه ربما يحصل للذي طلب منه الدعاء غرور بنفسه، وأنه أهل لأن يطلب منه الدعاء.

لكن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- قال: إذا طلبت من أخيك الدعاء -تريد بذلك نفعه بإحسانه إليك، أو نفعه إذا دعا لك بظهر الغيب- إن الملك يقول: آمين، ولك بمثله.

فهذا لا بأس به، أما إذا أردت مجرد انتفاعك أنت فقط؛ فهذا من المسألة المذمومة.

أما ما ذكرت من طلب عمر رضي الله عنه من أويس أن يدعو له رضي الله عنه فهذا بأمر النبي صلى الله عليه وسلم وهو خاص بالرجل؛ ولهذا لم يطلب من عمر أو غيره أن يقول لـ أبي بكر رضي الله عنه: ادع الله لنا، وأبو بكر أفضل من عمر، وأفضل من أويس، وأفضل من بقية الصحابة؛ لكن هذا خاص بهذا الرجل الذي حث النبي صلى الله عليه وسلم ممن أدركه أن يقول له: ادع الله لي، والمسائل الخاصة

لا تتعدى محلها.

لقاء الباب المفتوح

الشيخ: محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله ..

منقول ..

ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[08 - 04 - 10, 02:19 م]ـ

الأخ أبو عدي القحطاني بارك الله فيك ..

لم أنتبه إلا الأن ..

تجد ما نسبته للشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح الأربعين النووية .. أظنه في شرح حديث (( .. و الثيب الزاني التارك لدينه .. )) لأني الكتاب استعارة أحد الإخوة و بعيد عني ..

ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[08 - 04 - 10, 02:33 م]ـ

س: فضيلة الشيخ:

كيف نجمع بين قول الصحابة رضي الله عنهم ((الله و رسوله أعلم)) بالعطف بالواو و إقرارهم على ذلك , و إنكاره صلى الله عليه و سلم على من قال ((ماشاء الله و شئت)

فأجاب بقوله:

قوله: ((الله و رسوله أعلم)) جائز , و ذلك لأن علم الرسول صلى الله عليه و سلم من علم الله , فالله تعالى هو الذي يعلّمه ما لا يدركه البشر و لهذا أتى بالواو , و كذلك في المسائل الشرعية يقال ((الله و رسوله أعلم)) لأنه صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق بشريعة الله و عَلمِهُ بها من علم الله الذي علّمه كما قال تعالى ((و أنزل الله عليك الكتاب و الحكمة وعلّمك ما لم تكن تعلم)) , و ليس كقول: ((ما شاء الله و شئت)) لأن هذا في باب القدرة و المشيئة , و لا يمكن أن يجعل الرسول صلى الله عليه وسلم مشاركاً لله فيها , و في الأمور الشرعية يقال: ((الله و رسوله أعلم)) و في الأمور الكونية لا يقال ذلك , و من هنا نعرف خطأ و جهل من يكتب الآن على بعض الأعمال ((وقل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله)) لأن رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يرى العمل بعد موته. و الله ولي التوفيق.

أجاب عن هذا السؤال العلاّمة ابن عثيمين رحمه الله تعالى ..

المرجع: [كتاب: شبهات و إشكالات حول بعض الأحاديث و الآيات ص141, إعداد دار الثبات] ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير